تمكن شابان من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، من الهجرة إلى اليونان انطلاقاً من تركيا، وذلك بعد قطع مسافة 16 كيلومتراً من السباحة المتواصلة خلال 7 ساعات، حيث نجحت هذه المحاولة بعد محاولة سابقة انتهت بالقبض عليهما وارجاعهما إلى تركيا.

ووصل الشاب أمير أبو عون برفقة صديقه رمضان عطالله (23 عاماً) إلى اليونان بعد رحلةٍ من العذاب عاشاها داخل المياه لمدة 7 ساعات من السباحة المتواصلة.

أمير هو لاجئ فلسطيني بلده الأصلية "يبنا" قضاء مدينة الرملة، يقول لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": أنا لم أكمل دراستي بسبب صعوبة الحياة في قطاع غزّة، وكن أعمل في مهنة الحدادة، وفي المطاعم، ومزارع العجول، ولكنني وجدت كل شيء في غزة بلا أي فائدة، وبعد أن أرهقتني الحياة في غزة فكّرت في الهجرة إلى تركيا كممر للعبور إلى أوروبا.

ويُكمل أمير: أنا مكثت في تركيا لمدة سنة وشهرين، وعملت في تركيا في عدّة مهن، ولكنني وجدت حياة العمل وظروفه فيها شبيهة في غزة، فلجأت للهجرة من خلال البر إلى بلغاريا، ولكن لم أنجح في ذلك، ومن ثم من خلال البحر لأكثر من 12 مرة، وأيضاً لم أنجح في كل هذه المحاولات، لذلك لجأت للسباحة الفردية برفقة صديقي رمضان.

وأوضح أمير أنّهما بدأا السباحة قرابة الساعة العاشرة مساء يوم الجمعة الماضي، وظلّا يسبحان بشكل متواصل دون انقطاع سوى من بعض الثواني التي كانا يصرخان فيها على بعضهما لضمان عدم تفرقهما في الظلام، وارتفاع الأمواج، فيما كنا نتابع أضواء البواخر حتى نتحااشى أن تلتهمنا فراشات محركات هذه البواخر والسفن لنهرب عن مسارها سريعاً، ومن أكثر ما واجهنا من صعوبات هو خط البواخر قرب المياه الإقليمية، حيث تطلّب منا ذلك الحذر الشديد كي لا نقع فريسة لهذه البواخر.

وتابع أمير: اليوم كل شباب غزة يتواصلون معي ليعرفوا كيف وصلت، وشباب من برا غزة كمان، أنا ما بنصحهم يهاجروا سباحة لإنها طريقة خطيرة جداً جداً، وفي هناك خفر سواحل وتيارات بحرية شديدة جداً وخط بواخر دولي من الصعب أن ينجو منه أحد.

ويؤكّد أمير، أنّه لجأ لهذه الطريقة الخطيرة بعد أن أصيب بالإحباط من الظروف المحيطة سواء في غزة أو تركيا، وقرّر هذا القرار ونجح بالفعل هو وصديقه، يتابع أمير حديثه لموقعنا: اقتربنا من شواطئ اليونان بعد قرابة 7 ساعات من السباحة المتواصلة، وقررنا الهرب نحو مناطق فيها أحراش كي لا يقبض علينا خفر السواحل، وها نحن الآن في أحد مراكز استقبال المهاجرين، بانتظار الحصول على إقامة ومن ثم وثيقة سفر يونانية.

ويُشار إلى أنّ العشرات من الشبان في غزّة قضوا في دول اللجوء الأوروبي أو في طريق الهجرة إليها، وذلك هرباً من ظروف المعيشيّة والأمنيّة المترديّة في قطاع غزّة جرّاء الحصار "الإسرائيلي" المتواصل منذ 16 عاماً والاعتداءات المتكرّرة على القطاع.