أكَّد نادي الأسير الفلسطينيّ، اليوم الأربعاء 21 أيلول/ سبتمبر، أنّ تطورات خطيرة طرأت خلال الساعات الماضية، على الوضع الصحيّ للأسير القائد ناصر أبو حميد المُصاب بالسرطان، والقابع في سجن "الرملة"، حيث بدأ يعاني من فقدان شبه كليّ للحركة، وآلام شديدة في العمود الفقري، وتفاقم لأعراض صحية أخرى.

ولفت النادي في بيانٍ له، أنّ أشقاء الأسير (نصر، وشريف، وإسلام) تمكّنوا من زيارته في سجن "الرملة" وذلك إلى جانب شقيقه محمد المتواجد معه، واستمرت الزيارة لمدة 45 دقيقة، والتي تمت بعد ضغوطٍ كبيرة من رفاقه الأسرى، حيث حاولت إدارة السّجون التنكيل بناصر، واشترطت على أشقائه بنقله إلى "معبار" السّجن، حيث يتواجدون، وذلك بدلًا من السماح لهم بزيارته في سجن "الرملة"، إلا أنّ الأسرى قاموا بالاحتجاج والرفض، إلى أن تم نقل أشقائه لزيارته داخل السّجن، وتمت الزيارة وهم مقيدون، وتحت حراسة مشددة، وبتواجد ثمانية سجانين داخل غرفة الزيارة.

وأشار النادي إلى أنّ هذه التطورات الخطيرة تأتي مع إعلان اللجنة المختصة للنظر في طلب الإفراج عنه بتأجيل الجلسة التي تقرّر عقدها وذلك للمرة الثانية، بعد اعتراض تقدمت به نيابة الاحتلال، وعائلات من جنود الاحتلال، وجرى تأجيل الجلسة حتّى السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مُؤكداً أنّ خطر تعرّض ناصر للاستشهاد في أية لحظة يتضاعف مع مرور الوقت، وفي ظل المعطيات الخطيرة التي ترد تباعاً عن وضعه الصحيّ.

وأوضح النادي أنّ الأطباء في مستشفى "أساف هروفيه"، كانوا قد سلّموا الأسير ناصر أبو حميد تقريراً طبياً نهائياً بعد فحوص طبية أخيرة خضع لها، وأوصوا فيه بالإفراج عنه في أيّامه الأخيرة.

وأكَّد النادي أنّ جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) شكّلت السبب الأساسي في استشهاد أسرى خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت آخرهم الشهيدة سعدية فرج الله خلال العام الجاري، ويضاف لهم المئات من الأسرى المحررين، الذين استشهدوا نتيجة لأمراض ورثوها من سجون الاحتلال.

وفي وقتٍ سابق، وجّه الأسير أبو حميد رسالةً إلى الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده، مرسلاً له التحيّة على دعمه وإسناده له ولكافة الأسرى والأسيرات داخل المعتقلات الصهيونيّة.

وحمَّل الأسير ناصر أبو حميد الرسالة إلى عائلته خلال الزيارة في سجن "الرملة" واستمرت 40 دقيقة، إذ قال فيها: أنا بودّع شعب بطل عظيم حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم.

وقال ناصر لعائلته: أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ومؤمن بالطريق الذي اخترته، وأن عزائي الأكبر وأنا أتابع الوقفات الجماهيريّة من أبناء شعبي المقاوم ضد الاحتلال الظالم.

وأضاف ناصر: أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولاً فلسطيني وأنا أفتخر، تاركاً خلفي شعب عظيم لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكباراً لكل أبناء شعبنا الفلسطينيّ الصابر، وتعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة وأنا "مش زعلان" من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم، حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم.

وعقب نهاية اللقاء، قال ناجي أبو حميد شقيق ناصر: نحن كعائلة كنا متفقين على مواساته لكن ناصر رفض ذلك وهو من واسانا، وبقيت الابتسامة على وجهه، كما عودنا دائماً، وفي البداية قبّل رأس أمي، ورغم حالته الصحية وقف على قدميه من أجلها.

وفي وقتٍ سابق، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس 8 أيلول/ سبتمبر، بأنّ تقريراً طبياً جديداً أفاد بأنّ الأسير القائد ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين والمصاب بالسرطان يحتضر.

ويُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (49 عاماً)، من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن خمس مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، إضافة إلى أخ شهيد، وكان قد تعرض منزلهم للهدم مرات عدة على يد قوات الاحتلال، كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدة، وقد فقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.

ويُذكر أنّ الصليب الأحمر قام بتأسيس مُخيّم الأمعري في عام 1949 ضمن حدود بلدية البيرة، حيث قام بتوفير الخيام للاجئين الذين قدموا من مدن اللد ويافا والرملة، بالإضافة إلى الذين لجئوا من قرى بيت دجن ودير طريف

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد