عرض أهالي مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، مطالبهم وقضايا مخيمهم أمام المديرة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان دوروثي كلاوس، خلال زيارة قامت بها للمخيم يوم أمس الجمعة 5 أيار/ مايو.
وزارت كلاوس المخيم برفقة وفد من وكالة "أونروا" ضمّ مديرة التربية والتعليم ميرنا الشما، ومدير قسم الصحّة الدكتور عبد الحكيم شناعة، وعقدت لقاءاً مع أهالي المخيم بحضور ممثلين عن اللجان الشعبية والمؤسسات والفصائل.
وأكد الأهالي خلال اللقاء، على مطالبهم المعيشية وضرورة إجراء إصلاحات في برنامج الأمان الاجتماعي " الشؤون" وإدراج المزيد من العائلات، إضافة إلى رفع التغطية الصحيّة، ومعالجة ملف غياب مدرسة ثانوية في المخيم، إلى جانب إصلاح برنامج مشروع العمل مقابل المال ومعايير القبول فيه.
من جانبها، طمأنت كلاوس أهالي المخيم، بأنّ الوكالة "على علم بالحاجات الملحة للاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية في لبنان."
وتحدثت كلاوس، عن أولويات برامج وكالة "أونروا" مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات المجتمع، وأشارت إلى أن الوكالة تهدف إلى مواصلة دفع المساعدات النقدية الدورية حتى نهاية العام لحوالي 160،000 لاجئ فلسطيني في لبنان بما في ذلك للفئات المحتاجة، مثل الأطفال وكبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة والأشخاص من ذوي الإعاقة.
كما أشارت كلاوس، إلى أعمال إغلاق مكاتب الوكالة في مخيم برج الشمالي خلال احتجاجات على أداء الوكالة، واعتبرت ذلك يعيق عمل الوكالة في المخيم. وقالت إنّ "هذا أمر مؤسف للغاية لأنه يعيق عمل الأونروا وحصول اللاجئين على الخدمات التي يحتاجونها".
ولفتت كلاوس، إلى حاجة وكالة "أونروا" إلى فهم أفضل للأسباب التي تدفع إلى مثل هذه الأعمال التي تأتي على أثر شكاوى مختلفة ضد الوكالة.
وأكدت كلاوس للأهالي، قيام فريق الوكالة "بمراجعة عدد من الطرق لتحسين برامج الأونروا بما في ذلك برنامج شبكة الأمان الاجتماعي والاستشفاء." وقالت في هذا الصدد: "نحن ملتزمون بإجراء بعض التغييرات الضرورية المطلوبة لضمان حصول أطفالنا على التعليم والاستشفاء الذي يستحقونه من أجل مستقبل أفضل."
كما تحدثت كلاوس عن المخاوف من تدني نتائج العملية التعلمية، والذي ظهر في نتائج الامتحانات الشهرية في نيسان/ أبريل الفائت. وأشارت إلى أن الوكالة "ستكمل تواصلها مع المجتمع المحلي من خلال الاجتماعات التشاورية وسنفعل كل ما هو ضروري في حال توفرت الموارد لإجراء تعديلات في الخدمات بحيث تكون أكثر إفادة لكم بناءً على ملاحظاتكم ".
وأضافت كلاوس، أنّ " الأونروا نظمت اجتماعا شارك فيه جميع مديري مدارس وموظفي دعم التعليم تم خلاله تحليل الأسباب الداخلية والخارجية لمستويات التحصيل التعليمي المتدني ونتج عنه عدد من التوصيات التي تضمنت تدخلات فورية وطويلة الأمد. "
ويعاني مخيم برج الشمالي من مشاكل خدمية ومعيشية مزمنة، حيث يعتبر المخيم الأفقر في لبنان، ويعمل معظم سكانه كعمال مياومين. وبحسب أرقام صدرت عن دراسة اجتماعية عام 2021 أعدتها جمعية "ديارنا" ونشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بينت أنّ 62% من أرباب الأسر في مخيم برج الشمالي من العمال المياومين، ﺗﻠﯿﮭﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻓﺮاد اللذين ﻟﺪﯾﮭﻢ أرباب أﺳﺮ ﻋﺎطﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﺪل ﺑﻠﻎ %22.4، فيما 7.4 % يعملون في الأعمال الحرّة، ونسبة %6 يعملون في قطاع الزراعة.