شحّت مظاهر عيد الأضحى المبارك في شوارع وساحات مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين هذا العام، إلى حدّها الأدنى منذ سنوات، وانعكس ذلك حتّى على ملابس الأطفال، ما حرم الكثير منهم من التقليد الأكثر رسوخاً والمظهر الأوضح من مظاهر العيد.
الكثير من العائلات لم تتمكّن من تجهيز أطفالها بملابس جديدة، بحسب اللاجئ "أبو محمد غيث" من أبناء مخيّم النيرب في مدينة حلب شمال سوريا، الذي قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ أسعار الملابس في الأسواق الشعبية لمدينة حلب فاقت القدرة الشرائية لمعظم أبناء المخيّم.
وحرم ذلك بحسب " غيث" العديد من أطفال المخيّم من فرحة العيد، ودفع الأهالي للعكوف عن شراء الملابس لأطفالهم، وأوضح أنّ سعر أرخص بنطال جديد قبيل العيد بلغ 20 ألف ليرة (5 دولارات) وهو مبلغ لا يمكن تأمنيه في سوريا لدى معظم العائلات، بينما سعر أرخص حذاء بين 15 و20 ألفاً، ما دفع الكثيرين لاستعمال ملابس العيد الفائت.
واقتصرت طقوس العيد في يومه الأوّل، على زيارة مقابر الشهداء، حيث زار الأهالي أمس السبت، مقبرة الشهداء في المخيّم، في فاعلية شعبية نظمتها الفصائل الفلسطينية، والفرق الكشفية التابعة لها.
الحال بدا مشابهاً في مخيّم جرمانا للاجئين الفلسطينيين في ريف العاصمة السوريّة دمشق، حيث يقضي الأهالي عيدهم، وسط انشغالات بتأمين المياه التي تواصل انقطاعها عن عدد من أحياء المخيّم، ولم يحسّن قدوم العيد من واقع الخدمات المترديّة حسبما كان يتوقّع اللاجئ "أبو يسر شحادة".
وقال شحادة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الحال في مخيّم جرمانا خلال العيد، كما هو قبل العيد، فلم يتغيّر شيئاً من ناحية الهموم اليومية، مشيراً إلى أنّ الأهالي كانوا يتوقعون تحسيناً في التغذية الكهربائيّة والمياه كنوع من "العيدية" الّا أنّ الأمور بقت على حالها. وفق قوله.
وأضاف، أنّ عدّة أحياء استفاقت اليوم الأحد وهو ثاني أيّام العيد على انقطاع المياه، كحارة اللقيطية ومنطقة جامع عمر وسواها، بينما الهمّ الوحيد اليوم هو تأمين المياه، عدا عن الوضع المعيشي المتردي، الذي قصر مظاهر العيد على تبادل التهاني وزيارة المقابر في صباح اليوم الأوّل.
وبدا المشهد في ساحات العيد، أقل مما كان عليه خلال العيد الفائت في مخيّم جرمانا ذي الكثافة السكانية العاليّة، حسبما أظهرت صور نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
