116 طالباً فلسطينياً في الجامعات السودانيّة عادوا إلى قطاع غزّة بسلامٍ وأمان بعد أن تقطّعت بهم السبل في السودان على إثر الأزمة العسكرية القائمة في السودان، ورغم استقبال الطلبة من ذويهم في القطاع بسرور كبيرٍ على سلامتهم، إلّا أنّ هذا الفرح ممزوج بقلقٍ حقيقي على مصيرهم الدراسي في ظل الوضع الأمني المجهول الذي تمر به السودان.

طالب الطب ومنسق الطلبة في الجالية الفلسطينية بالسودان بلال عكاشة لا يخفي في حديثه لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ مستقبل الطلاب مجهول وغير معروف نهائياً؛ لأنه لا يوجد أي طالب يحمل أي إثبات أو أي ورقة تثبت تحصيله الأكاديمي في الجامعات السودانية.

وأضاف عكاشة (26 عاماً) والموجود في السودان منذ عام 2017: قمنا بإحصاء الطلبة والجالية المقيمين في السودان وعدد الذين تم إحصاؤهم 194 فلسطينياً بينهم 116 طالباً والباقي عددهم 122 شخصاً توجهوا إلى بورتسودان، بينما 194 شخصاً توجهوا إلى معبر أرقين على الحدود مع مصر والسودان متوجهين بعد ذلك إلى مصر؛ ومن ثم إلى قطاع غزة.

ويؤكّد عكاشة، أنّه لا أمن ولا أمان ولا إنترنت ولا كهرباء ولا ماء منذ بداية المناوشات العسكرية والحرب في السودان، وبعد الساعة الثامنة مساء لا يستطيع أي شخص المرور في الشارع، لا سيما مع وجود تمركز لقوات الجيش والدعم السريع في الشوارع بشكل مخيف جداً إلى جانب إطلاق الرصاص والمدفعية والأسلحة الثقيلة والقصف الجوي. وهذا ما دفع أي شخص من الجالية الفلسطينية المقيمة في السودان للخروج بأي طريقة كانت خوفاً من الموت.

وخلال حديثه، ناشد عكاشة السلطة الفلسطينيّة والحكومة في غزّة، وكل أصحاب القرار للنظر بكل رحمة لمصير الطلاب العائدين من السودان؛ لأنه مصيرهم مجهول، طالباً النظر بأي طريقة لمصيرهم بامتحان تقييمي بحسب طريقتهم في وزارة التعليم العالي وتقييم الطلاب العائدين من السودان. هذا البلد الذي لن يستطيع أي طالب الحصول على إثبات أكاديمي يوضّح فيه أين وصل في مراحله الدراسية بالجامعات السودانية. بحسب قوله.

ذات المعاناة تحدّث عنها أنس حرارة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وهو طالب طب في جامعة أم درمان الإسلامية، إذ أكَّد أنّه اليوم لا يعلم ما مصير مستقبله التعليمي، وهل سيعيد دراسته مجددا؟

ويُشير حرارة: كان هناك معاناة معيشية كبيرة، والوضع صعب للغاية في السودان، فلا كهرباء ولا ماء ولا غذاء، وحتى لا يوجد محال للبقالة إلى جانب أنّ الأسواق مغلقة.

وحول مستقبل الطلبة التعليمي يُضيف حرارة: اليوم لا نعلم ما هو مستقبلنا، ونحاول مطالبة السفارة في السودان بأن تستخرج لنا شهادات فيها تفاصيل دراستنا، حتى نستطيع الإكمال في جامعات أخرى.

وبحسرة يكمل الطالب أنس حرارة حديثه، أنّ الشعب الفلسطيني يعاني أينما كان سواء في الضفة أو غزة أو الأراضي المحتلة عام 1948، وهنا في غزة كانت تندلع الحروب كل فترة إلى جانب الحصار وأعداد الممنوعين من السفر، وبعد أن كنّا نحاول الخروج من البلد فقط للدراسة والتعلم وإيجاد فرصة ثانية للحياة. الحمد لله حصل ما حصل في السودان، فنصيبنا من المعاناة يُلاحقنا أينما كنّا.

فيديو

ويوم أمس، أفادت سفارة السلطة الفلسطينيّة بالقاهرة، بوصول الدفعة الثالثة من الحافلات التي تقل الطلبة والفلسطينيين القادمين من السودان إلى مطار القاهرة الدولي، حيث تم إجلاؤهم من مطار جدة إلى مطار القاهرة الدولي، وهم في طريقهم إلى قطاع غزّة.

ويُشار إلى أنّ 178 فلسطينياً معظمهم من الطلبة الغزيين الذين يدرسون في الجامعات السودانية، جرى إجلاؤهم ودخولهم إلى القطاع الجمعة قبل الماضية.

وتجري عملية إجلاء الفلسطينيين من السودان عبر طريقين، الأوّل عبر مصر، ومنها إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح، والثانية تجري عبر بواخر بحرية سعودية من ميناء "بورت سودان" إلى ميناء جدة السعودي.