تواجه العائلات الفلسطينية التي نزحت من منازلها في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين بحلب شمالي سوريا، إثر الزلزال المدمر فجر أمس الاثنين 6 شباط/ فبراير، واقعاً صعباً إثر شحّ مراكز الإيواء الآمنة، ما جعلها تقصد المناطق المفتوحة كالحدائق العامة وشارع سكة القطار المحاذي للمخيم، وسط أجواء برد قاسية.

عشرات العائلات من أبناء مخيم النيرب، توجهت إلى منطقة سكة القطار، فيما عملت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني على نصب خيام للنازحين، وتعزيز المنطقة بسيارات الإسعاف.

9-1.jpg

مسؤول جمعية الهلال الأحمر في منطقة النيرب، أشار في حديث مسجّل إلى أنّ فرق الجمعية عملت على نصب خيام في شارع السكّة، وجمع النساء والأطفال داخلها، وتوفير سيارتي إسعاف مجهزة بكامل المعدات الطبيّة لمواجهة أي طارئ، إضافة إلى مضخات مياه وبعض المستلزمات.

نزوح غير معلوم المدّة

اللاجئ الفلسطيني إيهاب جمّال نازحٌ عن المخيم تحدث عن مخاوف الأهالي من أن تطول فترة النزوح بسبب انهيار الأبنية جراء الهزات الارتدادية للزلزال.

وقال جمّال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ موجة نازحين خرجت من المخيم إثر الهزّة الارتدادية التي ضربت المنطقة في حدود الساعة 1.30 بعد ظهر أمس الاثنين، وتسببت بانهيارات في بعض الأبنية من ضمنها جامع القدس، وعدد من جدران الأبنية وسط المخيم.

9-2.png

وأكّد اللاجئ، حدوث تشققات وتصدعات في كثير من الأبنية، تفاقمت حالتها ليلاً، حيث شهدت المنطقة عدداً من الهزات الارتدادية، وهو ما عزز مخاوف الأهالي من العودة إلى منازلهم خشية من الانهيارات.

وحول الواقع الايوائي، أضاف جمّال أنّ العائلات نزحت الى العراء، في وقت تحاول فيه فرق الهلال الأحمر الفلسطيني استيعاب النازحين في خيام لا تكفي للأعداد الكبيرة، مشيراً إلى أنّ الخيمة الواحدة بطول 5 أمتار استوعبت أكثر من 100 شخص من النساء والاطفال.

9-3.png

صعوبات في تأمين خيام

وأشار اللاجئ الفلسطيني إلى أنّ المعدات اللازمة لنصب الخيام، غير متوفرة وباهظة الثمن، ولا قدرة للأهالي على تدبرها دون مساعدة من المنظمات الإغاثية مضيفاً أنّ جمعية الهلال الأحمر، تسعى لتعزيز الخيام في منطقة السكّة والحصول على المزيد من الشوادر والمستلزمات، في ظل شحّ في مواد التدفئة، حيث يعمل الأهالي على إشعال الأخشاب والحطب في صفائح معدنية "تنكات" للحصول على الدفء.

غياب كامل لوكالة "أونروا"

واستهجن عدد من الأهالي النازحين، الغيابَ التام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن المشهد في مخيم النيرب.

وأكد أبو إبراهيم ندوة من سكان مخيم النيرب والذي قصد مركز الوكالة في المخيم، أنّ الأخيرة لم تفتح أبوابها للوقوف عند احتياجات المنكوبين، ولم تحرك أي فرقة إغاثة لتلبية احتياجات الأهالي ولو بكأس ماء، وفق قوله.

وقال ندوة لموقعنا: إنّه نزح مع أسرته المكونة من 4 أشخاص عن منزله الواقع بالقرب من مكتب تنظيم الصاعقة، بعد أن شاهد تشققات واضحة على الجدران والأساسات، دون وجهة آمنة ينزح إليها باستثناء الخيام في منطقة السكّة.

وأضاف: أنّ الرجال والشبان قضوا ليلتهم يوم أمس في العراء وتحت المطر، بينما أودع الأطفال والنساء في الخيام،مشيراً إلى توجه العشرات من أهالي المخيم الى الحدائق العامة في مدينة حلب.

وعبّر ندوة عن غضبه، مما وصفه بإهمال الوكالة لاحتياجات اللاجئين في ظل هذه الكارثة، وقال: "هذه الكارثة أثبتت أن الوكالة لا شأن لها باللاجئين الفلسطينيين، ولا تهتم بهم وتركتهم الى مصيرهم"

وشبّه اللاجئ الفلسطيني، حالة النزوح إلى العراء، بما حلّ بالفلسطينيين عام 1948 حيث هجّر اللاجئون دون وجهة يقصدونها، إلّا أنّ الوكالة بعد ذلك أمنت لهم مخيمات، بينما لا تلتفت لهم حين تحل بهم كوارث مشابهة.

وكانت "الهيئة 302" للدفاع عن حقوق اللاجئين، قد دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى التدخل الفوري في مخيمات النيرب وحندرات بحلب شمالي سوريا، ومخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية الساحلية.

وطالبت الهيئة، الوكالةَ بالتدخل بشكل فوري وعاجل، وتأمين ما يلزم من احتياجات للعائلات المنكوبة، من غذاء ودواء وكساء ومحروقات للتدفئة.

كما أطلق عدد من أهالي المخيم، صرخات إنسانية تطالب المعنيين وعلى رأسهم "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" بتوفير معدات إنقاذ، وإرسال فرق إغاثية تقف عند احتياجات المنكوبين.

وضرب زلزال مدمر فجر اليوم الإثنين 6 شباط/ فبراير، مناطق جنوبي تركيا، بلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر، ونتج عنه أكثر من 5 آلاف ضحيّة وآلاف الجرحى، في تركيا وسوريا، فيما تجاوز الرقم في سوريا وحدها 2800 بين ضحية وجريح.

وتأثرت 3 مُخيّمات فلسطينية بدائرة التأثير المباشر للزلزال، وهي مخيمي النيرب وحندرات في حلب ومخيم الرمل في اللاذقية، إضافة إلى تجمعات المهجرين الفلسطينيين في محافظات شمال غرب سوريا، وسط مؤشرات بتفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين هناك.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد