قبلت ما تسمى "المحكمة المركزية الإسرائيلية" في مدينة بئر السبع، اليوم الثلاثاء 16 آب/ أغسطس، طلب سلطات الاحتلال تمديد العزل الانفرادي للمعتقل المقدسي أحمد مناصرة (20 عاماً)، لستة أشهر أخرى.
وأوضح محامي الدفاع عن مناصرة، خالد زبارقة، أنّ العزل المستمر يعد تنكيلاً وفق القانون الدولي، ويناقض للمواثيق الدولية، والتي تشير إلى أن العزل لأكثر من 15 يوماً يعد جرائم ضد الإنسانية، ومن الممكن أن يتم تقديم المسؤولين لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فيما حمّل زبارقة الاحتلال مسؤولية التدهور في حالة الأسير مناصرة النفسية بشكل خاص والصحية بشكل عام، كونها تعاملت مع وضعه بتجاهل مستمر لظروفه النفسية والصحية الصعبة التي يعاني منها، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى انتكاسة نفسية خطيرة.
وطلب المحامي زبارقة من المحكمة رفض طلب السلطات باستمرار فرض العزل على الأسير الطفل مناصرة، والذي يقضي حكما منذ 7.5 أعوام، لمدة ستة أشهر أخرى.
وفي النهاية، سجلت المحكمة في بئر السبع أن "طلب الدولة يأتي للحفاظ على أمن الأسير وأمن الآخرين"، وأن "مناصرة رفض أن يستمر في العلاج النفسي"، وصدقت المحكمة طلب الدولة بتمديد العزل الانفرادي لمدة نصف عام، منذ 21 مايو/ أيار ولغاية 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
ويُشار إلى أنّ مناصرة وُلد عام 2002 في بيت حنينا بالقدس المحتلة، واعتقله جيش الاحتلال يوم 12/10/2015، بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن في القدس برفقة ابن عمه حسن الذي استشهد فوراً، في الوقت الذي أطلق فيه جيش الاحتلال الرصاص على أحمد، وقام المستوطنون بدعسه وضربه بعنف، ليتم اعتقاله بعدها، فيما استخدم المحققون "الإسرائيليون" التعذيب النفسي على الطفل مناصرة بالصراخ والشتم وحرمانه من حقه في استشارة محامي واصطحاب أسرته معه، واتباع أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة.
كما ظهر أحمد في شريط فيديو خلال التحقيق وهو يبكي أثناء مواجهة محقق فظ بقوله "مش متأكد" و"مش متذكر"، في وقتٍ ظلّ فيه المحقق يصرخ بصوت عالٍ في وجه مناصرة بغيّة زعزعته ونيل اعترافات مجانية منه تعزّز رواية الاحتلال، حيث تعرّض المناصرة لضربٍ مبرح بما في ذلك كسر لجمجمته مما تسبّب في ورم دموي داخلها، ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يُعاني من صداعٍ شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.