شارك الآلاف من الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، اليوم الأربعاء 26 أبريل/ نيسان، في مسيرة العودة الـ26 المقامة هذا العام في أراضي قرية اللجون المهجّرة.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينيّة ولافتات حملت أسماء القرى الفلسطينية المهجرة والأسير المريض وليد دقة، فيما هتف المشاركون بالهتافات المنادية بالحرية وحق العودة، ومن بينها: "حرية حرية.. للجون الحرية، ولميعار الحرية"، و"يا وليد يا ابن عمي.. بفديك برحي ودمي".
كما انطلقت المسيرة بالقرب من شارع وادي عارة الرئيس، وصولاً إلى عمق قرية اللجون المهجرة، وبالتزامن مع ذلك نظّمت هيئات وحراكات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم الذين بقوا في أراضي 48، مسيرات وفعاليات في عدة قرى مهجرة.
من جهته، قال كامل البرغوثي من جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين خلال الفعاليات المختلفة، إنّ المحتل الغاصب دمّر أكثر من 530 قرية عربية فلسطينية، ولكن رغم كل ذلك لن يستطيع تدمير مبادئنا وتمسكنا بأرضنا وشعبنا وقرانا، ولا عودة عن حق العودة.
وشدّد البرغوثي، أنّ جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين ومعها هذه الجماهير، ستبقى تحمي وتعمل من أجل قرانا وأسرانا في السجون الإسرائيلية ومن ضمنهم الأسير وليد دقة.
وفي بيانٍ للجمعية، قالت فيه: نحن المهجرين معاً مع أبناء شعبنا في الداخل إذ نحيي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، فإننا نؤكّد أنه مهما شرعت المؤسسة "الإسرائيلية" من قوانين لتكميم الأفواه والمس بحرية التعبير فإننا مصرين على إحياء ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا ونحن الذين على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة، وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس يوم أسكتت لتتحول زرائب لأبقار المستوطنين وخمارات وبؤر للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما مضت.
وطالبت الجمعية برفع اسم القرية والعلم على أسطح المنازل والشرفات، للتأكيد للقاصي والداني بأن لا بديل عن حق العودة، الشرعي، الإنساني والقانوني غير القابل للتصرف، الذي ضمنته الهيئات الشرعية عالمياً خاصّة القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة، ولنثبت للعالم أجمع بأن شعب الجبارين يأبى النسيان ويأبى التنازل عن حق العودة.
وفي السياق، أكَّد رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، أنّ اللجون عادت اليوم لتنبض بأبنائها رغم العتاد العسكري الذي يمر فوق اللجون والعروض العسكرية التي تقام، إذ أننا نواجه العنصرية اليومية من الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة، ولكن كل ذلك لن يجعلنا نتراجع عن حق عودتنا وأرضنا.
ولفت بركة إلى أنّهم "يتغنون بالديمقراطية في إسرائيل، هذه الديمقراطية تماماً كالتي في جنوب إفريقيا بين السمر والبيض، لا ديمقراطية في هذه المؤسسة الإسرائيلية التي تشرع القوانين وتعتدي على المساجد والكنائس، لا ديمقراطية في هذه المؤسسة التي هجرت أهلنا وجعلتهم غرباء".
وفي الجليل المحتل، زار عدد من أهالي القرى المهجرة في منطقة الجليل، قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، من بينها حطين، وميعار، والدامون، والغابسية.
ونظّم الأهالي الذين ارتدَوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية، فعاليات وطنية أكَّدوا خلالها على تشبثهم بحقهم وأرضهم حتى تحقّق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين.
ويُشار إلى أن أعدادا كبيرة من أهالي القرى المهجرة التقوا اليوم في قراهم التي هجروا منها عام 1948، من بينها، قرى حطين والغابسية وميعار، وارتدوا الكوفيات ورفعوا الأعلام الفلسطينية.
ويُذكر أنّ 21 شهيداً ارتقوا دفاعاً عن اللجون خلال معارك عام 1948، وحولت سلطات الاحتلال مقبرة القرية إلى موقف للسيارات والطائرات.