أفاد مصدر في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، بأنّ انفراجاً بدأت تلوح معالمه في أفق الأزمة المتواصلة منذ نحو 10 أيام، بعد التوصل لقناعات بضرورة تسليم القاتل "خالد الخميني" للقضاء اللبناني.
وقال مصدر أمني لموقعنا، إنّ اتصالات جرت مع أهل القاتل "الخميني" وأطراف من تنظيم " عصبة الأنصار" من خلال لجنة تشكلت بتوافق من الأطراف السياسية والفصائلية والأهلية في المخيم، لتأكيد الجرم على القاتل أو نفيه، من خلال عرض الجريمة كما لقطتها كاميرات المراقبة.
وجاءت هذه التطورات، بحسب المصدر بعد أنّ بادرت عائلة القاتل خالد علاء الدين الملقب بـ " الخميني" برفع الغطاء عن ابنها في حال ثبوت تهمة القتل عليه، واقرار ذلك من خلال لجنة متخصصة، واستعدادها للتعاون في تسليم الجاني.
وأشار المصدر، إلى أنّ مساعي تجري لإتمام عملية التسليم عبر أطراف من تنظيم " عصبة الأنصار" أو من قبل ذويه تجنباً لأي رد فعل.
وتابع المصدر أنّ المدعو " الخميني" يتحصن في منزل أحد الكوادر النافذة في "عصبة الأنصار" في منطقة حي صفوري في مخيم عين الحلوة. إلا أنّه استبعد أن تكون العملية معقدة أو يتخللها أي إشكالات، بعد إتمام اللجنة عملها. مرجحاً أن تسير عملية التسليم دون أيّة مشاكل.
بدورها، قامت القوة الأمنية المشتركة وعناصر الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، بتخفيض الإجراءات الأمنية والعسكرية التي فرضتها خلال اليومين الفائتين. وبادرت لفتح الطريق في الشارع الفوقاني وإزالة الدشم العسكرية والسواتر.
وكانت عائلة الشاب المغدور محمود زبيدات، قد أكدت على مطلبها بتسليم القاتل "الخميني" كحل وحيد للأزمة ومنع انزلاق الأمور في مخيم عين الحلوة إلى مالا تحمد عقباه. حسبما أكدت عائلة المغدور زبيدات لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وقال شقيق الضحية أمس، إنّ وعوداً كثيرة قدّمت لتسليم القاتل قد صدرت،إلا أنها اصطدمت برفض أما من أهله او من قبل "عصبة الأنصار."
ودعا تنظيم العصبة وأهل القاتل، إلى التحلي بالوعي والمسؤولية وتسليم "الخميني" للدولة اللبنانية، لعودة المخيم كما سابق أوانه، ليكون ذلك رادعاً لأي أحد يمارس القتل في المخيم.
https://fb.watch/jaHVBZnsD8بوابة اللاجئين الفلسطينيين في #مخيم_عين_الحلوة تلتقي عائلة الفقيد محمود زبيدات وقائد القوة الأمنية المشتركة وسط حالة استنفار وتوتر بسبب رفض تسليم القاتل، فمن يجنب المخيم معركة محتملة؟
Posted by بوابة اللاجئين الفلسطينيين on Thursday, March 9, 2023
من جهتها، أعربت وكالة "أونروا" عن قلقها البالغ إزاء استمرار التوتر في مخيم عين الحلوة ما اضطر الوكالة إلى إبقاء مدارسها وعياداتها مغلقة.
جاء ذلك، في بيان لها أمس الخميس قالت فيه:" لقد حرم ذلك الأطفال من الذهاب إلى المدارس والناس من العمل والذهاب للسوق لشراء الحاجات الأساسية." ودعت جميع الأطراف إلى توفير بيئة آمنة في المخيم تتيح للسكان استئناف حياتهم.
بدورها عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان، عن قلقها تجاه الوضع في مخيم عين الحلوة الذي يطال المدنيين، ودعت في بيان لها، جميع الأطراف الفاعلة لتكثيف الجهود بغية منع تفاقم المعاناة، ووضع حد لتدهور الوضع الإنساني المتردي أصلا، بحسب ما جاء في بيانها.
وأشارت اللجنة، لحالة الترقب والخوف من فقدان اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، أحبائهم، وممتلكاتهم ومصادر رزقهم بسبب استمرار الأزمة في المخيم.
وكانت أحياء البركسات، الطيرة، الرأس الأحمر، والصفصاف، في مخيم عين الحلوة، شهدت حركة نزوح للأهالي، خوفاً من تفجر الأوضاع في أيّة لحظة، وسط مناشدات أهلية لكافة الأطراف، تجنيب المخيم المعارك العسكرية، وتجنيب الأهالي تبعاتها على أرواحهم وممتلكاتهم، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وكان مصدر أمني قد أكد أمس لموقعنا، وجود "مهلة غير معلنة"، للبدء بتنفيذ عملية تهدف إلى اعتقال الجاني وتسليمه، في حال فشلت الوساطات مع "عصبة الأنصار" لتسليم القاتل.
وأضاف المصدر، أن هناك إجماعا أمنيا وسياسيا على تحميل تنظيم " عصبة الأنصار" الذي ينتمي إليه القاتل " الخميني" مسؤولية تسليمه. مشيراً إلى أنّ العديد من قيادات " العصبة" قد تبرأت من العمل الذي قام به، و"لكن بالمقابل أطراف من التنظيم ذاته هي التي تخفي القاتل وتحميه."
وكانت معارك عنيفة قد اندلعت ليل الأربعاء 2 آذار/ مارس في مخيم عين الحلوة، إثر إشكال فردي في حي البركسات سقط خلاله جريح، سرعان ما تحول إلى معارك عنيفة، إثر إقدام المدعو " خالد الخميني" على إطلاق النار باتجاه عضو الأمن الوطني "محمود زبيدات" خلال إسعاف الجريح، ما أدى إلى مقتله، فيما سجّل وقوع 7 جرحى آخرين.