لفت النحّات الفلسطيني اللمهجّر من سوريا واللاجئ في هولندا محمد عبد الهادي، أنظار الصحافة الهولندية، نظراً لموهبته في فنّ النحت، واستخدامه تقنيّات خاصّة تعلمها من والده وخلال عمله في سوريا.
والفنان محمد عبد الهادي كان لاجئاً في مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين بحلب، ويبلغ من العمر 39 عاماً، نشر عنه موقع " IN DE BUURT" الهولندي، باعتباره يشكّل "قصّة جميلة" من مدينة "اوترخت" في جنوب غرب هولندا.
ويتخذ عبد الهادي من مرآب صغيرورشةً له، نظراً لما يتطلبه عمله من مكان مناسب، لا توفره مساحة المنزل الصغيرة، فهو يصنع مجسمات يبلغ ارتفاعها متراً في بعض الأحيان، كمجسم برج الدام الشهير في أمستردام، أو نافورة ساحة الدام وسط العاصمة.
في المرآب خاصته بمنطقة "هوجرافين" في "أوترخت" يشكّل عبد الهادي أعماله من السيراميك، ومواد خاصة غير متوفرة في هولندا، وإنّما تعلم العمل فيها خلال فترة عمله في سوريا، وما تعلّمه من والده في مهنة النحت، حسبا نقل الموقع الهولندي عن عبد الهادي.
وكان الشاب الفلسطيني السوري، قد فرّ من سوريا قبل بضعة سنوات، نتيجة الحرب الدائرة هناك، ومكث في هولندا عاماً ونصف العام قبل أن تلحق به زوجته وأولاده.
يشير محمد، إلى أنّه حين قدم إلى هولندا، لم يكن يعرف الكثير من اللاجئين، ولا يعرف من أين يبدأ اللاجئ، وخصوصاً أنّه لم يكن يجيد اللغة الهولندية. وقال: إنّه كان يعمل في سوريا بنحت الأعمال الفنيّة على جدران المدارس مع شقيقه، لذلك قرر أن يعمل فيما يجيده وهو النحت.
يقول محمد: في البداية واجهتني صعوبات، كعدم وجود مكان في وقت تتطلب بعض الأعمال الكبيرة مكاناً مناسباً، ما دفعني للبحث عن مكان فوجدت مرآباً صغيراً، وبالصدفة وجدت أنّه يعود لجاري، مضيفاً: "بدأت بصناعة أشياء ثقيلة ومن مواد جيدة."
ومن الصعوبات التي واجهته من ناحية تأمين مواد العمل، هي عدم توفر تلك المواد في هولندا والتي كان يستعملها في سوريا، وهو ما يضطره للبحث عنها عبر الانترنت. لافتاً إلى أنّه لم يتلقّ أيّة تدريب إضافي عمّا تعلمه في سوريا ومن والده في هذه المهنة.