قام وفد أممي السبت الفائت 18 حزيران/ يونيو/ بزيارة إلى مخيّم اليرموك جنوب العاصمة السوريّة دمشق، برئاسة المنسق الأممي المقيم في سوريا عمران ريزا، وضمّ الوفد ممثلون عن 17 دولة، رافقه مدير عام وكالة "أونروا" في سوريا أمانيا مايكل إيبي، وممثل عن "الهيئة العامّة للاجئين الفلسطينيين العرب."

وجاءت الزيارة، في إطار مقررات مؤتمر اللجنة الاستشاريّة لوكالة "أونروا" الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 14 و15 حزيران الجاري، ووضعها المفوّض العام للوكالة فيليب لازاريني في إطار "تقييم أوضاع المخيّم على الأرض ورصد الاحتياجات، والقيام بالجهود اللازمة لحشد التمويل من أجل إعادة إعمار مؤسسات الوكالة كالمراكز الصحيّة والمدارس وسواها من احتياجات." وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام أعمال المؤتمر.

واستمع الوفد خلال زيارته للمخيّم، لمطالب الأهالي، حيث التقى بنحو 100 شخص على قسمين، وتركزت المطالب على إعادة تأهيل البنى التحتية والمدارس وتأمين المواصلات والمستشفيات والمراكز الصحية وتحسين الوضع البيئي، ومنح إعانات شهرية للاجئين. بحسب ما نقلت وسائل إعلام سوريّة عن الزيارة.

الزيارة أثارت تفاؤل العديد من أهالي مخيّم اليرموك النازحين عن المخيّم، ويحول الدمار وغياب البنى التحتية دون تفكيرهم بالعودة إلى مخيمهم في ظل غياب الخدمات الصحيّة والتعليمية، والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والطرق والصرف الصحّي، بحسب اللاجئ " أبو فراس شعبان" المقيم في منطقة الدويلعة في العاصمة دمشق.

وعبّر "شعبان" في تعليق لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على الزيارة، عن تفاؤله بها واعتبرها “الأولى من نوعها التي تحمل بعض الجديّة" وفق تعبره، نظراً لحجم الوفد والدول المتنوعة التي اطلعت على أوضاع المخيّم عن قرب، و "من الممكن أن تقدّم تبرعات كبيرة" وفق قوله، الّا أنّ الحذر يطبع هذا التفاؤل، من أن تأخذ عملية جمع التبرعات والبدء في العمل سنوات طويلة.

وضمّ الوفد، ممثلين عن " الدانمارك، النرويج، ايرلندا، كوريا الجنوبية، اليابان" وهي ضمن الدول الرئيسيّة الداعمة لوكالة "أونروا"، إضافة إلى ممثلين عن دول عربية.

وقال "شعبان" الذي يحول غياب المدارس والخدمات دون عودته إلى المخيّم رغم استحصاله موافقة للعودة:" إنّ الوعود الأممية لتقديم التمويل وإعادة الإعمار، يطول تنفيذها عادةً، عدا عن الإجراءات الروتينية والإداريّة بعد توفّر التمويل، والبطؤ في العمل."

وأضاف اللاجئ، أنّه لديه أبنين، أكبرهم في الصف الرابع الابتدائي، والصغير في الصف الثاني، ويحلم بأنّ يتعلّم أبناؤه في مدرسة تابعة للوكالة في المخيّم، وأن يكبروا في منزلهم، الّا أنّ ذلك يتطلّب الحد الأدنى من الخدمات، والإسراع في إعادة تأهيلها، وعلى رأسها المدارس والمراكز الصحيّة والطرق وتأمين المواصلات والمياه والكهرباء، وتأمين البيئة المناسبة لعودة الحياة التجاريّة بشكل طبيعي.

وطالب اللاجئ عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بضرورة أن يلتفت الوفد إلى الحاجّة الماسّة والملّحة للإسراع في حشد الدعم والتمويل والإشراف على عمليات إعادة الإعمار وتأهيل الخدمات " كي لا تذهب سنوات طويلة أكثر من التي انتظرناها منذ العام 2018 لحد الآن، ونحن ننتظر تنفيذ الوعود ورؤية نتائج إعمار ملموسة." حسبما أشار.

لاجئ آخر من أبناء مخيّم اليرموك، لكنّه من المهجّرين من سوريا إلى لبنان، بدا تفاؤله أقلّ من اللاجئ النازح داخل سوريا، نظراً لكونه مقيم في مخّم نهر البارد شمال لبنان، الذي ينتظر استكمال إعادة إعماره بعد 15 عاماً على تدميره بفعل الحرب التي شنّها الجيش اللبناني على مقاتلي " فتح الإسلام" عام 2007.

وقال اللاجئ " أبو عيسى" لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ مخيّم نهر البارد رغم المؤتمرات التي خصصت له، وتدخل دول كثيرة لإعادة إعماره، مازال قسم كبير من أهله ينتظرون تسلّم منازلهم المدمّرة.

وأضاف اللاجئ، أنّه تابع زيارة الوفد الأممي إلى مخيّم اليرموك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون الكثير من الاهتمام، وعبّر عن مخاوفه من أن تذهب أموال التبرعات المنوي تقديمها، "إلى جيوب الفاسدين والمقاولين"، وتستقر النتائج أخيراً على رفع الأساسات وتركها لسنوات حتى جلب تبرعات جديدة. وفق قوله.

كما أضاف اللاجئ قائلاً:" بالنسبة لنا نحن المهجرين في لبنان، قضيتنا ليست فقط إعادة اعمار مدارس الوكالة ومراكزها في المخيّم، كي نصبح جاهزين ونقول قد حان وقت العودة، بل الأمر متعلق بإعمار منازلنا المدمّرة وإعطاءنا الأمان بالعودة."

وتساءل اللاجئ، هل سيضع الذين زاروا المخيّم في اعتبارهم حاجات الأهالي للدعم المادي لإعمار منازلهم؟، هل ستشمل التبرعات إعمار الأبنية والدكاكين وأملاك الأهالي التي دُمّرت وضاعت؟، هل سيهتم المجتمع الدولي بآلاف الفلسطينيين غير القادرين على العودة إلى سوريا لأسباب أمنية أو أسباب تتعلّق بتخلف عن الخدمة العسكرية؟"

وتأتي تساؤلات اللاجئ المهجّر في لبنان، نتيجة أوضاع استثنائيّة يعيشها اللاجئون المهجّرون، حيث يعاني المئات منهم من ظروف مركّبة معقدّة تحول دون عودتهم إلى سوريا، تتجاوز مسألة إعادة إعمار المخيّم أو تأهيل منشآت الوكالة فيه، حسبما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.

الجدير ذكره، أنّ تحركات وكالة "أونروا" الأممية لحشد التمويل لمخيّم اليرموك والمخيّمات المدمّرة، تقتصر على إعادة تأهيل منشآت الوكالة المدمّرة، حسبما أعلن المفوّض العام فيليب لازاريني، الذي قال في مؤتمره الصحفي في بيروت ردّاً على سؤال لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" :" إنّه زار مخيّمي اليرموك ودرعا مؤخّراً واطلّع على أوضاع وحاجات اللاجئين هناك، وطلب مراراً وتكراراً من الجهات المانحة لمساندة الوكالة من أجل تأهيل منشآتها ، وأن الوكالة تواصل بذل الجهود لحشد التمويل لإعمار المنشآت ومساعدة اللاجئين على ترميم منازلهم."

ولم يوضح المفوّض العام، ما إذا الوكالة ستدعو لمؤتمر دولي لدعم اللاجئين من أجل إعادة إعمار المنازل المدمّرة، لكنه أشار إلى شراكة مع إحدى المؤسسات التي تساعد "أونروا" في تقديم بعض الدعم للأهالي في ترميم منازلهم المدمّرة، كما يحصل في مخيّم درعا، حسبما أشار.

ويعيش في مخيّم اليرموك، منذ بدء تقديم طلبات العودة، بعضة مئات من الأفراد، الكثير منهم غير مقيمين بشكل فعلي رغم قيامهم  بترميم ترميم لمنازلهم، حيث ما يزال المخيّم "بيئة غير صالحة للعيش" وارتفاع تكاليف الحياة داخله ، حسبما بيّن تحقيق نشره "بوابة اللاجئين" حول أوضاع فلسطينيي سوريا في الذكرى 74 للنكبة.

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد