فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
استشهد الأسير الجريح محمد عامر الجلاد (24) عاماً من مدينة طولكرم، الجمعة 10 شباط، في مشفى "بيلنسون" بالأراضي المحتلة عام 1948، متأثراً بجراح خطرة أصيب بها في منطقة الصدر برصاص الاحتلال خلال عملية اعتقاله في التاسع من تشرين الثاني الماضي، على خلفية اتهامه بمحاولة تنفيذ عملية طعن قرب بلدة حوّارة جنوبي نابلس.
وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أكّد في تصريحٍ مقتضب استشهاد الأسير الجريح محمد الجلاد، ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني والحركة الوطنيّة الأسيرة والأسرى المحررون في الوطن والشتات الشهيد الجلاد، مقدّمةً التعازي والمواساة لأسرته.
وطالبت الهيئة والنادي في بيانٍ صحفي مشترك مساء الجمعة، بضرورة التحقيق في ظروف استشهاد الجلاد، واعتبر الجانبان أن الصمت على ما يجري بحق الأسرى في سجون الاحتلال ومنهم الجرحى، هو جريمة أخرى تُضاف إلى سلسلة جرائم يُنفّذها الاحتلال وأجهزته، دون أي اعتبار للأعراف الدوليّة وما نصت عليه من حماية لحقوق الإنسان، وحمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الجلاد.
محامي الأسير الشهيد الجلاد، يقول "أثناء مرافعتي الأخيرة عن الأسير الشهيد محمد الجلاد قبل عدة أيام، كان من الواضع أن الوضع الصحي للأسير في منتهى الخطورة، المدّعي العام ادّعى أنه من الممكن أن تتحسّن صحته، وهذا الشيء قد يُهدد أمن "الدولة".. المسكوت عنه في هذا الادّعاء هو الرغبة بتصفية الأسير والتأكد أنه سيتم الإجهاز عليه، هذا هو الاحتلال القبيح الذي لم ينجح بإعدام الشاب ميدانياً كما العادة، فقام بإعدامه ببطء خلال مكوثه في المستشفى."
وحمّلت حكومة التوافق سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الجلاد، وطالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيانٍ صحفي، المنظمات والهيئات الدولية والحقوقية والإنسانية التدخل لإنقاذ حياة الأسرى في سجون الاحتلال.
وشدّد على أن التحاق الأسير محمد الجلاد بركب الشهداء في المعتقلات يجب أن يُسلّط الضوء بالنسبة للمجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته ذات الصلة، على كل ما تقوم به سلطات الاحتلال ضد الأسرى من قمعٍ وتنكيل وإهمال طبي.
وأكد المحمود أن سلطات الاحتلال ارتكبت جريمة مزدوجة بحق الأسير الشهيد الجلاد، وذلك عندما أطلقت النار عليه في تشرين الثاني الماضي، وأصيب على إثر ذلك في صدره ومن ثم تم اعتقاله، وتبيّن أنه يُعاني من مرض السرطان ويخضع للعلاج.
وذكر المتحدث الرسمي بأن استمرار الصمت الدولي وعدم محاسبة الاحتلال، هو الذي يشجّعه على اقتراف المزيد من القتل والملاحقة والتنكيل بحق الأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني.
وزير العدل أبو دياك شدّد على أن استشهاد الأسير الجلاد وهو يُصارع سياسة الإهمال الطبي والمعاملة اللاإنسانيّة الصهيونية، دليلاً ساطعاً آخر على انتهاكات الكيان الصهيوني للقانون والاتفاقيات والمواثيق الدولية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال أمام العدالة الدوليّة والمحكمة الجنائية الدولية.
في بيان صحفي صدر عن الوزير أبو دياك، يقول "الشهيد الأسير محمد الجلاد سيبقى شاهداً من شواهد الجريمة المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا، وبحق أسرانا البواسل، فكانت جريمة إطلاق النار عليه قبل ثلاثة أشهر على حاجز حوارة، وإصابته برصاص الاحتلال الحاقد بذرائع وحجج ملفّقة وهو في طريقه لتلقي العلاج، ليرتكب الاحتلال جريمة أخرى باعتقال جريح ومريض تلو جريمته بإطلاق النار على شاب مريض ويصيبه بإصابات خطرة، ونقله إلى غياهب المعتقلات، لتتفاقم معاناته بألم المرض وألم إصابته برصاص الاحتلال وعذاب السجن، ويواجه الموت البطيء."
وقدم وزير العدل أحر التعازي والمواساة لأسرته ولكل الحركة الأسيرة، قائلاً "سنواصل المسيرة، ولن نتنازل عن تاريخنا ومستقبل أجيالنا، وسنبقى على عهد الأسرى والشهداء حتى تحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف."
فيما حمّلت حركة المقاومة الإسلامية حماس المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الجلاد للاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي ورفضه تقديم العلاج اللازم له على الرغم من كل التقارير الطبيّة التي تؤكد خطورة وتدهور وضعه الصحي.
وصرّح الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، أن الحركة اعتبرت استشهاد الأسير الجلاد جريمة بحق الإنسانية، تعكس السلوك الإجرامي الخطير للكيان الصهيوني بحق الأسرى المرضى بشكلٍ خاص، والأسرى الفلسطينيين بشكلٍ عام، ومؤشراً على مستوى العنف والانتهاكات والإهمال الذي يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال وتعريض حياتهم للخطر.
وطالبت الحركة المستويات الرسميّة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالعمل الفوري والجاد والتدخل من أجل إنقاذ حياة آلاف الأسرى في سجون العدو، ورفع شكاوى دوليّة ضد حكومة الاحتلال ومحاسبتها على جرائمها بحق الأسرى.
يُذكر أن سلطات الاحتلال خلال فترة اعتقال الأسير الجلاد كانت تحتجزه في غرفة العناية المكثّفة في المستشفى، فيما كان يجري تمديد اعتقاله غيابياً من قِبل محكمة "سالم" العسكرية الصهيونية غربي جنين، وباستشهاد الأسير الجلاد يرتفع عدد الشهداء الأسرى إلى (210) أسيراً.