يعاني مخيّم الحُصن/ الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين في محافظة إربد شمالي الأردن، من تدني مستوى الخدمات البيئيّة النظافة والصرف الصحّي إلى حدّ يجعلها شبه معدومة، ما يفاقم معاناة الأهالي خلال فصل الشتاء. بحسب لاجئين من أبناء المخيم.
وأفاد سامر أبو الياس وهو لاجئ فلسطيني في المخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ خدمات النظافة في المخيّم شبه معدومة، حيث لا يوجد سوى 10 عمّال يتبعون لوكالة "أونروا"، يعملون بنظام الورديات لتغطية جمع القمامة، وهو عدد غير كاف.
وأضاف اللاجئ، أنّ حاويات القمامة في المخيّم تبقى ممتلئة لفترات طويلة، ما يجعلها مصدراً للروائح الكريهة في الصيف، بينما في الشتاء تنجرف محتوياتها إلى الأزقة والشوارع بسبب الامطار.
وتتحول أزقة المخيّم مع كل موسم شتاء إلى مسارب للمياه الآسنة والقمامة، ولا تسلم المنازل من اجتياحها، حسبما أكد اللاجئ الفلسطيني أبو الياس، مضيفاً أنّ شبكات الصرف الصحّي في المخيّم غير صالحة وقديمة ولا يتم تسليكها أو تجديدها.
وأضاف اللاجئ ساخراً: "لجنة المخيم تعتبر أن المجاري تسلّك نفسها بنفسها ولم نراهم يقومون باستعدادات لاستقبال الشتاء وتسليك المجاري" وأشار إلى أنّ البنى الخدمية في المخيم لا يمكن إصلاحها وإنما تحتاج إلى إعادة تأسيس.
ويحمّل أهالي المخيّم لجنة الخدمات ممثلة برئيسها محمد خضور، مسؤولية تدهور الخدمات الأساسية، ويشير لاجئون فلسطينيون إلى أنّ اللجنة فقط تمارس " التسحيج" للمسؤولين وقبض رواتبها دون القيام بمهامها.
وأفاد لاجئ طلب عدم وضع اسمه لموقعنا، أنّ مدير لجنة تحسين المخيم لم يفعل شيء لتحسين الأوضاع الخدمية منذ تسلمه منصبه خلفاً لسلفه محمد شامخ، مؤكداً أنّ تغيير مسؤولي اللجنة لم ينعكس على المخيّم يوماً.
وأشار اللاجئ، إلى أنّ المخيم منذ نشأته لم يجر تطويره، لا من ناحية زيادة عدد عمال النظافة وهي أبسط مسألة، ولا حتّى من ناحية زيادة عدد مكبات القمامة، أو تطوير بنية الصرف الصحّي المعدومة الفائدة، حسبما أضاف.
ويسكن في مخيّم الحصن حالياً أكثر من 50 ألف نسمة، بينهم 22 ألف لاجئ فلسطيني مسجّل بوكالة "أونروا" وجلهم من الضفة الغربية وقطاع غزّة، هو واحد من ستة مخيّمات للطوارئ، أنشئت عام 1968 لإيواء (12500) لاجئ ونازح فلسطيني كانوا قد غادروا الضفة الغربيّة المحتلة وقطاع غزة نتيجة حرب حزيران "النكسة" عام 1967.