قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني:  إنّ الوكالة، هي المصدر الوحيد لتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين، وتواجه أزمة هي الأصعب في تاريخها.

جاء ذلك، في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت للمفوض العام لـ "أونروا" ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل حسن، في ختام اجتماعات اللجنة الاستشاريّة للوكالة  اليوم الأربعاء 15 حزيران/ يونيو، أشار خلاله لازاريني إلى أنّ أزمة الوكالة قديمة متجددة، وإنها دائماً في وضع مالي صعب، الّا أنّ المرحلة الراهنة تشهد استنفاد الوكالة لحلولها، وقدرتها على التعاطي مع الأزمات تتضاءل.

9-1.jpg

وأكّد على أنّ أولوية الوكالة، هي جمع موارد لاستمرار خدماتها، وأنّ الأولوية هي وصول اللاجئين إلى الخدمات،  لا سيما وأنهم يعتبرون المجتمع الأكثر هشاشة في المنطقة، سواء في لبنان أو سوريا، وكذلك الأردن وقطاع غزّة والضفّة الغربية.

وأكّد المفوّض العام، ما جاء في كلمته خلال مؤتمر اللجنة الاستشاريّة، حول الشراكات مع منظمات أممية لتقوم بخدمات بالإنابة عن الوكالة، وقال: إنّ الشراكات قائمة منذ أن تأسست الوكالة مع نحو 30 منظمة أممية، ولا يعني ذلك استبدال الوكالة بمنظمات أخرى، وإنما مسعى الوكالة الأساسي لحشد الدعم وضمان استمرار عمل الوكالة في تقديم خدماتها الأساسية التي تحفظ حقوق الإنسان الفلسطيني.

من جهته، أوضح رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل حسن، أنّ سوء الفهم الذي ورد في هذا الصدد، مردّه للترجمة من الإنجليزية إلى العربيّة، فما عُني بالأمر هو مساعدة الوكالة وليس أن تحل تلك المنظمات كبديل عن الوكالة.

لا شراكات مع منظمات خارج الأمم المتحدة

وخلال المؤتمر، طرح موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عدّة أسلة واستفسارات تتعلّق بقضايا حول عمل الوكالة وما يثار عن تغييبها لصالح منظمات غير حكومية، إضافة إلى قضايا تخص مخيمات سوريا واللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا على لبنان.

وفي استفسار حول معلومات تلقاها بوابة اللاجئين الفلسطينيين منذ سنوات، حول توجه لتعزيز دور المنظمات غير الحكوميّة "NGOs" في مخيّمات اللاجئين، وإعطائها دوراً لملئ فراغ سيخلّفه غياب وكالة "أونروا" بشكل تدريجي، نفى المفوّض العام الأمر بشكل قطعي.

وقال لازاريني: لا يوجد  ترحيل لخدمات أو أنشطة أو مهام من وكالة "أونروا" إلى أي جهة أخرى، وإنما ما تطرحه  الوكالة هو شراكات مع منظمات للأمم المتحدة، وبالتالي لا شراكات خارج أسرة الأمم المتحدة في هذا الإطار.

وأضاف: أنّ الوكالة هي الجهة الوحيدة المنوط بها تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، ولا نوايا لاستبدال الوكالة بأي جهات أخرى، بل شراكات من داخل أسرة الأمم المتحدة، وتسعى الوكالة لحشد التمويل للاستمرار.

حراك من أجل تمويل إعادة إعمار المخيمات الفلسطينية في سوريا

وفي سؤال حول ما إذا كان لدى وكالة "أونروا" نوايا للدعوة لمؤتمر دولي لحشد التمويل من أجل إعادة إعمار المخيّمات المدمّرة في سوريا، وما إذا كان ثمّة عقبات تعترض ذلك، أكّد لازاريني مساعي الوكالة لحشد التمويل اللازم لإعادة تأهيل منشآت الوكالة وتقديم الدعم للاجئين من أجل إعادة إعمار منازلهم.

وقال لازاريني: إنّه زار مخيّمي اليرموك ودرعا مؤخّراً واطلّع على أوضاع وحاجات اللاجئين هناك، وطلب مراراً وتكراراً من الجهات المانحة لمساندة الوكالة من أجل تأهيل منشآتها هناك، وأن الوكالة تواصل بذل الجهود لحشد التمويل لإعمار المنشآت ومساعدة اللاجئين على ترميم منازلهم.

وأضاف لازاريني: إنّ الوكالة أعادت تأهيل مدرسة ومركز صحيّ في درعا، وأشار إلى شراكة مع منظمة تدعى " الموئل" تساعد وكالة "أونروا" في تقديم الدعم للاجئين من أجل ترميم منازلهم.

كما لفت إلى زيارة سيقوم بها وفد من وكالة "أونروا" واللجنة الاستشاريّة لمخيم اليرموك السبت المقبل، لتقييم أوضاع المخيّم على الأرض ورصد الاحتياجات، والقيام بالجهود اللازمة لحشد التمويل من اجل إعادة إعمار مؤسسات الوكالة كالمراكز الصحيّة والمدارس وسواها من احتياجات.

إطلاق مسار قانوني لحل مشاكل فلسطينيي سوريا

وحول الإشكاليات القانونية للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، ممن لديهم خلل بأوراقهم الرسميّة ويعانون في الحصول على إقامات والتسجيل في المدارس وسواها من عقبات، وهي شريحة تتعدّى 55% من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان بحسب أرقام وكالة "أونروا" للعام 2020 وما إذا كان لدى وكالة "أونروا" توجّه لحل تلك الإشكالية.

أجاب رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل حسن على السؤال، وأكّد إطلاق مسار قانوني متعلّق بالإشكاليات القانونية الخاصة بتلك الشريحة، وأشار إلى أنّ النسبة باتت أقل من 55%، بعد حل مشاكل عدد كبير، وهناك مساع لحل مشاكل البقيّة، حسبما أضاف.

وقال حسن في معرض إجابته على السؤال: إنّه تم تشكيل مجموعة بالتعاون مع وكالة "أونروا" حول مسألتين، الأولى تتعلّق بتسجيل الأطفال حديثي الولادة المولودين في لبنان عقب دخول ذويهم إلى البلد، والثاني مرتبط بتعزيز المساعدات المرتبطة ببرنامج الشؤون الاجتماعية، وفق تعاون جرى بين لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ووكالة "أونروا" في بيروت.

كما تطرّق لازاريني، إلى المخاوف التي أثيرت فيما يخص مسألة نقل أرشيف اللاجئين الفلسطينيين من عمّان إلى بيروت، وذلك في إجابته على أسئلة الصحفيين، وأكّد أنّه لا نقل مادي للأرشيف إلى بيروت، وأنّ بيانات اللاجئين ستبقى محفوظة، وما يجري فقط عملية رقمنة.

بدوره، أشار الدكتور باسل حسن، إلى أنّ لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، تحققت بنفسها مسألة الأرشيف، ولا مخاوف حول الموضوع وفق ما أثير مؤخراً.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد