أصدر أصحاب مولدات الكهرباء ومزودي خدمة الاشتراك في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوب لبنان، بياناً أعلنوا فيه تلقيهم فاتورة الاشتراك بدءاً من شهر حزيران/ يونيو الجاري، بالدولار الأمريكي أو ما يعادله بالليرة اللبنانية بسعر الصرف اليومي.
وبرر أصحاب المولدات إجراءهم الجديد، بـ " التقلبات السريعة لسعر صرف الدولار وبفارق زمني قصير" ما دفعهم لاتخاذ هذا القرار للاستمرار في تشغيل المولدات، وفق ما جاء في بيانهم.
البيان أثار موجة غضب واسعة، نظراً لكون أصحاب المولدات في المخيّم يتصرفون وفق أهوائهم، ولا يلتزمون بالتعليمات الرسميّة الصادرة من وزارة الطاقة اللبنانية، والساريّة في مدينة صيدا وكافة المناطق اللبنانية، حسبما أشار اللاجئ من سكّان حي الصفصاف " أبو محمد عوّاد" لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأوضح عوّاد، انّ أصحاب المولدات في المخيّم، طالما سعّروا قيمة الأمبير، بشكل أعلى من تسعيرة الوزارة المعمول بها في صيدا والجوار، معتبراً طلبهم الفاتورة بالدولار الأمريكي أو وفق سعر الصرف الرسمي، تمادٍ كبير على الناس، "لعدم وجود من يردّهم" وفق تعبيره. وحمّل المسؤولية للجان الشعبية والمسؤولين عن الشعب الفلسطيني لضبط "جشع أصحاب المولدات."
وكانت وزارة الطاقة اللبنانية قد سعّرت قيمة الاشتراك عن شهر أيّار/ مايو الفائت، للمشتركين بالعدادات في المدن والتجمعات المكتظّة أو على ارتفاع أقل من 700 متر، بـ 100 ألف ليرة كرسم اشتراك، و12.568 ليرة لبنانية عن كل كيلو وات ساعي، وهو ما ينطبق على مدينة صيدا التي يقع فيها المخيّم، علماً أنّ سعر صرف الدولار خلال أيّار شهد تقلبات وارتفاعات جنونية بلغت حتّى 33 ألف ليرة للدولار الواحد.
"عبد العزيز موسى" لاجئ من مخيّم عين الحلوة، اعتبر قرار أصحاب المولدات، جائر بحق اللاجئين الفلسطينيين في المخيّم، ويُضاف إلى ما مارسوه منذ بدء الازمة الأزمة في لبنان، بوضع أسعاراً أعلى من تسعيرة البلديات في المناطق المجاورة.
وأشار اللاجئ، إلى أنّ "الكثير من الأهالي سيلغون الاشتراك، ونحن مقبلون على فصل الصيف، ما سيؤثر على تعبئة المياه، وسيحرم اللاجئون من تشغيل المراوح لمواجهة الحرّ، وخصوصاً في ظل شحّ كهرباء الدولة التي لا نراها سوى ساعة او ساعتين خلال اليوم وأحياناً لا نراها" وفق قوله.
وطالب موسى، الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيّم للتدخل، لإلزام أصحاب الاشتراكات، باعتماد تسعيرة وزارة الطاقة، التي تصدر شهريّاً، وعدم وضع الناس تحت رحمة أصحاب المولدات.
ويعاني مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي يضم قرابة 60 الف نسمة ، كما سائر المخيّمات من انعكاسات الأزمة الاقتصادية اللبنانية على سكّانه، فيما بلغت نسبة من هم دون خط الفقر في صفوف فلسطينيي لبنان قرابة 73% بحسب تقرير النداء الطارئ الذي أطلقته وكالة "أونروا" شهر كانون الثاني\ يناير الجاري.