يشهد مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين أجواء عيد خجولة انعكست على فرحة أطفال المخيّم، نتيجة التردي المعيشي والمتفاقم وارتفاع الأسعار بشكل كبير، والذي طال لعب الأطفال في ساحات العيد التي نصبت في المخيّم.
ونقل مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في درعا في ثالث ايّام عيد الأضحى، أنّ أجواء عيد الأضحى، هبطت فيها أجواء الفرح لدى الأطفال لتدني قدرتهم على ارتياد الساحات والألعاب، نظراً لارتفاع الأسعار بشكل كبير عمّا كانت عليه في عيد الفطر الذي حلّ في أيّار/ مايو الفائت.
وأضاف مراسلنا، أنّ سعر ارتياد أي لعبة بلغ 500 ليرة سوريّة، وسط انعدام قدرة الأهالي على تلبية متطلبات أبنائهم بسبب تدهور الواقع المعيشي الذي تسارع خلال شهرين، ما أحال معظم الأطفال إلى متفرجين.
ونقل مراسلنا عن صاحب إحدى الأراجيح " أبو محمد ماضي" أنّ عيد الفطر الفائت، كانت قدرة الناس أعلى نسبياً على تلبية متطلبات أبنائهم، مشيراً إلى أنّه خلال فترة الظهيرة فقط كان يجمع مبلغ 25 ألف ليرة (أقل من 7 دولار)، بينما الآن بالكاد يتمكن من جمع ما يربو عنه بقليل طوال اليوم من الصباح حتّى الليل.
أحزن على أطفال المخيم لأنهم فقراء
وأضاف ماضي أنّ معظم الأطفال يأتون ويتفرجون، بسبب الفقر، ما يدفعه إلى فتح الألعاب بالمجّان، ويقول: "وانا بدوري كأب اقوم بلعبهم بالمجان لوجه الله تعالى لكي اكسب فرحتهم وأجبر بخاطرهم".
أمّا أحمد وهو مالك لإحدى الألعاب، يقول لمراسلنا: "انني أحزن على ابناء المخيم لأنهم فقراء وبأفضل الايام وخصوصا بالعيد، لا تكتمل فرحة الجميع لانتشار البطالة ونظرا لانخفاض الاجور في يوميات العمل."
ويضيف: أغلب المناطق في درعا تعتمد على العيد المجاني للأطفال نظراً لسوء الوضع المعيشي في المحافظة، فحبّذا لو كان مخيمنا لديه مثل تلك المبادرة.
وغابت في مخيّم درعا هذا العام، أي مبادرة لإحياء أجواء العيد بشكل مجاني للأطفال، أسوة ببعض السنوات السابقة، حيث كانت تتكفّل بعض الجمعيات والناشطين بإقامة فعاليات مجانيّة او بأسعار رمزية، فيما انعكس انهيار الواقع المعيشي على تلك المبادرات، وسط غياب لأي دور للفصائل الفلسطينية والمؤسسات التي تتبع لها.
ويعاني أهالي مخيّم درعا من فقر شديد تصل نسبته أكثر من 70% في رقم غير رسمي، حيث يعتبر المخيّم من أفقر المخيّمات في سوريا، ويعاني من دمار واسع في بناه الخدمية.