افتتحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" العام 2023 الجاري، بتنفيذ قرار اتخذته منذ أواخر كانون الأول/ ديسمبر 2022 الفائت، ويقضي بتخلي الوكالة عن دعم 24 مركزاً اجتماعياً يعنى بقضايا النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
المراكز التي يجردها قرار الوكالة من الدعم، تأسست في العام 1952، وتعمل في 14 مخيماً على امتداد المملكة الأردنية، وهو ما ربطه العديد من المراقبين والمعنيين، بسياسة التقليصات " المتعمدة" التي تمارسها الوكالة " استجابة لضغوط دولية."
دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية، وضعت الاجراء في بيان صادر عنها اليوم الأربعاء 11 كانون الثاني/ يناير، في إطار " استجابة لبعض الضغوط الدولية التي تسعى ليس فقط لتخفيض الخدمات او إنقاص الموازنة او غير ذلك من وسائل الضغط على الوكالة، بل وايضا وقف برامج بكاملها، حتى لو كانت اسباب انشاء هذه المراكز ما زالت قائمة، لا بل أصبح المستفيدون منها أكثر حاجة لها من ذي قبل."
وأكدت الدائرة، أنّ "اغلاق هذه المراكز من شأنه حرمان النساء في المخيمات من خدمات الدعم القانوني والاجتماعي ودعم المشاريع الصغيرة، كما ان اغلاق المراكز سيؤدي الى اقفال رياض الاطفال المنتشرة في عدد من المخيمات والتي يستفيد من خدماتها مئات الاطفال والفتيات اللواتي يستفدن من دورات الخياطة والتجميل وغيرها."
واعتبرت الدائرة في بيانها، أنّ اقفال المراكز، " لا علاقة له بالأزمة المالية، خاصة وان مسؤولي المراكز يؤكدون بان الاونروا تسعى لإقفال هذه المراكز منذ سنوات، وهي بدأت اولا وفي مخطط تدريجي بوقف دعمها المالي، ثم عدم رفع علم الامم المتحدة في اشارة الى رفع حمايتها عنها، وإنها باتت غير مشمولة بالغطاء السياسي للأمم المتحدة."
كما اعتبرت الاجراء، انه "في غاية في الخطورة ويتنافى مع مبادئ الشفافية وقيم العدالة والقانون" موضحةً يضر بآلاف المستفيدين والأطباء والأخصائيين الاجتماعيين، وكان يتطلب حوارا بين الوكالة من جهة، ومسؤولي المراكز والمستفيدين من جهة اخرى للوقوف على اسباب هذه الخطوة والبحث في امكانية ايجاد حلول ومعالجات أكثر انصافا.
وكان رئيس "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" وهي جمعية مدنية ناشطة في الأردن، مصطفى نصر الله، قد اعتبر في تصريحات إعلامية الاجراء، بانه " محاولات من الوكالة للانسحاب من مسؤولياتها، كي تصبح تلك المراكز تابعة للحكومة الأردنية."
وقال، إنّ الوكالة، تسعى منذ أعوام لوقف خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين "ورفع يدها عن مراكز البرامج النسائية، ومراكز التأهيل المجتمعي للمعاقين في الأردن."
كما اعتبر رئيس "الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين" كاظم عايش، إجراءات وكالة "أونروا" تجاه المراكز الاجتماعية، بذريعة "الإجراءات التقشفية" بانها تدخل " ضمن خطة متدرجة بهدف تصفية عمل الوكالة بالأردن وباقي المناطق الخمس التي يتواجد بها لاجئون فلسطينيون".
وكان موظفو المؤسسات قد نفذوا احتجاجات أواخر العام الفائت، طالبوا خلالها وكالة "أونروا" بالتوقف عن تنفيذ إجراءاتها، وإعادة تفعيل الدعم السنوي لتلك المراكز.
ويقدم 14 مركزاً من المراكز المشمولة بالإجراءات، خدمات للنساء و10 لذوي الاحتياجات الخاصة، في حين تقدم المراكز المختصة بذوي الاحتياجات، خدمات علاجية نهارية لنحو 60 شخصاً، وخدمات منزلية لـ 100 آخرين، فضلاً عن مراكز رياض الأطفال التي تقدم خدماتها لنحو 200 طفل في كل مركز، فضلاً عن الاستشارات المتخصصة متعددة المجالات.