نظّم مبادرون من مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزّة، أمس الثلاثاء، إفطاراً جماعياً لأهالي المُخيّم، في مبادرةٍ رمضانيّة امتدت لعدد من المُخيّمات الفلسطينيّة في القطاع المحاصر.
وتجمّع المئات من أهالي مُخيّم البريج في قطعة أرضٍ واسعة أمام مسجد الفرقان، للمُشاركة في الإفطار تحت عنوان "البريج تجمعنا"، وجلبوا معهم وجباتهم الخاصّة وتشاركوا الإفطار الجماعي في المُخيّم.
فكرة الفطور الجماعي أعادت إلى المخيم ظاهرة التعاضد التي كانت سائدة في خمسينيات القرن الماضي
وخلال هذه الإفطار الجماعي الذي نُظّم في مخيمات عدة بالقطاع، يستمتع المشاركون فيه بفقراتٍ فنيّة وشيّقة، حيث تهدف هذه "اللمة الرمضانيّة" إلى تجميع أهالي المُخيّم على مائدة إفطارٍ واحدة لزيادة المودة والترابط فيما بينهم.
يقول الأستاذ والباحث المتخصص في مجال التاريخ الدكتور ناصر اليافاوي عبر صفحته في فيسبوك: مُخيّم البريج أوّل من دشن فكرة الفطور الجماعي منذ أكثر من سبع عقود، وفكرة "البريج توحدنا" أعادت إلى المُخيّم ظاهرة التعاضد في خمسينيات القرن الماضي، وللحقائق التاريخيّة نقول أنّ هذه الظاهرة الوحدوية الجمعية، أعادت إلى ذاكرتنا سنوات التكافل إبان عصر النكبة الأولى في خمسينات القرن الماضي، حتى منتصف السبعينيات، حين كان رجال المخيم والفدائيين فيه يجتمعون في شهر رمضان داخل بلوكات وحارات المخيم، في دواوين مخاتير العائلات بمختلف قراهم ومدنهم وباديتهم.
ويُتابع اليافاوي: رغم بساطة المشهد إلّا أنه كان يحمل في طياته معاني جميلة لازالت تعكس آثارها حتى يومنا هذا في رمضان 2023، وترجم الموقف اليوم في ساحة الفرقان التي تعززت فيها القيم الإنسانية ومبدأ المساواة، والدمج والعدل الاجتماعي، وفكرة التضامن هذه تؤسّس لسيادة القيم الإنسانيّة الضروريّة في تأصيل الولاء والانتماء، والصداقة، والرفق، بحيث يمنح شرائح المخيم شعوراً يُسمى بالوحدة العاطفيّة من خلال دعمهم لبعضهم البعض.
ويُشار إلى أنّ هذه الفكرة لاقت استحساناً واسعاً، ونُفذت خلال الأيّام الماضية في مُخيّمات النصيرات وجباليا والمغازي إلى جانب عدّة مدن في القطاع.