أصدر "التجمع الشبابي الفلسطيني" في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، بياناً تحذيرياً، من مغبة استمرار عمل الصيدليات غير النظامية وغير المرخصة، والتي تمارس المهنة دون خلفيات علمية، ما يؤدي إلى وقوع ضحايا.
وتوفيت طفلة من الجنسية السورية تبلغ من العمر 4 سنوات، السبت الفائت 2 نيسان/ أبريل الجاري، جراء حقنها بإبرة في إحدى صيدليات المخيم، وكانت الطفلة تعاني من التهابات عاديّة، حسبما أفاد أحد سكان المخيم " أبو علاء نصار" لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وقال اللاجئ نصار لموقعنا، إنّ معظم الصيدليات في المخيم لا تراعي المعايير العلمية والطبية حين تصرف الدواء للمرضى، وصارت الصيدليات بديلاً عن عيادات الأطباء في وصف العلاجات وتقديمها للناس.
ووصف اللاجئ من أبناء المخيم، القطاع الصيدلي في المخيم بـ "غير الآمن" لافتاً إلى أنّه من النادر أن تجد صيدلانياً حقيقياً يعمل في صيدلية، ومعظم الأهالي لا يعرفون ما إذا كانت هذه الصيدلية نظامية وتلك غير نظامية، وما إذا كان من يبيع الدواء فيها صيدلي أم " صاحب دكان." حسب تعبيره.
"التجمع الشبابي" في بيانه الذي وصل لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين نسخة عنه اليوم الخميس 6 نيسان/ أبريل، انتقد الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وتساءل " هل يقوم المسؤولون عن ملف الصيدليات في الفصائل بدورهم القانوني والشرعي بالتأكد من الذي يقوم بالعمل في الصيدلية إن كان يمتلك شهادة أم لا؟"
وأشار البيان، إلى محسوبيات وفساد يطال عمل الصيدليات في المخيم، حيث "هناك صيدليات لديها غطاء من فلان وأخرى يمتلكها فلان." بحسب البيان، في إشارة إلى شخصيات نافذة تدير بعض الصيدليات.
ووصف التجمع الصيدليات بأنها ذات طابع مالي وتجاري، تعمل دون رقابة، ولا وجود لجهة تتأكد من صلاحية الدواء وطريقة تخزينه، ولا سيما أنّ العديد من الأدوية تأتي عن طريق التهريب من سوريا دون معرفة ما إذا كانت قد نقلت بطريقة سليمة دون تعرضها لأشعة الشمس أم لا.
وبحسب تقديرات لناشطين وصلت لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإنّ عدد الصيدليات المخالفة لشروط المهنة في المخيم، يفوق 30 صيدلية، فيما شهدت السنوات الخمس الأخيرة تكاثراً في أعداد الصيدليات، مع انتعاش ظاهرة تهريب الدواء من سوريا، بسبب الأزمة الاقتصادية اللبنانية وارتفاع أسعار الدواء الأجنبي.
"التجمع الشبابي" في بيانه، حمل مسؤولية وفاة الطفل للجهات المسؤولة، وقال:" طفل آخر يموت إن كان بسبب مباشر أو غير مباشر، من قبل الصيدليات التي صار عددها يفوق عدد الدكاكين.. تكلمنا كثيراً في هذا لموضوع مع المعنيين ولكنه حبر على ورق."
وشدد التجمع، على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية تبدأ بـ " حصر الصيدليات في مخيم برج البراجنة بمن يمتلك شهادة علمية، وإقفال كافة الصيدليات المخالفة بالشمع الأحمر، وأن يكون الصيدلي أو الممرض الذي يعمل بالصيدلية مؤهلا علميا وأن يمتلك شهادة رسمية وخبرة لا تقل عن 3 سنوات."
وطالب التجمع، بمنع "العلاج الصيدلي" أي أن يقوم الصيدلي بنفسه بوصف الدواء داخل الصيدلية دون وصفة طبية، مهما كان وضع المريض. وأكد على ضرورة مراقبة تاريخ الأدوية وطريقة تخزينها، وخصوصا التي تأتي من الدولة السورية بطرق التهريب.
وشدد التجمع كذلك، على منع فتح صيدليات جديدة في المخيم، أو منح تراخيص جديدة "لما فيه من مضرة للمجتمع والشعب وتشويه لسمعة المخيم بأنه بؤرة لأدوية فاسدة." وطالب البيان، الفصائل والقوة الأمنية في المخيم، بضرورة تطبيق القانون.