أطلق أهالي تجمّع القاسمية للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صور جنوب لبنان، صرخة لكافة المسؤولين والمعنيين بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، بعد معاناة لأسابيع دون ماء وكهرباء، في وضع بات يجر عليهم الكثير من المخاطر.

ويعيش أهالي التجمّع انقطاعاً تاماً للمياه عن مئات اللاجئين، منذ أكثر من 12 يوماً، ما يدفعهم للبحث عن المياه عبر طرق خطرة أو أخرى مكلفة لا يقوى على ثمنها مظعم أهالي التجمّع الذي يعتبر من أفقر التجمعات الفلسطينية في لبنان.

أبو محمد قاسم عضو اللجنة الشعبية للتجمّع، قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ انقطاع المياه يدفع الأهالي إلى الذهاب وتعبئة غالوناتهم من مشروع نهر الليطاني، ما يعرضهم للخطر، فضلاً عن كون مياه النهر ملوثّة أساساً وغير صالحة للاستعمال.

وأشار قاسم، إلى أنّ امرأة مسنّة من أبناء التجمّع وتدعى فضّة علي سليمان، كادت أن تجرفها مياه مشروع الليطاني، حين حاولت تعبئة المياه، لولا إنقاذها من قبل أحد الشبّان.

واشار قاسم إلى أنّ مأساة انقطاع المياه ولا سيما في هذه الفترة من العام مع اشتداد فصل الصيف، بات يدفع الأهالي لقصد نهر الليطاني وهو ما يعرضهم لمخاطر التلوّث الذي تحذّر منه جهات بيئيّة وصحيّة لبنانية، فيما يعجز الأهالي عن تعبئة المياه عبر الصهاريج.

ولفت قاسم، إلى تكاليف تعبئة خزانات المياه عبر الصهاريج والتي تبلغ قيمتها 500 ألف ليرة، فيما تعجز عدد من المنازل عن الاستفادة من المياه المباعة، بسبب ضيق الازقة وعدم تمكّن الصهريج من دخول الزواريب.

وناشد قاسم، كافة المعنيين بالالتفات إلى أوضاع التجمّع، والعمل على إمداد بئر المياه الوحيد التابع لمنظمة التحرير بالكهرباء، لتزويد المنازل بالمياه.

وأشار إلى أنّ المخيّم يحوي بئراً جيّدة، إلّا أنها بحاجة إلى كهرباء لتشغيلها والاستفادة من ضخ المياه، وشحّ الكهرباء في التجمّع يجعل وجود البئر مثل عدمه، في ظل انقطاع الكهرباء الحكومية، وعدم توفر مادة المازوت.

وذكر عضو اللجنة الشعبية، أنّ اللجنة خاطبت مسؤول اللجان الشعبية في لبنان المهندس منعم عوض من أجل مسألة المياه وتشغيل البئر، الإا أنّ الإجابة كانت "عدم وجود أموال".

ويعيش في تجمع القاسمية، حوالي 2000 لاجئ فلسطيني، لا يتلقون أيّاً من خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لكونه تجمّعاً غير نظامي، ويعاني من تهميش خدمي كبير.