فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
صرّح رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الاثنين 23 كانون الثاني، بأنه ليس من الصحيح في الوقت الحاضر القيام بتحرّكات تفاجئ الإدارة الأمريكية الجديدة وتفرض عليها إملاءات، بل يجب انتهاج دبلوماسية تتّسم بقدرٍ من المسؤولية والتروّي.
جاء ذلك في مُستهل جلسة حزب "الليكود" الصهيوني، عصر الاثنين، تعقيباً على انتقادات الجهات اليمينية المطالبة ببسط سيادة الاحتلال على الضفة الغربية.
يقول نتنياهو خلال الجلسة "أنا أشعر بعمق التوقعات لدى الجمهور الإسرائيلي بعد 8 سنوات واجهت خلالها ضغوطاً هائلة، لذلك هذا ليس الوقت المناسب كي نخرج عن طورنا، وأقترح عليكم ترك القيادة لي، ودعوني أقود المسيرة لصالح الاستيطان ولصالح دولة إسرائيل، وأقترح على الجميع ترك كل اعتبار آخر وأن يتيحوا لي الفرصة لتولّي الأمور واتخاذ الخطوات."
وأشار نتنياهو إلى أن مكالمته الهاتفية التي أجراها الأحد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عكست عمق العلاقة الوديّة بينهما، والذي كان وجّه دعوة إلى نتنياهو لزيارة واشنطن الشهر المقبل، على أن يتم تحديد الموعد في غضون الأيام المقبلة.
وكان المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنيّة لدى الاحتلال "الكابينت" قرّر الأحد إرجاء النقاش حول بسط السيادة "الإسرائيلية" على مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى ما بعد اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، الذي أكد في أكثر من مناسبة على دعمه للكيان الصهيوني، وصرّح سابقاً بأن الأمور ستكون مختلفة بعد تولّيه الحكم، وأن المجتمع الدولي يقوم بالتعامل بشكل غير عادل أبداً مع "الدولة اليهودية".
خلال اجتماع "الكابينت" قال نتنياهو "لا يوجد أسئلة حول معاليه أدوميم وستكون تحت سيادة إسرائيلية ضمن أي اتفاق مستقبلي، ولكن في الوقت الحالي وبطلب من الإدارة الأمريكية، طُلب منّا عدم مفاجئتهم بل بناء سياسة مشتركة"، وأوضح أيضاً أنه من غير الصواب في هذا الوقت اتخاذ إجراءات أحادية الجانب دون التنسيق مع الإدارة الأمريكية.
وبشأن البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، أوضح أنه سيستمر دون قيود وسيتم الإعلان قريباً عن أعمال بناء واسعة النطاق في الكتل الاستيطانية.
على إثر قرار "الكابينت" أعرب مجلس المستوطنات عن خيبة أمله تجاه القرار، وقال المجلس في بيان صدر عنه أنه كان يتوقّع "أن تكون هناك زعامة جريئة تتخذ مبادرات في مجال الاستيطان بعد سنين من تجميد البناء."
بينما صرّح وزير الإسكان الصهيوني يؤاف غلانت من حزب "جميعنا" بأن قرار "الكابينت" بعدم بسط سيادة الاحتلال في هذه المرحلة على مستوطنة "معاليه أدوميم" كان قراراً صائباً "إذ لا ينبغي أن نفاجئ الأصدقاء في واشنطن"، إلا أنه أكّد أيضاً على أن المستوطنة ستكون جزءاً من "إسرائيل" في إطار أي تسوية سياسية مستقبلية.
وكان وزير التربية والتعليم الصهيوني زعيم "البيت اليهودي" نفتالي بينت، أعلن في مطلع كانون الثاني الجاري، أن حكومة نتنياهو ستطرح مشروع قانون لضم مستوطنة "معاليه أدوميم" الواقعة على أراضي في الضفة المحتلة وشرق القدس المحتلة إلى السيادة "الإسرائيلية"، ودعا بينت في 25 كانون الأول إلى فرض السيادة "الإسرائيلية" على المناطق المصنفة "ج" في الضفة المحتلة، رداً على قرار مجلس الأمن الدولي المطالب بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وأقيمت مستوطنة "معاليه أدوميم" عام 1975 وتم توسيعها عام 1991، وتشكّل مع المستوطنات المحيطة بها منطقة استيطانية تُدعى بـ "البؤرة الاستيطانية معاليه أدوميم"، وتعمل على تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي.