اسبانيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
نشرت صحيفة اسبانية، اعتذاراً للناشط الفلسطيني في المقاومة الشعبية، منذر عميرة رئيس لجنة التنسيقية العليا لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة المحتلة، بسبب ما نشرته بحقّه بوصفه "إرهابي مخرب" ومن معه من نشطاء المقاومة، خلال زيارتهم إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول آليات محاربة التطرف والإرهاب، وكان "البيت العربي" في اسبانيا اعتذر عن استضافتهم بعد ضغط الاحتلال وتحريضه عليهم.
خلال المؤتمر، تحدّث النشطاء عن الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والاستيطان وسرقة الأراضي، ما دفع منظمات يهودية يمينيّة عاملة في إسبانيا، لشن هجوم عليهم من خلال وصفهم بـ "الإرهابيين".
ونشرت صحيفة "انتير ايكونما" الإسبانية تقريراً، أشارت فيه إلى أن الناشط عميرة، ليس عضواً في لجان المقاومة الشعبية بقطاع غزة، وهي مشمولة في قائمة "الإرهاب" وفق التصنيف الأوروبي الأمريكي، وأن ادعاءات المنظمة اليهودية غير صحيحة.
مؤكدةً أنه بعد البحث والتحري، عقب تقديم عدد من القرّاء انتقادات وشكاوى حول عدم صحة الأنباء المنشورة، فإنها تقدّم المعلومات الدقيقة لجمهورها، كنوع من التصحيح والاعتذار للسيد منذر عميرة وذلك لمنع أي ضرر بحقّه مستقبلاً.
وأوضحت الصحيفة، أنّ عميرة دخل إسبانيا بتأشيرة سفر، صادرة عن القنصليّة الإسبانيّة بعد إجراء كافة الفحوصات الأمنيّة، كما أنّه سافر من خلال حدود عدة دول، من بينها المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال، الذي يتحكم بدخول وخروج الفلسطينيين، ولم تقم سلطات الاحتلال بإعادته أو اعتقاله، ما ينفي ادعاءات المنظمات اليهودية المتطرفة.
الناشط عميرة عقّب على التصحيح والاعتذار بأنه يهدف إلى نقل الحقيقة، والتأكيد على أن المنظمات اليهودية المتطرفة، التي تدعم حكومة اليمين الصهيونية، تروّج أخبار كاذبة حول الشعب الفلسطيني.
أشار عميرة كذلك إلى أنّ زيارة إسبانيا وبرشلونة، كانت ناجحة، رغم العراقيل والمعيقات التي حاولت الجهات الداعمة للكيان الصهيوني، وضعها أمام الوفد الفلسطيني، من خلال ترويج الأكاذيب حوله، والضغط الذي مارسته المنظمات المتطرفة الذي أدى إلى إلغاء إحدى المحاضرات في "البيت العربي" بمدريد.
وكان النشطاء الداعمين للكيان الصهيوني، قد قدّموا شكوى إلى الخارجية الإسبانية للمطالبة بمنع عقد محاضرة كانت مقررة الجمعة، حول المقاومة الشعبية "اللا عنفية" ضد الجدار والاستيطان في فلسطين المحتلة، التي كان من المقرر أن يشارك فيها نشطاء النضال الشعبي بلجنة التنسيق العليا لمقاومة الجدار والاستيطان منذر عميرة ومنال التميمي، والمؤسس المشارك لحملة المقاطعة الدولية للاحتلال عمر البرغوثي.
وأوضحت الجهات الإسبانية المنظّمة للمحاضرة، أنّ الإلغاء جاء بعد وقت قصير من شكوى قدّمتها حكومة الاحتلال، ما دفع الحكومة الإسبانية إلى الطلب من "البيت العربي" إلغاء المحاضرة.
وكان بحسب تعقيب مصادر الخارجية الإسبانية، أنّ حظر المحاضرة جاء، لأنها ضمن الأنشطة التي تتعارض مع سياسة الحكومة الإسبانية، في التدخل بشؤون الدول في الشرق الأوسط.