بعد 72 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، يواصل الفلسطينيون نضالهم لإبقاء قضيتهم حيّة، عبر اشكال متعددة من المقاومة التي يسطرها الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، يراكمون انتصارات صغيرة، تمنع الاحتلال من تذويب هويتهم، وانهاء حالتهم كشعب، لا سيما من هجّروا من أراضيهم إثر النكبة، وتحوّلوا إلى لاجئين تجمعوا في مخيّمات، أضحت بحد ذاتها أحد أشكال مقاومتهم وصمودهم، وشاهدة على نكبتهم ومنطلقاً لأنواع متعددة من المقاومة.

فالحفاظ على المخيّم، وتعزيز صمود اللاجئين فيه، أحد أشكال المقاومة الأساسية، لكونه "الشاهد الأساسي على نكبة الشعب الفلسطيني، وهو الذي يبقي ذاكرة الشعب الفلسطيني حية بحقيقة النكبة وبواجب العودة وبحلم العودة بحسب رئيس مركز دراسات اللاجئين الفلسطينيين كمال كحلوت، الذي أكّد في مقابلة مع  بوابة اللاجئين الفلسطينيين على ضرورة  "أن ننتبه إلى تعزيز المخيمات جعلها بيئة جاذبة وبيئة يستقر فيها أبناؤها"

 

فالمخيم لازال يعاني من التهميش، يعاني من الفقر يعاني من ضعف الخدمات الصحية ومن ضعف البنية التحتية، وكلها عوامل تؤدي إلى خروج اللاجئين منه نتيجة الضغوط النفسيّة، حسبما أشار كحلوت من مخيّم جباليا في قطاع غزّة، الذي وضعنا بصورة بداية نشأة المخيمات وتوسعها، منذ أنّ هُجّر 57% من تعداد السكان الفلسطينيين إبان النكبة، أي حوالي 850 ألف فلسطيني، وتضخّم عددهم إلى أكثر من 9 ملايين لاجئ في فلسطين والشتات

اللاجئون في قطاع غزة قدموا من يافا والمناطق الواقعة إلى الجنوب منها حتى حدود القطاع

أغلب اللاجئين في قطاع غزّة، قدموا من مناطق يافا إلى الجنوب، وبشكل أساسي يافا اسدود مناطق عسقلان بشكل خاص، ومحيط بئر السبع، بحسب كحلوت، وضِعت لهم خيام ليسكنوا فيها بداية ، في وقت لم تكن وكالة "أونروا" قد تشكلّت بعد، حينها كانت الظروف الصحية والبيئية في تلك الخيام قاسية للغاية واستمرت حتى الخمسينيات من القرن الماضي ولم يتحقق حلم العودة طبقاً لقرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ.

يقول كحلوت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ عملية تحسين ظروف اللاجئين بدأت، من خلال إقامة أكواخ، وبعد ذلك انتقلوا للمباني الثابتة. ويشير من موقع معايشته لمخيّم جباليا في مرحلة بداياته، إلى أنّ المخيّمات لم تكن تلبي الاحتياجات الإنسانية الخاصة باللاجئين، والتي اعتادوا عليها كمواطنين يعيشون في قراهم ومنازلهم ومستقرون في أراضيهم قبل النكبة، ولكن حاولوا تحسين ظروفهم بجهودهم الذاتية.

ويعتبر رئيس مركز دراسات اللاجئين الفلسطينيين، أنّ "وكالة "أونروا" ساهمت إلى حد ما في تحسين المخيّمات، ولكن عملياً الوكالة لم تغطي كافة الاحتياجات الإنسانية للاجئين، وفق قوله.

خيم فأكواخ وغرفة واحدة لكل عائلة مع مرافق عامة مشتركة للجميع

وتحدث كحلوت، عن توزيع اللاجئين في قطاع غزّة إلى ثمانية مخيّمات، حيث كان التوزيع فيه شيء من العشوائية، لكن مع شيء من الترتيب، حسبما أضاف، موضحاً أن أهل القرية الواحدة كانوا بالعادة يركزوهم في بلوكات معينة، كمخيم جباليا على سبيل المثال، حيث صار يسمّى جزء من البلوك 6 بـ "بلوك اليافاوية" ويقيم فيه جزء كبير من أهل يافا المحتلّة، في حين كانت منطقة ثانية معروفة بـ "بلوك المجادلة" وهي في بلوك 4 وبلوك 5. وكان الهدف من تجميع أبناء كل منطقة، في محيط واحد لتسهيل التعامل معهم من خلال المخاتير.

ويضيف كحلوت صاحب الـ 55 عاماً من العمر، مستدعياً من ذاكرته حين كان طفلاً، أنّ السكان توسعوا على حساب الأجزاء الفارغة وكان كل رب أسرة يتلقى غرفة نوم مساحتها بين متر ونصف المتر وثلاثة أمتار حتى بدون مطبخ أو حمامات بدون أي وسائل أخرى، وكانت المسافات بينية متسعة نسبياً بين هذه الغرف وكانوا يسمونها "نِمَر" في ذلك الوقت وأعطيت أرقاماً خاصة من الوكالة "أونروا".

ويتابع: " كان هناك حمامات عامة ودورات مياه عامة، يعني لم تكن أشياء كهذه مخصصة داخل البيوت، حتى المياه لم تكن تصل إلى المنازل، وكانت هناك مناطق توزيع محددة للمياه تنقلها النساء بتنكات من الصفيح أو حتى بالجرار تدريجياً. إلى أن بدأ اللاجئون بالتوسع لأن أعدادهم زادت وصاروا يتوسعون على حساب المساحات الفارغة وبنوا فيها وحسنوا ظروف معيشتهم بظروفهم الذاتية. بحسب رئيس مركز دراسات اللاجئين كمال كحلوت.

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد