دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية، اليوم السبت 28 يناير/ كانون ثاني، مركز الفنون المسرحية في "باربيكان" بمدينة لندن لإلغاء تعاونه مع سفارة كيان الاحتلال الصهيوني في استضافة حدث فرقة "أوركسترا القدس" التابعة للاحتلال في 5 فبراير القادم.
ووجّهت الحملة عريضة مطلبيّة إلى مركز الفنون، أكَّدت فيها أنّ استضافة "باربيكان" لحدث أوركسترا القدس "الشرقية والغربية" يعد بمثابة تبرئة لسيطرة "إسرائيل" على نظام الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أنّ استضافة حدث بمثل هذه المشاركة المباشرة من هيئات الدولة "الإسرائيلية" سيجعل باربيكان متواطئاً في التستر على العنف والقمع السياسي الذي ترعاه "إسرائيل" وسيعارض سياسة "باربيكان" في كونها "غير سياسية"، حيث تسرد أوركسترا القدس على موقعها الإلكتروني الدعم من كل من وزارة الثقافة والرياضة "الإسرائيلية" وبلدية القدس، وهذا الحفل الموسيقي المحدد هو تعاون مع سفارة "إسرائيل" في المملكة المتحدة، ومن الصعب أن نرى كيف أن التعاون المباشر مع دولة ما هو "غير سياسي" وهو الشيء الذي أدرجته باربيكان كمبدأ لبرمجتها وشراكاتها.
كما أوضحت الحملة، أنّه وبغض النظر عن نية الموسيقيين، فإن هذا الحدث يخفي انتهاكات "إسرائيل" الوحشية والفظيعة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، ويتجسد نظام "إسرائيل" القمعي في سياساته وممارساته في القدس المحتلة، حيث يواجه الفلسطينيون التهجير القسري الممنهج والقمع العسكري، خدمةً لأهداف "إسرائيل" لإجبارهم على الخروج من المدينة.
وبيّنت الحملة، أنّ القدس تتميّز بواحدة من أكثر الحدود شهرة في العالم، وهو جدار الفصل العنصري، الذي تنتشر فيه نقاط التفتيش التي تخنق حرية الحركة الفلسطينية، وحكمت محكمة العدل الدولية بأن الجدار غير قانوني، لكن الدولة "الإسرائيلية"، التي ترعى هذا الحدث، تواصل بناء هذه الحدود المروعة.
ولفتت إلى أنّ الأحداث الثقافية التي تمولها "إسرائيل" تشكّل جزءً من استراتيجية لإبراز صورة خاطئة لـ"إسرائيل" كديمقراطية متنوعة وتعددية، وإخفاء واقع احتلالها غير القانوني وفرض نظام الفصل العنصري، ويوضح وصف الحدث هذا الغرض، ويوصف الحدث بأنه "يعكس تنوع المجتمع الإسرائيلي" دون الإشارة إلى أن الفلسطينيين يتعرضون لنظام تمييز عنصري مؤسسي يرقى إلى جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية، كما لاحظت منظمات مراقبة حقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية. و"بتسيلم".
وجاء في العريضة: يقاوم الفلسطينيون، بمن فيهم الفنانون والعاملون الثقافيون الفلسطينيون، العنف الاستعماري "الإسرائيلي" ضدهم، والأحداث العامة التي تحجب ممارسات "إسرائيل" القمعية وتحاول خلق تصور خاطئ عن المساواة في وعي الجمهور تضر بكفاحهم من أجل حقوقهم، وقامت "إسرائيل" مؤخراً بتشكيل حكومة جديدة، وصفتها بي بي سي بأنها "الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، بينما تستعد هذه الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة لمواصلة الهجمات على اللفسطينيين.
وأكَّدت الحملة، أنّ "باربيكان" لديها سجل باعتبارها مساحة حيث يمكن سماع أولئك الذين يناضلون من أجل حقوقهم، وفي العام الماضي فقط، استضافت باربيكان مهرجان هيومن رايتس ووتش السينمائي، مما أدى إلى تضخيم أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، لذلك يجب أن تحافظ باربيكان على هذا الالتزام لتعزيز، وليس إسكات، أصوات أولئك الذين يقاومون الظلم، ولا ينبغي أن تكون عائلة باربيكان متواطئة في المحاولات التي تمولها الدولة لإخفاء انتهاكات حقوق الإنسان.
ودعت الحملة في ختام عريضتها، مركز "باربيكان" لرفض السماح بهذا الحدث، وأن يتعهد بعدم التعاون مع نظام الفصل العنصري "الإسرائيلي".