أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية، اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر/ كانون أوّل، قضية اغتيال الزميلة الصحفيّة شيرين أبو عاقلة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأوضحت الجزيرة في بيانٍ لها، أنّ هذا الإجراء يأتي بعد مرور ستة أشهر منذ الاغتيال الوحشي لشيرين، أجرى خلالها الفريق القانوني للشبكة تحقيقا دقيقاً ومفصلاً في القضية، وكشف عن أدلة جديدة تستند إلى روايات شهود عيان وفحص لعدد كبير من مقاطع الفيديو والأدلة الجنائية المتعلقة بالقضية.
ولفتت الجزيرة إلى أنّها تبرز في الملف المرفوع إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن الأدلة الجديدة المقتبسة من تصريحات الشهود ولقطات الفيديو تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال، وأنّ ادعاء السلطات "الإسرائيلية" بأنها قتلت خطأ خلال تبادل لإطلاق النار، ادعاء لا أساس له.
وأشارت إلى أنّ الأدلة المقدمة إلى مكتب المدعي العام تؤكّد أنه لم يكن هناك أي اشتباك أو إطلاق نار في المنطقة التي كانت فيها شيرين، باستثناء الطلقات التي استهدفتها وزملاءها بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، وكان الصحفيون في مكان مرئي بوضوح، ويسيرون ضمن مجموعة ببطء على الطريق، مرتدين ستراتهم وخوذهم الإعلامية المميزة، ولم يكن هناك أشخاص آخرون، وتقوض هذه الأدلة النتائج التي خلص إليها تحقيق الجيش "الإسرائيلي"، وتشير إلى أن هذا القتل المتعمد كان جزءًا من حملة أوسع لاستهداف الجزيرة وإسكاتها.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت وزارة العدل الأمريكيّة أنّها أخطرت وزارة القضاء في كيان الاحتلال الصهيوني، بأنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، فتح تحقيقاً جنائياً بظروف اغتيال الصحفية الفلسطينيّة شيرين أبو عاقلة، التي أعدمت برصاص قناصٍ "إسرائيلي" خلال اقتحام جيش الاحتلال لمُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة المحتلة، في أيّار/ مايو الماضي.
وذكرت وسائل إعلامٍ عبرية، أنّ تحقيق "إف بي آي" قد يؤدي إلى طلب أميركي للتحقيق مع الجنود المتورطين في جريمة اغتيال أبو عاقلة، ومن المستبعد أن توافق الحكومة "الإسرائيليّة" على مثل هذا الطلب.
وكانت تقارير عدة أكّدت مسؤولية الاحتلال على قتل الصحفية الفلسطينية وزميلها، وآخرها ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إنّ جندياً تابعاً للجيش "الإسرائيلي" هو من أطلق النار وقتل أبو عاقلة، الأمر الذي ينفي ادعاء الاحتلال بأن مقتلها كان حادثاً غير مقصود، فيما فنَّدت الصحفية بناء على تحقيق موسّع أجرته ونشرت نتائجه، على موقعها الإلكتروني، الرواية "الإسرائيلية"، وراجعت فيه أكثر من 50 مقطع فيديو للواقعة والعديد من المنشورات والصور التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم يكن هناك أي اشتباك ولم يكن هناك إطلاق نار من أي طرف فلسطيني ولا أي مقاومة ليرد جيش الاحتلال بإطلاق النار في تلك المنطقة وفي تلك اللحظة.
واستشهدت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الأربعاء 11 أيّار/ مايو عند مدخل مُخيّم جنين، إثر اصابتها برصاصة حيّة في رأسها، حيث كانت أبو عاقلة تقوم بتغطية الأحداث في المُخيّم برفقة مراسل صحيفة "القدس" علي سمودي الذي أصيب هو الآخر بجروح متوسطة بعد إصابته بطلق ناري في الظهر، ووصفت حالته بالمستقرة.