تواصل منظمة داعمة للكيان الصهيوني، تحريضها على المنتخب المغربي لكرة القدم "أسود الأطلس"، وذلك بعد مشهد تضامن لاعبي المنتخب مع فلسطين ورفع علمها في ملاعب مونديال قطر 2022 عقب كل انتصارٍ تاريخي لهم.

المنظمة الصهيونية التي تعمل في بريطانيا وتدعى (uklfi) وصل بها الحد إلى مخاطبة الفيفا برسائل رسمية وإلى رئيس لجنة الانضباط في الفيفا لمطالبته بمحاسبة المنتخب المغربي "لارتكابه مخالفات لقوانين الفيفا" على حد زعمها.

وزعمت المنظمة، أنّ "المنتخب المغربي خالف قواعد الفيفا ومارس تحريضاً من خلال رفع علم فلسطين، وعليه يجب محاسبته واتخاذ إجراءات وتدابير مؤقتة وفتح تحقيق في هذا الأمر".

واللافت، أنّ المنظمة تجاهلت رفع بعض اللاعبين من منتخباتٍ أخرى أعلام دولة أوكرانيا تضامناً معها، في فعلٍ شبيهٍ بما قام به أبطال المنتخب المغربي، لكنها ازدواجية المعايير، ومحاربة فلسطين على كل الساحات حتى الرياضيّة، وفق ما علق ناشطون. 

وكان لاعبو المنتخب المغربي قد أخذوا الصورة التذكارية لهم بعد انتهاء مباريات عدة أبرزها مباراتهم مع إسبانيا في دور الـ 16 ضمن مباريات كأس العالم لكرة القدم المقامة في قطر، وهم رافعين العلم الفلسطيني. 

 

الإعلام "الإسرائيلي" ومحاولات تكريس التطبيع 

وخلال المونديال غطت وسائل إعلام بكثافة حضور العلم الفلسطيني والقضية الفلسطينية على المدرجات وفي الساحات وبين المشجعين، بما يوضح حجم ما يمكن وصفه بـ "صفعة" للاحتلال وجهتها الجماهير العربية حتى تلك التي توقع حكومات بلادها اتفاقيات تطبيع، لا سيما في ظل رفض السواد الأعظم من الجمهور العربي التعامل مع وسائل الإعلام "الإسرائيلية".

وحاولت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية تقليل أهمية رفع لاعبي منتخب المغرب لعلم فلسطين، في ظل تطبيع موجود فعلاً بين حكومة بلادهم وكيان الاحتلال وقالت في تقرير لها: "إن رفع علم فلسطين خلال الاحتفالات لا يكلف شيئاً ولا ينطوي على خطر" باعتبار أن "إسرائيل خرجت منتصرة من صراعها على وجودها وأمنها ويجب ألا يطلب ما لا يمكن تحقيقهوربما حتى لا حاجة له" وفق تعبير الصحيفة. 

وتعمد موقع (ONE) الإسرائيلي الرياضي توجيه سؤال لسفير المغرب مع الاحتلال حول إمكانية عقد لقاء ودي بين المنتخب المغربي ومنتخب الاحتلال بعد المونديال، ليرد الأخير: "هذه أمور سياسية للغاية لا أود التعامل معها الآن". 

فيما لم تخف النسخة الرياضية من صحيفة "معاريف" أن الاحتفال بأعلام فلسطين بعد كل نتيجة ناجحة للمنتخب المغربي جعلت القضية الفلسطينية تتصدر عناوين الصحف في العالم الغربي أيضاً. 

غرس أشجار زيتون باسم المنتخب المغربي

في المقابل نفذت مؤسسة سيدة الأرض الفلسطينية فعالية لغرس أشجار الزيتون على سفح جبل الزيتون بمدينة القدس المحتلة. 

وذكرت المؤسسة في بيان لها:  أنها غرست شجرتي زيتون في الجهة المقابلة لباب المغاربة أحد أبواب المسجد الأقصى باسم المنتخب المغربي وحارسه ياسين بونو، مشيرة إلى أن الفعالية هي للاحتفاء بانجازات المنتخب المغربي خلال المونديال وأيضاً للجمهور المغربي الذي هتف باسم فلسطين في المدرجات.

318423618_202571649005446_6626657382404759800_n.jpg

سجل حافل برفض التطبيع 

ويمتلك المغاربة سجلاً حافلاً برفض التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، إذ رفض لاعب كرة القدم المغربي الشهير مروان الشماخ في العام 2009 السفر مع فريقه "بوردو" الفرنسي إلى كيان الاحتلال لمواجهة فريق "مكابي حيفا" ضمن دوري أبطال أوروبا، ما تسبب بحملةٍ صهيونيّة وفرنسيةٍ ضده.

وفي العام 2015، رفض النجم المغربي يونس بلهندة السفر مع فريقه نادي "دينمو كييف" الروسي للعب في كيان الاحتلال، حيث ادّعى أنه مريض تفادياً لإمكانية توقيع عقوبةٍ عليه من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب خلط الرياضة بالسياسة.

أمّا منتخب الكراسي المتحركة للتنس، فقد قاطع مباراة كانت ستجمعه مع منتخب الاحتلال الصهيوني ضمن تحديد المراكز من 5 إلى 8 بمنافسات كأس العالم للكراسي المتحركة، وذلك تجنباً للتطبيع مع الاحتلال، ما تسبب بعقوبة تمنعه من المشاركة في أي منافساتٍ دولية لمدة سنتين.

كما رفضت لاعبة الجودو المغربية عزيزة شكير في العام 2017 تحية منافستها "الإسرائيلية" وانسحبت فور انتهاء نزالهما، ما دفع لاعبي الجودو "الإسرائيليين" إلى تغيير ملابسهم الرياضية التي تحمل الحروف الأولى لـ"إسرائيل".

وكانت الحكومة المغربيّة قد أعلنت في 10 ديسمبر/ كانون الأول عام 2020 عن تطبيع كامل العلاقات مع الكيان الصهيوني. إلا أنّ الشعب المغربي ما يزال يرفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وفي كافة المحافل الدولية.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد