يصطدم اللاجئون الفلسطينيون المهجرون من سوريا، ويقيمون في تركيا، بإجراءات جديدة اعتمدتها سفارة السلطة الفلسطينية في تركيا، لزوم تجديد أو إصدار جواز سفر فلسطيني لأول مرّة، من شأنها حرمان مئات المهجرين من الحصول على جواز السفر.

واشترطت السفارة على المتقدمين بطلب تجديد أو الحصول على جواز السفر، جملة من الأوراق على أن تكون مصدقّة من سفارة السلطة الفلسطينية في دمشق، كإخراج قيد فردي صادر من دمشق ومصدق من السفارة الفلسطينية هناك، إضافة إلى بيان عائلي حديث مصدق، وبطاقة التسجيل في وكالة "أونروا"، وصورة عن جواز سفر الأم والأب، وصورة عن جواز سفر الزوج والزوجة، وشهادة ميلاد أصلية طبق الأصل صادرة من دمشق.

وتضيف الشروط الجديدة، عقبات إضافية أمام فلسطينيي سوريا في تركيا للحصول على جواز سفر السلطة الفلسطينية، علماً انّ شريحة كبيرة من المهجرين الفلسطينيين السوريين تحتاج جواز السفر الفلسطيني لحل مشاكلها القانونية، نظراً لموانع تتعلق بصعوبة تجديد وثائق السفر الفلسطينية السورية، وعدم امتلاكهم بطاقة الإقامة القانونية في تركيا " الكملك."

" أبو محمد المصري" أحد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا ويقيم في ولاية "اورفة" التركية قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الشروط الجديدة من شأنها حرمانه من الإقامة السياحية التي يعيش بموجبها منذ العام 2019.

أوراق مطلوبة من دمشق.. كيف يحصلون عليها؟

وشرح المصري وضعه القانوني، بأنّه منذ لجوئه إلى تركيا عام 2014، حصل على بطالة الحماية المؤقتة "الكملك" بموجب القوانين المعمول بها، وبناء على وثيقة سفره الفلسطينية السورية التي انتهت صلاحيتها عام 2018، ولم يستطع تجديدها لأسباب مادية، وأيضاً بسبب فقدانه لبعض الأوراق كدفتر العائلة، وعدم قدرته على إصدار أوراق بديلة من سوريا، فنصحه البعض بإصدار جواز السلطة الفلسطينية والحصول على إقامة سياسية ساعدته بها إحدى المؤسسات.

ويخشى اللاجئ المصري، من عدم قدرته على تجديد جواز سفره الفلسطيني الذي تنتهي مدته نهاية العام الجاري، نظراً لعدم قدرته على استحصال أوراق مصدقة من دمشق بسهولة، "فالأمر يحتاج إلى توكيل أحد الأقارب، فضلاً عن مدة انتظار قد تتجاوز 3 أشهر، عدا عن المبالغ المالية الواجب دفعها" وفق قوله.

واستفاد عشرات اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا، غير الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة  من الإقامة السياحية التي تمنحها السلطات التركية لحاملي جواز سفر السلطة الفلسطينية، رغم تكلفتها الماديّة، إلّا أنها توفر لهم أماناً يحميهم من الترحيل، ويوفر لهم فرص الحصول على الخدمات الصحيّة والتعليمية وسواها.

وطالب اللاجئ المصري، عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين، سفارة السلطة الفلسطينية في تركيا بتقديم شرح للخارجية الفلسطينية في رام الله، حول أوضاع فلسطينيي سوريا في تركيا، والصعوبات التي تواجههم في إصدار الأوراق المطلوبة من دمشق، داعياً السفارة إلى تقديم تسهيلات أو العودة للإجراءات السابقة.

واقتصرت الإجراءات السابقة التي كان معمول بها قبل التعميم الجديد الصادر منذ مطلع شباط/ فبراير الفائت، على تقديم صورة عن وثيقة السفر الفلسطينية لإثبات أنّ الشخص المتقدم فلسطينياً، وصورة عن بطاقة "الكملك" ومبلغ 50 يورو كرسوم اصدار، حسبما أوضح اللاجئ.

ويقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين السوريين في تركيا حوالي 2400 عائلة فلسطينية مسجلة، بواقع 8 إلى 10 آلاف فرد، وموزعين على كل الأراضي التركية في الوسط والجنوب، علماً أنّ قرابة 390 عائلة منها لا تمتلك وثائق الحماية المؤقتة يعتمد كثير منهم على جواز سفر السلطة الفلسطينية لتبرير أوضاعهم القانونية.

 

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد