اكّد اللاجئ الفلسطيني المهجر من سوريا إبراهيم المدني، تعرضه لتنمر ولا مبالاة من قبل أحد موظفي قسم " الشؤون" لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في البقاع اللبناني، خلال ذهابه وفق موعد محدد مسبقاً.
وقال مدني لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ موعداً مسبقاً أقد ُبرم مع موظف الشؤون في البقاع اللبناني، بناء على اتصال الموظف به، ما اضطر اللاجئ لقطع مسافة من بيروت الى البقاع، الّا أنّ الموظف قد تخلف عن موعده، وواجهة بتنمّر وفوقية والكثير من اللامبالاة.
وفي التفاصيل، قال المدني: إنّ موظفاً في قسم "الشؤون" لدى الوكالة ويدعى "خليل" اتصل به يوم الجمعة الفائت 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأبلغه بضرورة مراجعة المكتب في البقاع لغرض ملئ استمارة.
وأضاف اللاجئ، أنّه ذهب وفق الموعد وقطع مسافة طويلة من بيروت الى البقاع، إلّا أنّه لم يجد الموظف في مكتبه، وتابع: اتصلت بالموظف وأخبرته بأنّي وصلت المكتب وفق الموعد المحدد، ليجيبه الموظف بأنّه مشغول وبعيد وليس لديه وقتاً للمقابلة.
وأشار اللاجئ، إلى أنّه ذكّر الموظف بالموعد المسبق الذي أعطاه إياه، وبانّه قطع مسافة طويلة للوصول اليه وعطّل عمله وتحمّل تكاليف الطريق لزوم القدوم إلى الموعد وملئ الاستمارة، فأجابه الموظف بلغة فوقية وفق وصف المدني "أنا لست حلاقاً وأنتم يجب أن تكونوا موجودين في منازلكم ونحن نأتي إليكم."
واستغرب اللاجئ كلام الموظف، وأجابه بأنه يقيم في بيروت، وبأنّه ليس من المنطق ان يعطل عمله وحياته هو وأسرته ويجلسوا في المنزل لينتظروا.
وأشار مدني إلى أنّه طلب من الموظف أن يحدثه باحترام ويحترم الموعد معه وقال له: نحن أناس لدينا حقوق ومتعلمين ويجب أن تتعاطوا معنا باحترام، ليرد عليه الموظف بعبارة "بالنسبة لي انت نازح ويجب ان تخضعوا لسياسة الوكالة."
وعبّر المدني عن استيائه من معاملة الموظف له، ووصفه بـ "النازح" من باب التقليل من شأنه، وكأن اللاجئ يجب ان يتعامل مع نفسه على انه نازح دون أي اعتبار آخر ويتلقى الانتهاكات دون ان يفتح فمه.
وأوضح مدني، أنّه اضطر للذهاب الى البقاع لأنّ سجّله الأساسي منذ أن هُجّر من سوريا، كان في منطقة البقاع قبل أن ينتقل إلى بيروت للبحث عن علاج لابنه الذي يعاني من صعوبات تعلّم.
وأشار إلى أنّ ما دفعه للانتقال والعيش في بيروت، هو بحثه عن علاج لابنه ومدارس متخصصة في حالته، نظراً لكون الوكالة لا تقدم هذا النوع من الخدمات، مشيراً إلى أنه أعلم الوكالة بانتقاله الى بيروت، ولم يتح له نقل سجلّه إليها.
ولفت اللاجئ مدني الذي ينشط في شؤون فلسطينيي سوريا في لبنان، إلى أنّ العديد من الحالات المشابهة تحدث مع مراجعين من فلسطينيي سوريا في لبنان لمكاتب الوكالة، حيث يتعرضون لسوء معاملة وفوقية، او عدم الإجابة على اتصالات اللاجئين من قبل مدراء المناطق والبرامج، مطالباً إدارة وكالة "أونروا" بوضح حد لممارسات بعض الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم لخدمة اللاجئين.
ويوجد في لبنان، نحو 29 ألف لاجئ، حسبما كشفت وكالة "أونروا" في تقرير النداء الطارئ الذي صدر عنها للعام 2022 الجاري، وتصنّف وكالة "أونروا" فلسطينيي سوريا في لبنان بـ " الشريحة الأكثر هشاشة" في وقت تبلغ نسب الفقر في صفوفهم 87.3 %.