جدد ناشطو الحراك الفلسطيني الموحد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، مطلب توسيع دائرة الاستفادة من برنامج العسر الشديد "الشؤون الاجتماعية" التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
جاء ذلك خلال اعتصام مطلبي بعد ظهر الجمعة 27 كانون الثاني/ يناير، أمام كتب شؤون الإغاثة التابع لـ "أونروا" في المخيم، وتجمعت عائلات فلسطينية لاجئة أمام مكتب الشؤون والإغاثة بجانب مستشفى النداء الإنساني، بناء على دعوة أطلقت يوم أمس الخميس، للمطالبة بتقديم دعم إغاثي ومالي شهري للأسر الفلسطينية تحت بند "الشؤون الاجتماعية".
يأتي هذا في وقت تسجل فيه الليرة اللبنانية، مستويات غير مسبوقة من الانهيار أمام الدولار الأمريكي، وبلغ سعر الصرف اليوم الجمعة 60 ألف ليرة للدولار الواحد، بعد أيام من التأرجح بين 59 ألفاً و63 الفاً في أعلى ارتفاع يسجله منذ بدء الأزمة الاقتصادية في البلاد عام 202.
انخفاض القدرة الشرائية للاجئين الفلسطينيين في لبنان
ونددت "أم حسين فريجة" بسياسة وكالة "أونروا" الإغاثية، واتهمت الوكالة بمتابعة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين إثر استفحال الأزمة.
وأشارت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى أنّ الفئات الاجتماعية التي لا تحصل على معونة "الشؤون" من وكالة "أونروا" لا تستطيع أن توازن بين مصاريفها وحاجاتها المعيشية، مع تدني قيمة العملة وارتفاع الأسعار.
وبلغ سعر ربطة الخبز في لبنان 40 ألف ليرة لبنانية، فيما انعكس غلاء المحروقات على كافة السلع الغذائية، حيث وصل سعر صحيفة البنزين إلى مليون و100 ألف ليرة، فيما خرجت العديد من السلع الأساسية من دائرة القدرة الشرائية لمعظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وطالبت فريجة وكالة "أونروا" بتأمين مورد مالي بالدولار، للعائلات الفقيرة، لإحداث توازن معيشي يؤمن أدنى الأساسيات، قائلة: "في هذه الأوضاع لا أحد يقدر على تأمين أكله وشربه دون مساعدة إما من أقاربه المغتربين أو من الوكالة أو الفصائل، وهناك عائلات كثيرة ليس لديها مورد من أي جهة".
اتهامات لـ "أونروا" بإهمال اللاجئين
وتواصل بوابة اللاجئين الفلسطينيين مع اللاجئ الفلسطيني "إبراهيم محمد يوسف" من أبناء المخيم، ويعمل سائق "تكسي" في مدينة صيدا، وقال لموقعنا: إنّ وكالة "أونروا" تهمّش العديد من الشرائح الاجتماعية، بدعوى أنها غير مؤهلة لتلقي المعونات.
ودلل السائق يوسف على نفسه، كأحد أبناء شريحة اجتماعية سحقها انهيار الليرة اللبنانية، وحوله من كاسب يؤمن متطلبات معيشته، إلى طالب إغاثة، حسب تعبيره.
وشرح يوسف، تأثير الانهيار الاقتصادي ولا سيما التهاوي الأخير لقيمة العملة، قائلاً: إنّ رفع سعر صفيحة البنزين، قد أوقف العمل بشكل نهائي، حيث صار الناس يعرضون عن ركوب التكسي نظراً لارتفاع الأجرة وتفضيل وسائل نقل أخرى كالدراجات النارية أو السير على الاقدام، وخصوصاً في نطاق مدينة صيدا.
وطالب وكالة "أونروا" بمراجعة سياساتها الإغاثية، وتأمين مورد مالي لكافة الأسر الفلسطينية، وخصوصاً شريحة الكسبة، مشيراً إلى أنه "لا يمكن العيش بدون دعم مالي وإغاثي"
وكانت وكالة "أونروا" قد أعلنت عن حزمة مساعدات في 5 كانون الأوّل/ ديسمبر من العام 2022 الفائت، للفئات الأكثر حاجة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من غير المسجّلين في برنامج العسر الشديد " الشؤون" وتتضمن مبلغ 50 دولاراً أمريكياً للشخص الواحد ابتداءً من 12 كانون الأوّل الجاري، وستقتصر على 3 فئات من اللاجئين خارج برنامج العسر الشديد.
وأثارت الحزمة حينها، انتقادات الحراك الموحد الذي عبّر بأنها لا تفي بالوعود التي قطعت من قبل مدير قسمي الخدمات الاجتماعية والإغاثة لدى الوكالة فادي فارس، في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022 بأن تشمل المساعدة كافة الأسر وأفرادها وليس فقط كبار السن والأطفال ومن صنفتهم معايير "أونروا" بـ " الأكثر حاجة."
يأتي ذلك، في وقت بلغت فيه نسبة الفقر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 93%، حسبما تصريحات لمديرة الإغاثة والخدمات لدى الوكالة "دورثي كلاوس"، بالتوازي مع استمرار الحراكات المطالبة بتوسيع دائرة الاستفادة من برنامج "الشؤون" وزيادة التقديمات الإغاثية للاجئين الفلسطينيين لمواجهة تبعات الانهيار الاقتصادي اللبناني وانعكاساته المعيشية على المخيمات.