منذ بداية الأسبوع تتركز أنظار الملايين حول العالم إلى الحدث الأضخم عالمياً الذي يجمع جميع البشر من كافة الأطياف والعرقيات والأديان والجنسيات، مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، ورغم أنه أقيم هذه المرة في دولة عربية ما يعني سهولة السفر لحضوره في قطر بالنسبة لكثير من العرب، إلا أن الظروف الاقتصاديّة حرمت ملايين اللاجئين حول العالم وخاصة الفلسطينيين من السفر لمشاهدة المونديال عن كثب.

اللاجئون في قطاع غزّة يحرمهم الحصار المفروض منذ 16 عاماً من هذه المتعة، ويكتفون بمشاهدة المباريات من خلف الشاشات، إذ يعتبر السفر لحضور مباريات كأس العالم رفاهية لا يمتلكونها، حتى لو أقيم في دولة عربية ما زال ذلك حلماً لم يتحقق لكثير من شباب المُخيّمات في القطاع، وحتى الرياضيين منهم.

صعوبة السفر من القطاع في ظل الحصار

يقول اللاجئ أحمد عميرة وهو لاعب في فريق شباب جباليا لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ من حقِّ أي لاعب أو أي فلسطيني سواء كان لاجئاً أو مواطناً أن يكون له حق الأولوية في حضور كأس العالم خصوصاً أنه يُقام لأوّل مرة في دولة عربية وهي قطر، وللمرة الأولى خرج وفد من غزة مساند لدولة قطر ولحضور كأس العالم وتشجيع ومؤازرة المنتخب القطري لأول مرة للمشاركة في هذا العرس العالمي.

ويتابع عميرة: يمكن كان طموح أغلب شباب قطاع غزة الذهاب وحضور كأس العالم، ولكن الوضع الاقتصادي صعب بالنسبة للشباب، وامكانية السفر والتنقل من القطاع إلى قطر فيها الكثير من الصعوبة من ناحية المعبر والسفر.

ويرى عميرة، أنّ قلة الإمكانيات تتسبب في معاناة أيضاً، إذ أنه ومنذ 7 سنوات فقط بدأت البنية التحتية في التجهيزات في غزة، ولكن الظروف صعبة جداً وخصوصاً على لاعبي قطاع غزة، لا سيما وأنّه لا يوجد مصدر دخل ثابت لهم.

أمّا أسامة عويضة، لاعب كرة قدم ولاجئ فلسطيني، يُشير لموقعنا إلى أنّ اللاجئين لديهم طموح بأن يكونوا موجودين في أي محفل عربي أو دولي، لكن هناك عوائق كثيرة أبرزها معبر رفح، إلّا أنّه أكَّد على عدم اليأس والاستمرار في المحاولة وصولاً إلى قطر لمشاهدة كأس آسيا.

وفي السياق، يقول سليمان العبيد اللاعب في نادي خدمات الشاطئ: إنّ هناك وفداً فلسطينياً سافر إلى قطر ليمثل فلسطين، رغم أنّ حلمنا كان الحضور شخصياً في كأس العالم لمشاهدة هذه النسخة من بطولة كأس العالم (فيفا – قطر)، لكن زملائنا في المجلس الأعلى للشباب والرياضة وأحد المشجعين من الضفة الغربية وقطاع غزة سافروا إلى هناك ليمثلوننا.

إننا لاجئون وأوضاعنا صعبة لا تسمح لنا بالسفر

ومن مخيم الشاطئ أيضاً، يوضح سائد سرور، أنّ طموح الشباب كان السفر وحضور كأس العالم في قطر، ولكن ظروف البلد في غزّة وفي فلسطين بشكلٍ عام لا تشجع على السفر وخاصة أنّنا لاجئين ومن الصعب الذهاب إلى قطر.

ويُشار إلى أنّ ارتفاع الحماس في فترة منافسات كأس العالم يذكّر بالواقع الرياضي الفقير في مُخيّمات القطاع، مما يجعل من الوصول إلى العالمية حلماً صعباً.

في هذا الإطار، يقول كابتن كرة قدم في مُخيّم جباليا إحسان أبو دان لموقعنا: إنّ من حقنا كلاعبين في غزة أن نشاهد المونديال، ونتمنى أن نحضر كأس العالم، ولولا الأحوال الصعبة هي التي تجعل السفر حلم بالنسبة لنا.

واقع الرياضة رديء في مخيمات قطاع غزة

وحول واقع الرياضة في غزة يتابع: لا يمكن وصفه، واقع أليم جداً بأقل الامكانيات وأقل الظروف نحاول أن نقول إننا موجودين ونعيش ومن حقنا لعب الرياضة.

كما يقول لاعب كرة القدم في نادي خدمات الشاطئ محمد السدودي: إنّ الرياضة في المخيمات هي المنفس الوحيد للاجئين الموجودين في المخيم، وهي المتنفس الأهم للشباب الموجود في المخيم، ومن خلال الرياضة يستطيع كل لاجئ أن يوصل الرسالة المهمة الموجودة هنا كرياضيين وفلسطينيين ولاجئين من المخيم.

ويرى السدودي أنّ الشباب الرياضي في المخيم بالذات طموحه كبير، وبالذات مخيم الشاطئ  الذي صدَّر العديد من النجوم على مستوى كرة القدم والألعاب الأخرى مثلوا المنتخب الفلسطيني وخاضوا تجارب في محافل دولية كبيرة. 

ويُشدد السدودي على أنّه في حال توفّرت الإمكانيات وأدوات التدريب المناسبة والمكان المناسب للتدريبات والمساحة وإبعاد المعيقات "الإسرائيلية" عن اللاعبين في السفر والتنقل بيننا وبين الضفة الغربية، فإنّها ستكون نقلة نوعية لنا كلاعبين موجودين في مخيم الشاطئ أو في قطاع غزة بشكلٍ عام.

 

شاهد الفيديو

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد