هدّدت اللجنة الشعبيّة في مُخيّم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، بأنّها ستقوم بنقل جميع النفايات التي ملأت شوارع المُخيّم إلى أمام وداخل مقرّات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالضفة، وذلك على خلفيّة استمرار تعنّت إدارة "أونروا" في الاستجابة لمطالب اتحاد الموظفين الذي يواصل الإضراب عن العمل منذ أكثر من 55 يوماً.

وجدّدت اللجنة الشعبيّة في بيانٍ لها، دعوتها إلى المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني بالرحيل فوراً جرّاء استمرار هذه الأزمة، حيث وصفته بأنّه "غير مسؤول" ولا يتحمّل مسؤوليته تجاه أرواح اللاجئين خلال هذه الأزمة التي طالت المُخيّمات في الضفة والخدمات المقدّمة للاجئين فيها.

وأكَّدت اللجنة، أنّها ستنقل النفايات المتراكمة في المُخيّم إلى مقرات وكالة "أونروا" حتى تستجيب إدارة الوكالة للمطالب المشروعة التي يُطالب بها اتحاد الموظفين في إقليم الضفة المحتلة.

وانتقدت اللجنة الشعبيّة بشدّة تقصير السلطة الفلسطينيّة في التدخّل وحل هذه الأزمة، حيث وجّهت حديثها لرئيس وزراء حكومة السلطة محمد اشتية بالقول: أين حكومتك من الإضراب المستمر منذ 55 يوماً؟ العام الدراسي يضيع على أطفالنا، والنفايات ملأت الشوارع، والخدمات الصحية تتراجع ومرضانا في خطر محدق.

وتابعت اللجنة الشعبيّة: ليس من العيب يا رئيس الوزراء أن تتطرّق إلى أوضاع المُخيّمات الفلسطينيّة ولو بكلمةٍ واحدة، مُؤكدةً أنّ حكومة اشتية فشلت في إدارة جميع الملفات التي بحاجة إلى حلول، لكنّ أهالي المُخيّمات لا يعترفون بحكومةٍ لا تتعرّف عليهم وعلى مشاكلهم.

وتتكدّس النفايات في شوارع وأزقّة المُخيّمات إلى جانب الروائح المنبعثة التي تتسبّب بأمراضٍ لأطفال اللاجئين إلى جانب إعاقة المرور من الشوارع.

ويُشار إلى أنّ أزمة اتحاد الموظفين مع وكالة "أونروا" ليست جديدة، إذ بدأت الأزمة منذ سنواتٍ طويلة، وفي كل مرّة يعود الاتحاد إلى تصعيد إجراءاته التي تصل إلى الإضراب الشامل عن العمل في كافة مؤسسات وكالة الغوث أملاً في تحقيق مطالب الموظفين في الوكالة.

وسلّط "بوابة اللاجئين" في وقتٍ سابق الضوء على معاناة اللاجئين جرّاء تكدّس النفايات في شوارع وأزقّة المُخيّمات بفعل إضراب الموظفين في وكالة "أونروا"، فيما حذّرت جهاتٍ من تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنعكس سلباً على صحّة وحياة اللاجئين الفلسطينيين في المُخيّمات.

ومُؤخراً، أصدر بوابة اللاجئين الفلسطينيين ورقة موقف تسلّط الضوء على "إضراب موظفي "أونروا" في وجه ابتزاز الوكالة".

وتفجّرت الأزمة من جديد يوم الجمعة 3 آذار/ مارس الجاري، حيث أعلن الاتحاد عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا"، كاشفاً أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.