على أنغام الأغاني الوطنية والثورية افتتحت جمعية النجدة الخيرية بالتعاون مع المؤسسات الأهلية في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت المعرض الفني "العودة حقّ مقدّس لكلّ الفلسطينيين" ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة الرابعة والسبعين.
حضر المعرض في روضة القسام ممثلون عن الفصائل الوطنية واللجان الأهلية والمحليّة وحشدٌ كبيرٌمن اللاجئين الفلسطييين.
وضم المعرض رسومات للأطفال تحكي قصة النكبة واللجوء، ومجموعة من الأشغال اليدوية والحرفية والتراثية الفلسطينية، ورسوم كاريكاتور ولوحات تشكيلية، تؤكد على تمسّك اللاجئين بحقّ العودة إلى إضافة الى رسومات تعبيرية وطنية حول الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام والتشبُّث بالأرض.
الأحفاد لم ينسوا وطن أجدادهم
هذا المعرض الذي بُنِيَ بأيدي أبناء الشتات هو رسالة للمحتل الإسرائيلي أنّ الأحفاد لم ينسوا فلسطين وأنّهم متمسكون بتراثهم وقضيتهم رغم مرور ٧٤ عاماً على تهجيرهم، هكذا لخصت منسقة فرع بيروت بجمعية النجدة الاجتماعية وصال الجشي فكرة المعرض، مضيفةً: أن الفلسطينيين في لبنان وباقي دول اللجوء يدركون تماماً أنهم أصحاب الأرض الأصليين لفلسطين وأن نشاطات كهذه ما هي إلا تعبيراً عن تمسكهم بحق العودة إلى أرضهم ووطنهم.
وفي وقت تثار فيه الجدالات من قبل بعض الأحزاب ووسائل الإعلام اللبنانية حول مشاريع "توطين اللاجئين الفلسطينيين" تصر الأغلبية العظمى من هؤلاء الفلسطينيين على رفض الفكرة من أساسها، ويرى معظمهم أن يوماً كذكرى النكبة مناسبة للتذكير بأن حق العودة مقدس بالنسبة لهم وأن ما يطالبونه فقط من الدول المضيفة هو الحصول على مقومات الحياة الكريمة إلى حين تحقيق العودة.
ما نريده هو رفع الضغط عن الفلسطينيين في المخيمات وهواجس التوطين واهية
يقول مدير المركز العربي الفلسطيني أبو عبد الله فارس: إنّ كل الهواجس التي تراود بعض اللبنانيين ما هي إلّا أوهام، فالشعب الفلسطيني بكافة أطيافه متمسّك بحقّ العودة ويرفض التوطين ولن يقبل بديلًا عن وطنه فلسطين، وبناء عليه فإن على الدولة اللبنانية أن تمنح اللاجئين الفلسطينين بعض الحقوق كحق العمل بكرامة وأن ترفع هذا الضغط الهائل على الشعب الفلسطيني في المخيمات.
وطالب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي وصفها بالشاهدة على جريمة هذا العصر جريمة نكبة فلسطين بأن تكون عادلة وأن لا تكيل بمكيالين، داعياً إياها إلى زيادة خدماتها وليس تقليلها، وأن تكون إلى جانب الشعب الفلسطيني في التعليم وفي الصحة وفي كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
بينما يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ظروفاً معيشية هي الأسوأ منذ لجؤوهم إلى هذا البلد عام 1948، يواصلون ممارسات يعتبرونها نضالية في سبيل التمسك بحقهم السياسي في استعادة أرضهم الفلسطينية، مثل إقامة هذه الفعاليات وتنظيم المظاهرات والمعارض.
التمسك بالهوية.. نضال
تقول العاملة الاجتماعية في جمعية "أحلام لاجئ" رشا خليل: إن دورهم كشباب يتركز في الحفاظ على الهوية الفلسطينية والتركيز على بنائها لدى الأجيال الجديدة التي تولد في المخيمات وخارجها.
تعتبر رشا أن هذا العمل هو وفاء لفلسطين ولشهدائها وأسراها، وبرأيها فإن التمسك بالجذور وبالطابع الفلسطيني من ثقافة وفن وزي لا شك يوصل رسالة للاحتلال بأن الجيل الجديد ورث فلسطينيته عن آبائه وأجداده وسيورثها لأبنائه، كي لا يهدأ بالاً للاحتلال بأن الفلسطيني أينما كان ومهما كانت ظروفه سيستلم ويرضى بواقع اللجوء ولن يقبل حلاً إلا العودة لفلسطين.
هذا أيضاً ما تؤكد عليه مدربة الرقص الشعبي الفلسطيني نسرين العدوي بالقول: "نحن لدينا قضية ونعلّم أطفالنا من خلال الفن على قضيتنا، وتاريخ الخامس عشر من أيار/ مايو تاريخ محفوظ في ذاكرة الصغير والكبير من أبناء الشعب الفلسطيني الجميع يعلم أنّ هذا التاريخ هو ذكرى نكبتنا وبهذا اليوم هجّر أجدادنا قسراً وبقوة الإرهاب من أرضنا فلسطين".
لعلنا في أيار المقبل نحيي ذكرى عودتنا
مفردات تراثية عدة كانت حاضر في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية عبر هذا المعرض كالزيتون والكوفية ومفتاح العودة وغيرها من الرموز والأيقونات التي تُستخدم في شرح القضية الفلسطينية للأطفال الفلسطينيين في المخيمات.
تقول العدوي: إن الأطفال يتفاعلون بشكل إيجابي ويسألون كثيراً حول فلسطين أثناء التحضير لمثل هذه الفعاليات مضيفة: "نحن كما كل عام نقول إن شاء الله 15 أيار المقبل نحيي ذكرى عودتنا وليس نكبتنا".