تحذير من جديّة تهديد عضو كينيست صهيوني بطرد الفلسطينيين من الداخل المحتل

السبت 20 اغسطس 2022
الصهيوني بن غفير.. انترنت
الصهيوني بن غفير.. انترنت

قالت رئيسة "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الانسان" المعروف بـ "بيت سلم" أورلي نوي: إنّ تهديدات القادة الصهاينة بإبعاد الفلسطينيين يجب أن تؤخذ على محمل الجد. وحذّرت من "الاستخفاف بتهديدات حزب القوّة اليهودية ايتمار بن غفير، بترحيل الفلسطينيين." واعتبرت التعامل معها خطأ سياسياً وأخلاقياً فادحاً.

جاء ذلك في مقال نشرته "نوي" في موقع "ميديل ايست آي" البريطاني، وذلك تعليقاً على تصريحات إذاعيّة أدلى بها "بن غفير" الثلاثاء الفائت، قال فيها: إنّه " اذا كان عضوا في الحكومة المقبلة، فسيعمل على تقديم قانون يجرد كل من يعمل ضد إسرائيل من داخلها من الجنسية ويطرده."

وأكدت مديرة "بيتسيلم" في مقالها أن الخطاب السياسي "الإسرائيلي"، يظهر بشكل عام، أن الترحيل الجماعي "للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل" هو خيار مطروح على الطاولة بشكل دائم.

ودللت "نوي" على جديّة وخطورة نوايا "بين غفير" بإعلانه أنه سيؤسس وزارة حكومية لتشجيع "هجرة المواطنين الفلسطينيين من إسرائيل".، فيما تحدثت في مقالها عن أنّ تهديدات عضو الكينيست، و بالنظر إلى واقع "إسرائيل" اليوم وسياساتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني.

تاريخ "بن غفير" وخطابه ومواقفه السياسية العنيفة، يشير إلى أنّ الخطاب العام "الإسرائيلي" دائما ما يستوعبها

 

ولفتت إلى أنّ الحوار الإذاعي مع بن غفير ومقترحاته، "ليست مجرّد تمرين نظري" حيث بدا المحاورين مستمتعان تقريباً بمقترحاته، وإن بديا أنهما عاملاها باستخفاف، ومن خلال اسئلتهم " كيف تطرد الناس؟ في الحافلات في القطارات، الطائرات؟ أين ترسلهم." حاولا تقديم أفكاره على انها عبثيّة.

واستندت "نوي" على أنّ تاريخ "بن غفير" وخطابه ومواقفه السياسية العنيفة، يشير إلى أنّ الخطاب العام "الإسرائيلي" دائما ما يستوعبها، بعد تعريضها لعمليّة "تطهير" وفق قولها.

ودللت بأنّ "بن غفير" كان منسقاً للشباب في منظمة "مئير كهانا / حركة كاخ" التي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية، وتم حظرها في "إسرائيل"، كما أدين بدعم منظمة "إرهابية"، بينما هو اليوم، عضو عادي في البرلمان الإسرائيلي.

وأشارت "نوي" إلى مساعي رئيس الوزاء السابق بنيامين نتنياهو للحفاظ على الاتحاد بين بن غفير وأعضاء كينيست في أقصى اليمين، من أجل تعزيز سلطتهم البرلمانية، فيما كشف استطلاع رأس نُشر مؤخرا، أنّه اذا خاض بن غفير الانتخابات بمفرده، فمن المتوقع أن يفوز بـ8 مقاعد.

التجربة التاريخية، التي تشير إلى أنّ تاريخ إسرائيل يظهر أن تهديدات القادة الصهاينة بالترحيل يجب أن تؤخذ على محمل الجد

 

ونبهت مديرة "بيتسلم" إلى التجربة التاريخية، التي تشير إلى أنّ تاريخ إسرائيل يظهر أن تهديدات القادة الصهاينة بالترحيل يجب أن تؤخذ على محمل الجد. فـ" إسرائيل" لم تعد تنكر طرد مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين خلال النكبة فحسب، وفق "نوي" بل أصبح نموذجا يحتذى به بين بعض قادتها.

وأشارت إلى تعرض طلاب عرب رفعوا العلم الفلسطيني في إحدى جامعات تل أبيب مؤخراً، للتهديد من قبل عضو الكنيست والوزير السابق لحزب الليكود "يسرائيل كاتس" بنكبة ثانية، إضافة إلى عضو الكنيست السابق في الليكود ونائب رئيس الأركان السابق عوزي دايان الذي وجه تهديدات مماثلة.

وختمت الحقوقية "نوي" بحديثها عن طبيعة "المجتمع الإسرائيلي" التي يمكن أن تحوّل   تصريحات بن غفير من تهديدات خاملة من قبل سياسي يميني متطرف إلى سيناريو يمكن أن يثبت أنه واقعي. وفق قولها.

وأشارت إلى "التقدير العالي لدى الجمهور الإسرائيلي والمسؤولين لفكرة الطاعة، ففي مجتمع متطرف عسكريا مثل إسرائيل، تصبح الطاعة أمرا ذا قيمة، خاصة عندما تكون مغطاة بدثار القومية، وهي حجر الزاوية الوجودي للمجتمع الإسرائيلي." تابعت:" في بلد تأسس على جريمة الترحيل الجماعي للسكان الأصليين، حيث يهدد كبار المسؤولين في المستويات الحاكمة بلا تردد وبشكل صريح بنكبة ثانية، وحيث يُنظر إلى الطاعة على أنها قيمة حتى بين الأوساط اليسارية، يجب عدم إهمال أحدث خطة تفصيلية لبن غفير."

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد