عرضت مؤسسة "قامات" لتوثيق النضال الوطني الفلسطيني ومقرها رام الله في الضفة الغربية المحتلّة، أمس الأحد 16 تشرين الأوّل/ اكتوبر الفيلم الوثائقي "أطفال الآربيجي" على مسرح القصبة في المدينة. ويحكي قصّة الأطفال الفلسطينيين من أبناء مخيمات جنوب لبنان، قاوموا الاحتلال الإسرائيلي وخصوصاً خلال فترة اجتياح لبنان عام 1982.
الفيلم الذي صوّر في الفترة بين 17 حتّى 27 تموز/ يوليو الفائت، في مخيّم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، بالتعاون بين مؤسسة "قامات" وموقع “بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تناول حكاية رجال معظمهم اليوم في الخمسينيات من العمر، ممن كانوا ضمن مجموعات "أطفال الاربي جي" في ثمانينيات القرن الفائت، وشاركوا في مقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
نقل التجربة النضالية التي خاضها أبناء الشتات إلى أبناء الداخل
وحول الفلم وأهميته، قال مخرج الفيلم وعضو مجلس إدارة "قامات" عبد الله معطان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ غياب الوعي حول الثورة الفلسطينية الفكري والنضالي وخصوصاً في مرحلة لبنان، هو ما دفع لفكرة استدعاء ظاهرة أطفال الاربيجي من التاريخ، وتوثيقها، وذلك ضمن عمل مؤسسة "قامات" المعنية بتوثيق التجارب النضاليّة الفلسطينية.
ولفت المخرج معطان، إلى أهميّة نقل التجربة النضاليّة لأبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، إلى أبناء الداخل الفلسطيني المحتل في الضفّة الغربية وكل فلسطين. وقال: إنّ هذه التجربة التي وصلت كخبر إلى فلسطينيي الداخل، من المهم اليوم اطلاع الناس على تفاصيلها.
وأشار إلى ضرورة الخوض في توثيق التجارب النضالية للشتات الفلسطيني ونقلها إلى الداخل المحتل، في محاولة لرد الفجوة المعرفية في تجارب أبناء الوطن الواحد، الذين حولهم الاستعمار الاستيطاني لفلسطين، إلى مشتتين في كافة اصقاع الأرض.
وتضمّن الفيلم، شهادات توثيقية لأشخاص ممن صنعوا التجربة، إضافة إلى مشاهد تمثيلية وأخرى واقعية لأحداث خطّها أبطال الفيلم في الماضي، إلى جانب استدعاء أحاديث لقادة فلسطينيين ومعلومات نشرها الإعلام العبري آنذاك عن "أطفال الاربيجي".
شاهد أيضاً
يذكر، أنّ مؤسسة "قامات" لتوثيق النضال الوطني الفلسطيني قد انطلقت في العام 2017، وأقامت أولى مهرجاناتها في نيسان/ أبريل 2018، حيث جرى عرض 5 أفلام توثيقيّة، من ضمنها فيلمان من انتاج "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الأوّل بعنوان "كفاح" ويتناول حكاية المناضلة والأسيرة المحررة، كفاح عفيفي، من مخيّم شاتيلا في بيروت، والثاني "أنا عائد" الذي تناول معاناة الأسير المحرر المبعد إلى سوريا، أحمد أبو السعود، وذلك بموجب مذكرة تفاهم وقّعت بين "قامات" و بوابة اللاجئين بهدف التعاون المشترك في الحفاظ على الإرث النضالي الفلسطيني.