يمر اليوم العالمي للمرأة على نساء فلسطين، كما هو الحال كل عام، فجرائم الاحتلال المتواصلة، لا توفر مناسبة أو يوما للحياة في سلام في مخيمات الضفة الغربية المحتلة، فقد شيعت اليوم أمهات الشهداء فلذات أكبادهن بالدموع والحزن في مخيمي جنين، وعسكر بنابلس، وسط حالة من الحزن عَمَّتْ بيوت شهداء مجزرة جنين يوم أمس.
فيما تزال المرأة الفلسطينيّة بشكلٍ عام، واللاجئة على وجه خاص تعيش معاناةً مركّبة جرّاء انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المُخيّمات الفلسطينيّة، إلى جانب مرارة الحياة التي تعيشها في المُخيّم كلاجئةٍ فلسطينيّة تُحارَب هويتها وقضيتها بشكلٍ متواصل، وفي ظل غياب تشريعات وقوانين فلسطينية تحفظ حقوقها وتلبّى احتياجاتها.
المرأة في المُخيّم يراودها دائماً هاجس "الفقدان"
تقول الناشطة الاجتماعيّة آلاء دويكات من مُخيّم عسكر الجديد للاجئين الفلسطينيين: إنّ المرأة الفلسطينيّة داخل المُخيّم دائماً يراودها هاجس "الفقدان"، وذلك بفعل ما تراه يومياً من انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المُخيّمات الفلسطينيّة، سواء من ناحية المداهمات أو الاعتقالات اليوميّة، فتعيش المرأة في المُخيّم الخوّف يومياً من فقدان أحدٍ عزيز عليها جرّاء هذه الجرائم.
وترى دويكات خلال حديثها لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ المرأة الفلسطينيّة في المُخيّم تعاني من جريمة الاعتقالات الدائمة التي يشنها الاحتلال بشكل يومي داخل المُخيّمات، وخاصّة إذا كان هذا الاعتقال لمُعيلها أو معيل أسرتها، سواء كان شقيقها أو أباها، أو حتى إذا استشهد أو أصيب هذا المُعيل، فتصبح وحيدة وتتحمّل المسؤوليّة كاملةً في ظل هذه الظروف الخانقة.
وتُشير الناشطة دويكات لموقعنا، أنّ هذه المسؤوليّة التي تتحمّلها المرأة الفلسطينيّة اللاجئة في المُخيّم تأتي بالتوازي مع قلّة فرص العمل للنساء الفلسطينيّات، لذلك تتخوّف اللاجئة الفلسطينيّة دوماً من هذه الحالة، وتحاول خلق عمل بديل ولو بسيط حتى تستطيع الاستمرار في هذه الحياة هي وأسرتها.
انعدام في تكافؤ الفرص
كما ترى دويكات خلال حديثها مع "بوابة اللاجئين"، أنّ هناك انعداماً في تكافؤ الفرص بين المرأة وغيرها داخل المجتمع، إلى جانب غياب العدل والتشريعات والقوانين التي تنصف المرأة، ولهذا السبّب تكون دائماً مسلوبة الحقوق والحريّة في العمل أو في ممارسة شيء هي تريده أو ترغب به.
وأعادت دويكات ذلك إلى غياب التشريعات والثقافة المجتمعيّة التي من المفترض أن تراعي احتياجات وحقوق المرأة الفلسطينيّة وخاصّة في المُخيّم.
وإلى جانب هذه المعاناة للمرأة الفلسطينيّة داخل المُخيّمات، فإنّ الاحتلال الصهيوني يواصل اعتقال (29) أسيرة في سجن (الدامون)، أقدمهنّ الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم والمعتقلة منذ عام 2015.
ويُشار إلى أنّ النساء في مُخيّمات اللاجئين بالضفة يمثّلن نحو 50.6% من أصل عدد اللاجئين الذين يمثلون نحو 29.2% من العدد الإجمالي لسكّان الضفة الغربيّة، وفق تقارير وكالة "أونروا".
فيما تتشابه معاناتهن في غالبيّة المُخيّمات، وسط مطالبات دائمة ودعوات لحكومة السلطة ووكالة "أونروا" على وجه التحديد للعمل على تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً وحمايتهن من خلال قوانين فعّالة تضمن حقوقهن.
ويحتفي العالم في يوم 8 آذار/ مارس من كل عام، باليوم العالمي للمرأة، في تقليد سنوي مستمر منذ العام 1909، وبات هذا اليوم يشكّل مناسبةً للقوى النسائيّة حول العالم لإقامة الفعّاليات التضامنيّة، للتأكيد على حقوق النساء والتضامن مع المضطهدّات منهنّ من قبل الأنظمة والقوانين والأعراف الاجتماعية، خصوصاً في أكثر مناطق العالم تهميشاً واستلاباً.