النمسا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير : وليد صوان
نظمّت جمعيّة " رحمة" النمساوية، يوم أمس الخميس 26 كانون الثاني، بمقر "المعهد الأفرو آسوي" في فيينا، ندوة حواريّة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين و السوريين في لبنان.
وحاضَرَ في الندوة، متطوعو الجمعيّة، الّذين نقلوا للحاضرين، ما عاينوه واطلّعوا عليه بأنفسهم، من أوضاع وظروف معيشيّة وانسانية صعبة يعيشها اللاجئون، وذلك خلال زيارة قاموا بها لمخيّمات اللاجئين في لبنان، قبل أقلّ من شهر.
افتتح الدكتور تورغاي تاسكيران المحاضرات، متحدثاً عن وضع اللّاجئين في لبنان، واصفاً إيّاه بالكارثيّ، "نظراً لعدم وجود تأمين صحي، وإرتفاع تكاليف المعاينة الطبيّة الى حدّ 100 دولار، يدفعها اللاجئ كلّما اضطّر لزيارة أي طبيب". وأضاف تاسكيران، أنّ "أرخص سعر دواء في لبنان يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات".
و قدّم تاسكيران لمحة تاريخية وسياسية، حول طبيعة النظام السياسي في لبنان، منوّهاً الى مساحة البلد، بأنّها اصغر من مساحة مقاطعة النمسا العليا، ويقيم فيه نحو ستّة ملايين نسمة، بينهم أكثر من مليون لاجئ، مشيراً الى انّ لبنان استقبل من اللاجئين اكثر مما استقبلته النمسا.
وتابع تاسكيران الحديث، حول ما عاينه من ظروف صعبة ، تحيط بمعيشة اللاجئين، في مخيّمات لبنان، خاصة الأطفال في فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة. لافتاً الى ضرورة تأمين الاحتياجات الضرورية لهم من أغطية ومدافئ وغيرها.
بدورها تحدثّت السيدة سيريف أوبيري، عن زيارتها لمخيّم برج البراجنة للّاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة بيروت، ومشاهدتها لمنازل الفلسطينيين، والظروف الصعبة التي تعيشها العائلات هناك، والتي لا تشكل الحد الأدنى من متطلبات العيش بحسب وصفها.
ولفتت أوبيري، الى ما يعانيه المخيّم من انعدام للبنى التحتيّة الأساسيّة، وعدم توفّر مياه الشرب، والإنقطاع الطويل للتيّار الكهربائي، والحالة الخطيرة للاسلاك الكهربائيّة في ازقّة المخيّم.
من جهته، قدّم الدكتور رسول إكرام غنولتاس، مقارنة بين ظروف اللجوء في أوروبا ولبنان وتركيا، متحدثاً عن صعوبات الإندماج في المجتمع الأوروبي، الذي يتطلب تعلم اللّغة، و التكّيف مع ظروف العمل، على ضوء إختلاف ثقافة المجتمعات الأوروبيّة، عن تلك التي يحملها اللاجئون. بينما تتشابه تلك الثقافة وطبيعة مجتمعات اللّاجئين، مع الثقافة الإجتماعيّة الموجودة في كلّ من لبنان وتركيا.
وحظيت الندوة بتفاعل من الحاضرين، الّذين عبّروا عن تعاطفهم مع اللاجئين في مخيّمات لبنان في ظلّ الصعوبات الحياتية التي يعانونها، وسط مطالبات بضرورة العمل، على تأمين احتياجاتهم، وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم.
وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنّ أعداد اللاجئين السوريين المسجّلين في لبنان، تراجع من مليون و200 ألف لاجئ عام 2015، إلى مليون و17 ألفا في عام 2016.
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، نحو 452 ألفاً و669 لاجئاً، يعيش نحو 48% منهم في 12 مخيماً رسمياً، وفقاً لأرقام صدرت عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا عام 2015.
كما بلغ عدد فلسطينيي سوريا، اللاجئين إلى لبنان، نحو 31850 في عام 2016، بعدما وصل عددهم عام 2015 إلى نحو 41 ألفاً.