لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير : انتصار الدنان
يعتبر التسرّب المدرسي من أهم المشكلات التي يعانيها الأطفال، في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لاسيما المراهقين منهم.
أمّا عن الأسباب الحقيقيّة للتسرب، والمسؤول عنها، فيرى بعض الأهالي أنه قد تكون هناك أسباب مادية تعيق تعليم الولد، فيخرج الطفل من المدرسة ويعمل ليساعد أهله في مصروف البيت، وذلك لوجود ضائقة اقتصادية يعيشها معظم الفلسطينيين، بسبب قلة فرص العمل المتاحة للفلسطيني في لبنان، كما أن هناك أيضاً أسبابا تتعلق بالأولاد أنفسهم، فهم لا يريدون أن يتعلموا، خصوصاً إذا كان الطفل مقصّرًا في دراسته، فيضطر أهله لإخراجه من المدرسة وتعليمه مهنة.
الواقع الإقتصادي أحد أهم أسباب التسرب المدرسي
أما بعض المدرسين في مدارس «الأونروا» يقولون:" إن ما يدعو إلى تسرب بعض الأولاد من المدارس هو واقع الإنسان الفلسطيني المفروض عليه أن يعيشه، وواقع الطالب الفلسطيني الذي يعيش في مخيمات بؤس وظروف اقتصادية صعبة، وبيئة غير ملائمة، وهذا كلّه يؤدي إلى نتائج سلبية في تحصيلهم الدراسي، ما يدعوهم إلى ترك مقاعد الدراسة.
في المقابل يجب أن يكون هناك أمكنة تعمل على حماية هؤلاء الأطفال من أن يكونوا عرضة للشارع ولمخاطر أخرى موجودة في المجتمع، وعلى هذا فهناك معاهد في مخيم عين الحلوة تُعنى بالأطفال المتسربين أو الذين لديهم تأخر تعليمي.
مراكز في المخيمات معنية بمكافحة التسرب المدرسي
السيدة مكرم الخطيب المسؤولة عن مركز التنمية، تقول لموقع بوابة اللاجئين: "إن عدد الأطفال المنتسبين إلى المعهد يبلغ 100طفل، ما بين سن سبعة إلى سبعة عشر عامًا، من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، وفلسطينيين مُهجّرين من سوريا إلى لبنان. وأشارت إلى أن المركزيعمل على تربية الأطفال في مخيم عين الحلوة والجوار، من خلال برامج رياضية، ثقافية، وتربوية ، بالإضافة إلى ذلك يتابع المركزالقضايا التربوية المتعسرة عند الأطفال ويعمل على حلها،من خلال إعطاء مساحة واسعة للأطفال للعب، وكذلك عبر الأهل الذين يتواصل معهم ويقدم لهم الإرشاد والتوجيه الاجتماعي، وبالإضافة إلى تقديم التعليم ففي المركز مكان للترفيه، حيث يشارك الأطفال بممارسة ألعاب فكرية،والتدريب على رقصات فلكلورية".
أما عن المركز فهوقد تأسس في العام 1992، وذلك بهدف حماية الأطفال من التسرب المدرسي، وحمايتهم واحتضانهم من الاستغلال وإعادة تأهيلهم تربويًّا، من خلال تعلم القراءة والكتابة والرياضيات، واجتماعياً من خلال دمجهم في المجتمع، ومهنياً من خلال مساعدتهم باختيار المهنة التي تتناسب وقدراتهم، كما تتناسب مع رغبتهم في التعليم.
أما عن أسباب التسرب، فتقول مكرم: "أول الأسباب الرسوب المتكرر بين التلاميذ، وهنا يشعر التلميذ بعدم استطاعته متابعة الدراسة بسبب عجزه عن ذلك فيترك المدرسة، وعلى المدرسة تقع مسؤولية حماية الطفل من التسرب والبقاء في الشارع، وكذلك من أسباب التسرب عند البنات بالتحديد الزواج المبكر، وذلك بسبب أوضاع الأهل الاقتصادية في مجملها، ومن الأسباب الأكثر خطورة أن هناك بعض الأهل لا يحملون وثائق ثبوتية حتى يسجلوا أولادهم في المدرسة، فيتعرض التلميذ لخطر التسرب، ونحن في المركز مهمتنا حماية الأطفال وتأمين بيئة حاضنة لهم حتى نستطيع تعليمهم بقدر المستطاع لحين تعليمهم مهنة تحميهم".
العديد من التلاميذ الذين تسربوا من المدرسة، أقروا بأن واقع التعليم الصعب وعدم قدرتهم على استيعاب المنهج جعلهم يتأخرون في دراستهم،ويشعرون بعجز كبير لتخطي هذه المشكلة فيتركون المدرسة، ويصيرون عرضة للضياع والتسكع في الشوارع، لأنهم في عمرهم الصغير لا يستطيعون تعلّم مهنة.
لكن الملفت للنظر، وما يدعو للتفاؤل وجود أطفال يرغبون بالعودة إلى المدرسة، لأنها بنظرهم المكان الذي يستحقون.
الصور من مركز التنمية في مخيم عين الحلوة :