قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد): إنّها تنظر بخطورة لإقدام السلطات التركية على اعتقال فلسطينيين من بينهم نساء وأطفال، وزجهم في سجونها منذ حوالي أكثر من أسبوع، وذلك أثناء محاولتهم الهجرة إلى دول أوروبا بحثاً عن حياة كريمة، وهروباً من حالة الفقر والحرمان التي يعانوها، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع، جراء استمرار الحصار "الإسرائيلي" والانقسام الداخلي وغياب السياسات الحكومية التي تعزز صمود السكّان.
وأشارت الهيئة في بيانٍ لها، إلى أنّه وبحسب ما هو متداول من معطيات فإن المعتقلات التي يوجدون فيها تفتقر لأدنى مقومات الحياة والكرامة، ما دفع عدداً من الشبان إلى إعلان إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضاً للاعتقال.
تفاقم ظاهرة الهجرة بسبب الاحتلال والسياسات الحكومية الفلسطينية
وحمّلت الهيئة السلطات التركية المسؤولية عن حياة المعتقلين الفلسطينيين الذين أجبرتهم ظروف الحياة للهجرة، وكذلك حملت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" وسياساته غير مشروعة بالدرجة الأولى، كامل المسؤولية عن تفاقم ظاهرة الهجرة جراء انعدام أدنى مظاهر الحياة الآدمية للسكان تحت الاحتلال، فيما حملت الحكومة برام الله، ولجنة العمل الحكومي بقطاع غزة، مسؤولية تصاعد ظاهرة هجرة الشباب من قطاع غزة، وذلك لإصرارهما على تبني سياسات تجافي منظومة حقوق الانسان، بما في ذلك تهميش الشباب والخريجين في ظل انعدام فرص العمل والحياة الكريمة، ومصادرة حقوقهم السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما عزز حالة عدم ثقة السكان والشباب تحديداً بالمجتمع وبأنفسهم؛ الأمر الذي يعتبر عاملاً مشجعاً على هجرة الفلسطينيين من القطاع بحثاً عن حياة كريمة خلف البحار.
وطالبت الهيئة السلطات التركية بالإفراج الفوري عن المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، والتقيد الفوري والأمين بالمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، فيما دعت السلطة الفلسطينية ووزارة خارجيتها إلى ضرورة العمل الجاد والفوري مع السلطات التركية، بما يضمن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
وفي بيانها، طالبت الهيئة أيضاً الجهات الفلسطينية الرسمية لمغادرة مربع الشعارات والوعود بحياة كريمة، لجهة تقديم حلول عملية لتعزيز آدمية السكان واحترام حقوقهم، بما يشمل رفع العقوبات عن الموظفين والمواطنين، وإلغاء الضرائب المخالفة للقانون، وتقديم الدعم للفئات الهشة، بما في ذلك تعزيز أنظمة الرعاية الاجتماعية والصحية والاقتصادية والثقافية للشباب.
كما دعت كافة المكونات الرسمية والحزبية إلى الإسراع لإنجاز ملف المصالحة وانهاء الانقسام على أسس الشراكة الوطنية، كخطوة أولى لمعالجة تداعياته وآثاره الكارثية على القضية الفلسطينية وكافة القطاعات المجتمعية.
ودعت "حشد" المجتمع الدولي للتوقف عن سياسة ازدواجية المعايير والانتقائية، والضغط على كيان الاحتلال وإجباره على إنهاء حصاره غير المشروع على قطاع غزة، بما في ذلك تقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة.
يذكر، أنّ حركة الهجرة باتجاه دول اللجوء الأوروبيّة عبر تركيا تشهد اقبالاً متزايداً، وسط تشديدات غير مسبوقة من قبل حرس الحدود التركي، وتشكل تركيا مركز انطلاق لمعظم الفلسطينيين المهجرين من سوريا أو القادمين من قطاع غزة إلى دول اللجوء الأوروبي، حيث تتعدد طرق الهجرة سواء عبر البر من مناطق حدودية إلى اليونان أو بلغاريا أو عبر قوارب بالبحر.