فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"المزيد من الناس يتساءلون لماذا نواصل الاهتمام باللاجئين الفلسطينيين؟ وهناك أناس آخرون يقولون أنّ هذه قصة قديمة، وإجابتي: أنّه لا أحد أكثر تعباً من اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم"، يقول بيير كرينبول المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، خلال مشاركته في برنامج "لقاء اليوم" على قناة "الجزيرة" الفضائية.
جاءت الحلقة لمناقشة التحديات، التي تواجه "الأونروا" مادياً وسياسياً، وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العالم في ضوء ذلك.
أشار المفوّض العام خلال الحلقة إلى أنّه خلال العام الماضي، لم تتلقَ الوكالة سوى 38 بالمائة من حاجاتها المالية المخصصة للأراضي الفلسطينية المحتلة، بالنسبة للحالات الطارئة، وما يُقارب 56 بالمائة من احتياجاتها في سورية، مؤكداً أنّ الوكالة وجّهت نداءً للعالم، للمساهمة في مساعدتها على القيام بواجباتها تجاه الفلسطينيين، واصفاً النداءات بـ "مهمة للغاية".
وفي حديثه حول نتائج النداءات والمناشدات، قال كرينبول: أنّ الوكالة بدأت بالفعل في تلقّي الاستجابة "ولدينا عدداً من الالتزامات المبدئية، وعلينا الكثير من العمل المتمثّل في الذهاب إلى المتبرّعين ومحاولة إقناعهم، لكن المهم أن يفهم الجميع أن هناك العديد من الأزمات في الشرق الأوسط، لدينا الأزمة السورية والعراقية واليمنية والليبية، والأونروا ليست هي الجهة الوحيدة المعنيّة بتلك الأزمات وطلب المساعدات المالية لها."
ويعتبر المفوّض العام أنّه إلى جانب كل ما قدّمته الأونروا في مجالات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية، "علينا أيضاً الاستجابة للتعامل مع الحالات الطارئة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، التي كانت نتيجة واضحة للصراع الذي شهدته غزة عام 2014"، وتابع "كان علينا تقديم الغذاء وإعادة بناء المخيمات، وفي الضفة والقدس الشرقية، هناك حاجة ماسّة لتقديم الغذاء للعديد من السكان."
حول الوضع في سورية، وصف كرينبول الأوضاع بأنها حرجة للغاية بسبب وجود (560) ألف لاجئاً فلسطينياً من فترة ما قبل الحرب، (430) منهم يتلقّون مساعدات مباشرة في كل احتياجاتهم، إلا أنّ استجابة الوكالة لكل هذه الحالات الحرجة ستكون حرجة بدورها.
واعتبر كرينبول أنّ الإشكال الآن هو أنّ الزيادة الحاصلة في الدعم لا تُقارن مع زيادة حاجات اللاجئين وزيادة أعدادهم، مشيراً إلى أنّ هناك دعماً كبيراً من المجتمع الدولي للوكالة، وأنّ الأزمة مالية وليست سياسيّة.
"مهمّتنا ليست للبيع بل هي نابعة من مجلس الأمن الدولي، وفي العام الماضي صوّتت 167 دولية لصالح استمرار الوكالة، وهذا دعم دولي كبير"، يقول كرينبول، الذي كشف أن هناك الكثيرين حول العالم لا يريدون أن تستمر الوكالة في عملها.
وأشار المفوّض العام كرينبول إلى أنّه مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فإنّ على الوكالة أن تشرح للإدارة الأمريكية الجديدة دورها وبرنامجها وأين تقف وماهيّة أعمالها وجهودها، خاصةً وأن الولايات المتحدة متبرّع كبير، ومن مصلحة الوكالة المحافظة على علاقاتها معها.
وغاب الحديث عن بعض القضايا خلال البرنامج، كالإشارة إلى أسباب غياب الحماية الجسديّة للاّجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات "الأونروا" الخمسة بعد أكثر من 67 عاماً على تأسيس "الأونروا، ونتائج غياب هذا النوع من الحماية من فقدان للأرواح والممتلكات واللجوء المتكرر، خاصةً ما يجري في مخيمات الفلسطينيين في سورية، وما جرى أثناء العدوان على قطاع غزة على مدار سنوات، ومجازر ارتُكبت بحق اللاجئين في صبرا وشاتيلا، وفقدان مخيمات بأكملها.
بالإضافة إلى قضية الفلسطينيين في العراق، وعدم تدخّل "الأونروا" في وضعهم، إذ لا تشملهم سجلّات "الأونروا" بحجّة أن العراق ليست ضمن مناطق عملها.
كذلك اللاجئين الفلسطينيين في مصر والمهجرين من سورية إلى مصر التي تفتقد لمكتب "خدمات" للوكالة، ويقتصر مكتبها هناك على "التنسيق".
يُشار إلى أن "الأونروا" تأسست كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.