حالت إجراءات الاحتلال الصهيوني دون فرح اللاجئ الفلسطيني كرم كشلو بنجاحه في الثانوية العامّة مع أهله، إذ يُقيم هو في قطاع غزّة وعائلته في رام الله، وبعد أن درس وحيداً بعيداً عنهم ورغم أنّه حقّق نتيجة جيدة، إلّا أنّ الاحتلال حرمه من عيش هذه اللحظات من الفرح والتي لا تتكرّر وسط أهله ومحبيه.

يقول اللاجئ من حيفا إلى قطاع غزّة كرم كشلو لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ أمه وأخيه وشقيقاته كانوا في رام الله خلال فترة اختبارات التوجيهي وكان والده هناك أيضاً يتلقى العلاج لفتراتٍ كبيرة تصل إلى 7 شهور، أما هو فكان هو في قطاع غزّة عند أخواله وجدته، لافتاً إلى أهمية وجود الأهل إلى جانب ابنهم خلال فترة اختبارات الثانوية العامة المليئة بالقلق والتوتر.

14-1.jpg

 

تفوّق رغم شتات العائلة

" طالب التوجيهي بحاجةٍ إلى دعمٍ مستمر من أهله على الأقل في هذا العام الصعب" يُتابع كرم: اليوم أهلي مش موجودين يعني فرحتي ناقصة، وخلال فترة الامتحانات بيكون الواحد قلقان وبده يحكي مع حدا وياخد دعم من أهله، ووقت صدور النتيجة المفروض تكون كل العيلة بجانبي، وعدم وجود أمي واخواتي جعل فرحتي ناقصة.

وتمنّى كرم من الجهات المسؤولة الاستعجال في مسألة لم شمل العائلة حتى يتسّنى له دراسة الجامعة بجانب أهله، وكي لا يحصل معه ما حصل خلال فترة اختبارات التوجيهي.

ويؤكد والد كرم أنّه وخلال فترة اختبارات كرم كان يتلقى العلاج في الضفة المحتلة، إلّا أنّه كان يتابع معه أولاً لأول من خلال الهاتف الجوال، وتوقّع الوالد أنّ كرم سيحصد معدلاً عالياً في التوجيهي لأنّه ذكي.

فقدان بصر.. وإرادة فولاذية

أمّا الطالبة ياسمين النجّار، فهي لاجئة كفيفة تقطن في خانيونس ولا تملك أقل مقومات الدراسة من كتبٍ وآلة جيدة للكتابة بخط "بريل" المخصّص للمكفوفين، إلّا أنّها تفوّقت في اختبارات التوجيهي هذا العام، وحصلت على معدل 90.8، وتفتخر بنفسها كثيراً وراضية عمّا بذلته خلال هذا العام بدرجةٍ كبيرة.

تقول ياسمين: إنها تدرس تقريباً في اليوم من 5 ساعات لـ 6 ساعات، وتؤكّد أنّه مهما كان هناك في صعوبات، إلّا أنّ الطالب عليه مواجهة هذه التحديات والصعوبات حتى يصل إلى هدفه المنشود والحلم الذي يريد تحقيقه.

14-2.jpg

الفقر أصعب من الإعاقة

  ماكينة الكتابة بخط "بريل" للمكفوفين التي تملكها ياسمين معطوبة، إلا أنها طيلة عام كامل تحدت الصعوبات التي تواجهها جرّاء ذلك وأيضاً بسبب التكاليف العالية لورق الكتابة الخاص بالآلة وتكاليف الموصلات إلى المدرسة وصعوبتها.

كانت ياسمين تستعين بزميلاتها في أخذ دفاترهن للاستفادة من تلخيصاتهن المدرسية ومن ثم تعيدها إليهن، مع العلم أنّ هذا الأمر مرهق جداً لها، ورغم كل ذلك اجتازت ياسمين كل الصعوبات وتفوّقت في التوجيهي.

وفي هذا الإطار، يقول والد الطالبة ياسمين النجار لموقعنا: إنّ ياسمين درست المرحلة المتوسطة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ومن ثم انتقلت في الثانوي إلى مدارس الحكومة التي لم تساعد ياسمين في أي شيء في ظل الظروف الخانقة لا سيما أزمة المواصلات وتكاليفها العالية وماكينة الكتابة المخصّصة التي تستخدمها في الدراسة، حتى أنّهم لم يعطوها كتباً مخصصة لوضعها في ظل هذا الوضع المادي الصعب، وبحمد الله رغم كل ذلك إلّا أنّ ياسمين كافحت وتفوّقت، بحسب والد الطالبة ياسمين.

أحلامٌ مع وقف التنفيذ

ويُشير الأب خلال حديثه: أنا نفسي أعالجها أهم من الدراسة، بس وضعي المادي مش سامح أنا كبني آدم فلسطيني وكلاجئ بدنا مساعدة لندرّس ياسمين في الجامعة ونعالجها زي باقي الأمّة.

هذه الظروف الاقتصاديّة غير خافيةٍ على أحد في قطاع غزّة، فالظروف قاهرة، وفي المقابل تغلّب عليها معظم طلاب الثانوية في القطاع المحاصر.

يرى عبد القادر ادريس، وهو أمين سر اللجنة الشعبيّة للاجئين في مُخيّم الشاطئ بغزّة، أنّ اللاجئ الفلسطيني في غزّة يعيش أصعب الظروف، سواء من حصار مفروض على شعبنا وأيضاً من تقليصات وكالة الغوث التي طالت آلاف الأسر اللاجئة، ما أثّر سلباً وبشكلٍ كبير على الحياة المعيشية للاجئين، وهذا انعكس وأثّر على طلاب الثانوية العامة.

على "أونروا" مسؤولية كبيرة

ويُؤكّد ادريس أنّه وبالرغم من كل ذلك، إلّا أنّ طلابنا أثبتوا ويثبتون على مدار الأجيال السابقة منذ اللجوء الفلسطيني بأنّهم على قدر المسؤوليّة، وبأنّ شعبنا الفلسطيني قادر على أن يتفوّق في هذه الظروف التي يعيشها، وهناك نسبة نجاح كبيرة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين من طلاب الثانوية العامة ومنهم من أوائل الطلبة على مستوى فلسطين.

وطالب ادريس وكالة "أونروا" بضرورة قيامها بدورها المنوط فيها من خلال تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين وفق القانوني الأممي الذي أقر عليها خدمة اللاجئين إلى حين العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها، وذلك في ظل صعوبة الظروف التي تحول دون تمكن طلاب اللاجئين من الالتحاق للدراسة في الجامعات، ما يؤدي إلى أوضاع نفسية صعبة لدى هؤلاء الطلاب وخروجهم إلى الشارع والانضمام إلى صفوف البطالة.

 

شاهد الفيديو

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد