شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، تظاهرة مطلبيّة حاشدة بعد ظهر اليوم الجمعة 3 حزيران/ يونيو، شارك فيها المئات من اللاجئين، لمطالة وكالة "أونروا" بتحمّل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إثر موجات الغلاء، والتي تتطلب معونات فورية وعاجلة، وإقرار خطّة طوارئ إغاثيّة بحسب المنظمين.
وجاءت التظاهرة، بدعوة وتنظيم من قبل " الحراك الفلسطيني الموحّد" بعد أكثر من شهر ونصف الشهر على وقف التحركات خلال فترة رمضان والأعياد، وجابت شوارع المخيّم، قبل أن تتحوّل إلى اعتصام أمام مكتب مدير خدمات "أونروا" في المخيّم، رفع خلاله اللاجئون الأعلام الفلسطينية، ويافطات طالبت بالإغاثة الفورية والدائمة، وتحذيرات من انفجار شعبي كبير.
وكان "الحراك الموحّد" قد استأنف اجتماعاته في عدد من المخيّمات، وأعلن عن استئناف تحركاته، الرامية لوضع الوكالة أمام مسؤولياتها، مع تأكيده الحفاظ عليها كشاهد على نكبة اللجوء، وحق من حقوق اللاجئين حتّى تحقيق العودة إلى فلسطين، حسبما نقل الناشط في مخيّم عين الحلوة أحمد حسّون.
وحذّر الحراك، في كلمة القاها باسمه الناشط ابراهيم ميعاري، من خطورة المرحلة وصعوبتها على اللاجئين الفلسطينيين، والتي ستؤدي إلى تصعيد التحركات الاحتجاجية وتكثيفها، وطالب القوى السياسية الفلسطينية باعتبارها المسؤولة والممثلة للشعب الفلسطيني، "بالعمل الجدي الميداني والتحرك بعيداً عن لغة البيانات والخطابات وعن التجاذبات الفصائلية الضيقة." وان ترقى في عملها وخطابها إلى مستوى خطورة تقليص خدمات الوكالة.
ولوّح ميعاري، بتنفيذ اعتصام، أمام مقر عقد المؤتمر الاستشاري المنوي عقده خلال شهر حزيران/ يونيو الجاري في بيروت، لوضع المجتمعين أمام مسؤولياتهم في دعم اللاجئين الفلسطينيين، " والّا ذاهبون إلى فوضى بالشارع الفلسطيني بسبب الجوع واللامبالاة." حسب تعبيره.
وعرض ميعاري مطالب اللاجئين، بتأمين إغاثة فورية عاجلة، وتوسيع دائرة الاستفادة من برنامج العسر الشديد " الشؤون" لكل مسحق، والاستشفاء الكامل، وفتح ملف ترميم المنازل لمن يستحق.
وتأتي التحركات المطلبية في مخيمات لبنان، في وقت بلغت فيه نسبة من هم دون خط الفقر في صفوف فلسطينيي 73% بحسب تقرير النداء الطارئ الذي أطلقته الوكالة شهر كانون الثاني\ يناير الجاري. فيما تشير المعطيات والوقائع إلى ارتفاع معدلات الفقر عن الرقم الذي وضعته الوكالة، نتيجة استمرار التدهور الاقتصادي اللبناني، وارتفاع اسعار السلع الغذائية وفواتير الكهرباء والاستشفاء وسواها.
وأكّد المتظاهرون، تمسكهم بوكالة "أونروا" وانتقدوا تصريحات المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، التي أشار فيها إلى إمكانية عقد شراكات مع مؤسسات دوليّة، لتقدم خدمات بديلاً عن الوكالة، واعتبروها " تآمراً لتصفية الوكالة."