يطل عيد الأضحى المبارك على اللاجئين الفلسطينيين هذا العام، وسط ظروف هي الأسوأ من الناحية الاقتصادية والمعيشيّة، وسط انعكاسات ازمة الانهيار اللبناني، وتزايد الحاجة للمعونات الإغاثيّة، وارتفاع وتيرة الحراك المطلبي بهذا الاتجاه، فيما تحاوزت نسب الفقر عتبة 90% حسبما أقرّت وكالة "أونروا."
واقع لم يغيّب مظاهر العيد عن شوارع وأزقّة المخيّم، حيث عمدت العديد من الجمعيات والروابط الأهلية في المخيّمات، إلى إقامة فعاليات ترفيهية للأطفال، عدا عن توزيع العيديات والحلوى، فيما تولّت جمعيات أخرى توزيع لحوم الأضاحي.
ومن تلك الأنشطة، ما قامت به " جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية" ورابطة أهالي مجد الكروم، في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، ومنطقة صبرا ومحيطها، حيث قدمت عيديات للأطفال، في إطار مسابقة طرحت خلالها أسئلة وطنية.
وتشهد مخيّمات جنوب لبنان، فعاليات ترفيهية تنظمها مؤسسات محليّة والجمعيات الكشفية التابعة للفصائل الفلسطينية.
وأقامت "كشافة الاسراء" في مخيم برج الشمالي، نشاطاً كشفياً وترفيهياً للأطفال، شارك فيه المئات من أطفال المخيّم، وزّعت خلاله الهدايا والحلوى، إلى جانب العاب وفعاليات ترفيهية.
كما نظمّت جمعية "ديارنا" في مخيمات البرج والرشيدية في صور، فعاليات ترفيهية تضمنت العاب ونصب مراجيح وعروض مسرح وفعاليات رسم واشغال يدوية، تخللها توزيع جوائز خلال مسابقات ترفيهية.
كما احتضنت حديقة الرشيدية العامة، أنشطة ترفيهية للأطفال وبشكل مجاني برعاية متطوعي "جمعية الجليل التنموية."
كما شهد مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، عدّة فعاليات، بدت أقل من حيث الكثافة والتفاعل من الأعياد السابقة، حيث بدت ساحات العيد أقل تفاعلاً من المعتاد.
وأثّرت الأوضاع الأمنية في المخيّم على نشاط ساحات العيد ولعب الأطفال، نظراً لما شهده المخيّم أوّل أمس الجمعة، من اشتباك عائلي سقط على إثره عدد من الجرحى، بحسب اللاجئ "بهاء علي" الذي أشار لموقعنا، إلى أنّ العديد من الأهالي يخشون حدوث إشكالات مماثلة في المخيّم خلال العيد.
ووصف "علي" وضع المخيّم، بأنّه متأثر نفسياً بالأزمة الاقتصادية والاحداث الأمنية، الّا أنّ العديد من الجمعيات والمؤسسات تحاول إقامة الفعاليات للأطفال، وخلق بعض مظاهر البهجة، وابعادهم عن الأذى النفسي الأجواء السلبية التي تعم المخيم بسبب الازمات. حسب قوله.
وغابت الكثير من مظاهر العيد وعاداته هذا العام عن المخيّمات الفلسطينية في لبنان، نظراً لاضطرار اللاجئين للتخلي عنها، بسبب اانعدام القدرة الماديّة، وأهمها ذبح الأضاحي، حيث تراجعت قدرة العائلات الميسورة التي اعتادت ممارسة هذا الطقس في كل عيد.
ويشير اللاجئ " أبو حسن فريجة" من مخيّم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، إلى أنّه في كل عيد قبل الأزمة كان يذبح أضحية ويوزع لحمها على الأهل والجيران، الّا أنّ هذه الأيّام بات الأمر مستحيلاً.
ويضيف "فريجة" لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ سعر الأضحية اليوم 400 دولار أمريكي، وهو مبلغ لم يعد هيّناً في ظل الانهيار الاقتصادي والمعيشي، وتأمينه ليس سهلاً في ظل تراجع إنتاجية الأعمال والغلاء الكبير في أسعار كافة مستلزمات الحياة.
واقتصر طقس الأضحيّة هذا العيد، على فعاليات بعض الجمعيات الخيريّة، من خلال جمعيّات عمدت إلى ذبح الأضاحي وتوزيعها في عدد من المخيّمات.