أعلن في العاصمة البلجيكية "بروكسل" عن تأسيس المبادرة الأوروبيّة الفلسطينيّة ضد الأبارتهايد والاستيطان خلال لقاء يوم 8 يونيو/ حزيران بمشاركة مجموعة من النشطاء الفلسطينيين والأوروبيين الذين قدموا من خمس دول: بلجيكا وفرنسا وانجلترا والمانيا وسويسرا، بالإضافة لفلسطين، بوجود ممثلين عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، وكذلك الحملة الوطنية الفلسطينية لحركة المقاطعة BDS.
وأوضح أحد مؤسّسي المبادرة حمدان الضميري وهو منسق عمل الجالية الفلسطينية في بلجيكا، أنّ ملف مناهضة وفضح جرائم الاحتلال سيحظى باهتمام كبير من المبادرة التي تأسست لرفض الأبارتهايد والاستيطان من أجل فضح طبيعة هذه الدولة المسماة "إسرائيل" أمام الرأي العام والمؤسسات الدولية عبر آليات عدة، منها الوقفات والمؤتمرات وورشات العمل في الساحة الأوروبية، فيما تبذل جهود من اجل الوصول إلى داخل البرلمان الأوروبي مستقبلاً عبر التواصل مع أعضاء البرلمان.
وأضاف أنه سيتم التنسيق أيضاً مع مجلس حقوق الإنسان، إلى جانب الدول الأعضاء والصديقة داخل المجلس، وسيكون هناك عمل متواصل بعد توسيع هذه المبادرة التي تضم 12 شخصاً فقط، بحيث تضم نشطاء من دول أخرى، مشيراً إلى أن الأنظار تتجه اليوم إلى أسبانيا وإيطاليا والدول الاسكندنافية وتركيا.
وقال الضميري: إن لقاء سيعقد في شهر أيلول/ سبتمبر 2022 في سيشارك فيه أكثر من الذين شاركوا في لقاء بروكسل، وهناك تواصل أيضاً مع مؤسسة أوروبية تضم في صفوفها جمعيات تضامنية مع الشعب الفلسطيني يصل عددها إلى 45 جمعية من 14 دولة أوروبية ولديهم مقر في بروكسل ورئيسها من لوكسمبورغ، وستنضم هذه المؤسسة إلى المبادرة.
المبادرة تركز على مخاطبة الأوروبيين وفضح الاحتلال وطبيعة جرائمه في فلسطين للتأثير على صناع القرار
وبحسب الضميري فقد اتخذ قرار خلال لقاء بروكسل بأن يتم اختيار شخصين "أوروبي وفلسطيني" لرئاسة هذه المبادرة، وبالفعل تم اختيار الأمين العام للمنظمة الدولية للحقوقيين الديمقراطيين وهو محامي بلجيكي، أما الفلسطيني سيتم ترشيحه في اجتماعٍ لاحق، وسيتم العمل على التواصل مع مؤسسات فلسطينية في أوروبا من قبل المبادرة وتنظيم مؤتمرات مشتركة ولقاءات ما بين المؤسسات الأوروبية والفلسطينية، لحشد الأفكار حول ما يمكن فعله بشكلٍ مشترك للفلسطينيين في أوروبا بحكم أن كثيراً من الفلسطينيين يعيشون في أوروبا منذ قرابة 40 سنة والمؤسسات والجمعيات الفلسطينية يتركز عملها داخل صفوف الفلسطينيين فقط ولديها نشاطات حول فلسطين ولكن لا يوجد ربط مع المؤسسات الأوروبية، ومن الضروري البدء في هذا العمل والتشبيك ما بين المؤسسات الأوروبية المتضامنة مع الفلسطينيين كمؤسسات وجمعيات واتحادات فلسطينية تعمل في الساحة الأوروبية.
ولفت الضميري إلى أنّ هذا الخطاب وهذه المبادرة لا تمنع الاستمرار في النشاطات والفعاليات الموجودة "لأن هذا مهم، ولكن هذه المبادرة تركز على مخاطبة الأوروبيين وفضح الاحتلال وطبيعة جرائمه في فلسطين للتأثير على صناع القرار على مستوى الاتحاد الأوروبي".
المسؤول الأوروبي في داخله يعرف حقيقة "إسرائيل" ولكنه لا يجرؤ على المجاهرة بهذه الحقيقة
وعليه سيجري تواصل مع مؤسسات دوليّة أوروبيّة في ظل طموح بالاستمرار في العمل على هذه الساحة في سبيل كشف "إسرائيل" وحقيقة جرائمها وليس فقط الجانب الاحتلالي، بل سيجرى التركيز على أنّ "إسرائيل" تحتل وترتكب الجرائم وتمارس الأبارتهايد بحق الفلسطينيين.
يقول الضميري: إن هذا العمل يحتاج إلى جهد كبير وعمل إعلامي وإصدار بيانات والقيام بأدوار واسعة، وحالياً هناك مجموعة من التقارير للمؤسسات الدولية تم نشرها وتركز على أنّ "إسرائيل" دولة أبارتهايد وهذه قوة دافعة لهم في عملهم.
وأشار إلى أن هناك إجماعاً بين صفوف حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني بأنّ ما تمارسه "إسرائيل" هو نظام أبارتهايد، لكن الجانب الرسمي الأوروبي لا يعترف بهذه الحقيقة، والمطلوب اليوم من المبادرة هو التفاعل مع الأوروبيين لإيصال هذه الحقيقة للمسؤولين الأوروبيين، لأن المسؤول الأوروبي في داخله يعرف حقيقة "إسرائيل" ولكنه لا يجرؤ على المجاهرة بهذه الحقيقة، بحسب الضميري، الذي أضاف أيضاً: أن هناك برلمانيين يتحدثون بهذه الحقيقة ويفصحون عنها، بينما ما تهدف إليه هذه المبادرة هو التأثير في الرأي العام الأوروبي وإيصال رسالة بأن "إسرائيل هي عبارة عن نظام فصل عنصري ويقوم على التطهير العرقي في فلسطين منذ النكبة وحتى يومنا هذا، وهذا النظام له هدف آخر وهو قلع الفلسطينيين من أرضهم وطردهم منها."