75 عاماً مرّت على نكبة تهجير الشعب الفلسطيني عن وطنه الأمّ عام 1948، على يد العصابات الصهيونية، وطالت أكثر من 800 ألف فلسطيني في عام النكبة، قصدوا مناطق الضفة الغربية وقطاع غزّة، والدول العربية المجاورة لفلسطين ليستقروا في مخيمات بواقع 10 مخيمات في الأردن، 9 في سوريا، و12 في لبنان، و27 في كلّ من الضفة وقطاع غزّة داخل فلسطين التاريخية.
قصد 110 آلاف لاجئ فلسطيني لبنان (بحسب رقم نشرته مجلة الدراسات الفلسطينية)، غالبيتهم من بلدات وقرى شمال فلسطين المحتلّة والجليل الأعلى ومدن الساحل، سكن معظمهم في مخيمات، فيما اختار آخرون السكن في مدن وقرى لبنانية، وتجمعات غير رسمية.
أرقام متضاربة حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين المتبقين في لبنان. حتى العام 2014 كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تورد في نشراتها عبر موقعها الإلكتروني رقم (455 ألفاً) لاجئاً ولاجئة مسجلين لديها، إلا أنّ الأرقام والأعداد انخفضت، وجرى تعديلها خلال السنوات الأخيرة لتتراوح في حدود (180 ألف) لاجئ مقيم، فيما تشير معطيات إلى أنّ الأرقام انخفضت جراء الهجرة على مدار السنوات والعقود الفائتة.
إلا أنّ إدارة الإحصاء اللبنانية، وفي إحصاء أجرته بالشراكة مع "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، والإحصاء المركزي الفلسطيني) عام 2017، كشف أن عدد اللاجئين الفلسطينيين يبلغ 174 ألف و422 فرداً في لبنان. وأنّ “114 ألف و206 فلسطينيين يعيشون في المخيّمات، أي ما نسبته 45.1%، بينما يعيش 54.9 من اللاجئين في تجمّعات أُخرى.
وبيّنت النتائج التفصيليّة للإحصاء، الذي بلغت نسبة التغطية فيه 97.7% بنسبة تجاوب 96.7% من المستهدفين بالمسح الإحصائي، أنّ عدد الأسر الفلسطينية في لبنان يبلغ 55.473 أسرة، يتركزون في المناطق التالية: 35.8% في صيدا، 25.1% في الشمال، 14.7% في صور، 13.4% في بيروت، 7.1% في منطقة الشوف، 4.0% في البقاع.
الجدير ذكره، أنّ التجمعات الفلسطينية في لبنان والموجودة في مناطق بيروت كتجمعي "الداعوق والجناح" وفي صيدا " سيروب، وصيدا القديمة"، وضواحي صور كتجمعي " الشبريحا والمعشوق" وكذلك تجمع وادي الزينة في إقليم الخروب وسواها، لا تعترف بها وكالة "أونروا" ولا تقدم لها خدمات كاملة، في وقت تنطبق عليها كافة الظروف التي تنطبق على المخيمات الرسمية، والتي يبلغ عددها 12 مخيماً.
عبر عقود من التهميش الذي تعانيه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من قبل الدولة اللبنانية، بموجب قوانين تحرم اللاجئين من حقّ العمل في أكثر من 73 مهنة، وتحرمهم من حق التملك خارج المخيمات، وكذلك من البناء والتوسع داخل المخيمات الفلسطينية، من خلال منع إدخال مواد البناء إليها بموجب قوانين نافذة، تحولت المخيمات إلى بيئة طاردة، وشبانها إلى باحثين عن فرص الهجرة، ولو عبر طرق خطرة كلفتهم الغرق في مراكب الموت، وتفاقم ذلك، مع انعكاسات أزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني عليها منذ العام 2019، وإحالتها 93% من اللاجئين الفلسطينيين إلى ما دون خط الفقر بحسب أرقام وكالة "أونروا."
نستعرض في هذه المادة، لمحة مكثّفة عن أبرز المعلومات والمعطيات عن كلّ مخيّم في لبنان.
توزع المخيمات الفلسطينية في لبنان
المخيمات الفلسطينية في بيروت
- مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين
تأسس مخيم برج البراجنة في منطقة ضاحية بيروت الجنوبية عام 1948، من قبل جمعيات تابعة للصليب الأحمر الدولي، وسكنه لاجئون فلسطينيون هجّروا من ديارهم في الجليل الأعلى إبان النكبة الفلسطينية.
يسكن المخيّم نحو 16 ألف لاجئ فلسطيني مسجّل لدى وكالة "أونروا" إلى جانب أعداد من اللبنانيين والمهجرين السوريين، ومن جنسيات وافدة، وتصنّف وكالة "أونروا" المخيم على أنّه من أكثر المخيمات اكتظاظاً بالسكان في العاصمة بيروت، ويعاني تهالكاً في البنى التحتية، ولا سيما شبكات الصرف الصحي، وهو ما يسبب فيضانات متكررة خلال الشتاء.
وتعتبر عشوائية التمديدات الكهربائية التي تتدلى فوق رؤوس المارّة في الزواريب الضيقة، إحدى مشاكله الخطرة، جراء انعدام أعمدة الكهرباء، وتداخل التمديدات الكهربائية مع شبكات المياه، وتزداد خطورتها شتاءً، ما يشكل خطورة كبيرة على الأهالي تسببت في سقوط ضحايا، في حين تشير مصادر محلية في مخيم برج البراجنة لتسجيل أكثر من 86 حالة وفاة؛ بسبب التمديدات الكهربائية منذ عام 2000.
ويعاني المخيم من مشكلة يعتبرها الأهالي والعديد من المؤسسات المعنية بأنها الأخطر، وتتمثل بالمنازل الآيلة للسقوط. ويبلغ عددها 660 منزلاً بحاجة إلى ترميم عاجل، فيما تسجّل في المخيّم شهرياً العديد من حوادث انهيار أجزاء من منازل، وسط مناشدات لوكالة "أونروا" العمل على ملف الترميم، لكونه من مسؤولية القسم الهندسي لدى الوكالة، وسط منع القانون اللبناني إدخال مواد الترميم للمخيمات، وعجز اللاجئين عن استيفاء تكاليفها.
تتولى وكالة "أونروا" المسؤوليات الخدمية في المخيم، ويضم سبع مدارس، ومركز للإرشاد الوظيفي، ومركز صحّي، إضافة إلى دار للمسنين.
شاهد/ي.. قصة الحاجة الفلسطينية أم صبحي من مخيم برج البراجنة.. حكاية لاجئ:
- مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين
تأسس المخيم في العام 1952، ويقع إلى الجنوب الغربي من العاصمة بيروت، تأسس من قبل رهبانية مار إلياس لإسكان اللاجئين الفلسطينيين القادمين من الجليل إبان النكبة، ويقيم فيه نحو (330) عائلة أي ما يقارب 1650 نسمة، الهدوء الأمني، وعدم الظهور والوجود المسلح الفلسطيني، وعدم وُجود الجيش اللبناني حوله، هي أهم الملامح التي تميز مخيم مار إلياس.
وصف مخيم مار إلياس بأنه يشكل عاصمة سياسية وإعلامية للفلسطينيين، بسبب وجود مراكز ومقرات لمعظم قيادات الفصائل الفلسطينية فيه، كما يضم المخيم عدداً كبيراً من المؤسسات الاجتماعية.
شاهد/ي.. من يحقق أحلام الأطفال الفلسطينيين في مخيم مار الياس في لبنان؟
مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين
تأسس في 1949، من قبل لاجئ فلسطيني من بلدة مجد الكروم الفلسطينية المهجّرة، وكان في بداياته عبارة عن خيمة كبيرة، قبل أن يلتزمه الصليب الأحمر اللبناني عام 1950، ومن ثم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي استأجرت جزءاً من أرض المخيم، وجزء آخر ملك لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتبلغ مساحتها 40 ألف متر مربع.
يأوي نحو 8500 لاجئ فلسطيني مسجل لدى وكالة "أونروا"، معظمهم مهجرون من بلدة مجد الكروم والقرى المحيطة بها كالكابري وصفورية، فيما يبلغ عدد سكانه 25 ألفا بين فلسطينيين ولبنانيين وسوريين، وعمال آسيويين وجنسيات أخرى.
جرى تدمير المخيم إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وشهد واحدة من كبرى المجازر التي تعرض لها اللاجئون الفلسطينيون عقب الاجتياح، وراح ضحيتها نحو 3 آلاف لاجئ ولاجئة. كما تعرض لحصار لمدّة 3 سنوات في الفترة التي عرفت باسم "حرب المخيمات" من قبل "حركة أمل" وفصائل موالية للنظام السوري خلال الأعوام 1985 و1987.
فقد مخيم شاتيلا العديد من أبنائه سواء خلال الحروب والمجازر، أو بسبب الهجرة، نظراً لكون المخيم، وخصوصاً خلال العقدين الأخيرين، تحول إلى مكان غير صالح للعيش بشكل مطلق، بسبب البنى التحتية شبه المنعدمة، والواقع السكني المتسم بالاكتظاظ وغياب المساحات بين الأبنية، وتآكلها بسبب الرطوبة والمياه المالحة.
ويضم مخيّم شاتيلا نحو 700 وحدة سكنية، من ضمنها 98 وحدة آيلة للسقوط، وتحتاج إلى ترميم عاجل وفق تقارير مسح هندسي.
شاهد/ي.. بيوت تهدم فوق رؤوس أصحابها في مخيم شاتيلا
يعتبر مخيم شاتيلا، الأسوأ من ناحية الخدمات، وعدم صلاحية المنازل المأهولة التي لا تصلها أشعة الشمس، وترتفع فيها نسبة الرطوبة، وشبكات المياه الظاهرة للعيان والتي تنتشر على الجدران وفوق الأرض، فتختلط مع الأسلاك الكهربائية، وتشكل خطراً على السكان، أما شبكة الصرف الصحي، فهي لم تعد تستوعب المياه المبتذلة؛ لأنها لا تتناسب مع الحجم السكاني.
شاهد/ي.. فيديو غرافيك مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت
- مخيم ضبية للاجئين الفلسطينيين
يقع مخيم ضبية للاجئين الفلسطينيين على بعد 12 كيلو متراً من العاصمة بيروت باتجاه الشرق، وقد تم تأسيسه عام 1956 بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين جاؤوا من منطقة الجليل في شمال فلسطين، لا سيما من مدينة حيفا وقرية البصة.
شكّل موقع مخيّم ضبية الجغرافي عامل خطورة عليه، وعلى سكانه خلال الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات القرن الفائت، بين الحركة الوطنية اللبنانية مدعومة بمنظمة التحرير الفلسطينية، والقوى اليمينية المسيحية، ما جعله هدفاً لهم رغم وجود نسبة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين المسيحيين. وارتكبت القوى الفاشية بزعامة حزب الكتائب مجزرة في المخيم عام 1976 راح ضحيتها 70 لاجئاً.
يقطن في مخيم ضبية حالياً، نحو 4 آلاف لاجئ فلسطيني، بحسب سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إلا أنهم يعيشون في ظل صعوبات اقتصادية شديدة، والعديد منهم عاطلون عن العمل. ويعمل عدد قليل من الرجال كعمال مياومين فيما يعمل بعض الشباب في المحال أو كعمال نظافة.
وتقدم وكالة "أونروا" خدمات صحية عبر مركز صحّي واحد، إضافة إلى خدمات بيئية، فيما يفتقد الأهالي لمدرسة تابعة للوكالة، وهو ما يضطرهم لقصد المدارس الحكوميّة، والتي كثيراً ما تتعاطى معهم بـ “عنصرية" لكونهم فلسطينيين، وليس لهم مكان، وسط عجز عن قصد المدارس الخاصّة لتكاليفها الباهظة.
المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان
- مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين
يقع مخيم نهر البارد على مسافة 16 كيلومتراً من طرابلس بالقرب من الطريق الساحلي في شمال لبنان، وقد تم تأسيس المخيم في الأصل من قبل عصبة جمعية الصليب الأحمر في عام 1949 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين من منطقة بحيرة الحولة شمال فلسطين، وبدأت "أونروا" بتقديم خدماتها للاجئين في عام 1950، أدى موقع نهر البارد القريب من الحدود السورية مع لبنان، لتحويل المخيم إلى مركز اقتصادي للبنانيين في منطقة عكار.
شاهد/ي.. فيديو جرافيك مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين
في منتصف عام 2007، ونتيجة للنزاع الذي دار بين الجيش اللبناني وبين مجموعة "فتح الإسلام" التي تمركزت في المخيم، تمّ تدمير المخيم حيث تعرّض للقصف بالمدفعية الثقيلة والقنابل الجوية خلال حصار امتد ثلاثة أشهر، وقدّر أنّ ما يقارب 95% من كافة المباني والبنية التحتية قد دمّرت تماماً، أو تضررت بشكل يتعذر إصلاحه، ممّا أجبر السكان على النزوح، وجرى تشريد ما يقارب نحو (27,000) لاجئ فلسطيني من مخيم نهر البارد، ومن المناطق المحيطة به في شمال لبنان بحسب إحصائيات الأونروا.
إعادة إعمار المخيم
منذ انتهاء العمليات الحربية عام 2007 حتى اليوم، ما يزال نحو 2850 لاجئاً ولاجئة من أبناء نهر البارد، يعيشون حالة نزوح في مخيمهم والجوار، نتيجة تأخر وكالة "أونروا" في إعادة إعمار منازلهم المدمّرة. فيما لم تتخط نسبة الأعمال 60%، وكانت "أونروا" قد وعدت بإنجاز 85% من المخيّم القديم والجديد خلال العام 2023 الجاري على لسان مدير وحدة إعادة الإعمار في وكالة "أونروا" جون وايت.
شاهد/ي.. شبكة الصرف الصحي المهترئة في مخيم نهر البارد تؤثر على حياة اللاجئين
- مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين
قامت الأونروا بتأسيس مخيم البداوي عام 1955 فوق تلة في شمال لبنان، على مسافة 5 كيلومترات إلى الشمال من طرابلس، وبلغ عدد سكان المخيم قرابة (16,500) نسمة، ترتفع بينهم نسبة البطالة وينتشر الفقر بين السكان، وهناك طلب كبير على خدمات "أونروا" بسبب عدد السكان المتزايد، وقد تم إعادة تأهيل أنظمة المياه والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار في المخيم منذ حوالي عشر سنوات.
تحمّل مخيم البداوي من بين المخيمات الأخرى في لبنان عبء الأزمة التي حدثت في نهر البارد عندما اندلع القتال عام 2007، الأمر الذي أجبر آلاف اللاجئين للنزوح إلى مخيم البداوي، وتضخم عدد سكان مخيم البداوي جراء ذلك ليصبح تقريبا 30,000 نسمة، وذلك بين عشية وضحاها.
شاهد/ي.. آراء اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البداوي شمالي لبنان باستهداف الأونروا وتقليص خدماتها
المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان – صور
- مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين
تأسس في العام 1948، يقع على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الشرق من مدينة صور، على مساحة (135000 م2) متر مربع، عدد سكانه "19,500" نحو 3000 منهم يحملون الجنسية اللبنانية بموجب قرار التجنيس الصادر في العام 1994 بعد مؤتمر الطائف، يعتبر مخيم البرج الشمالي من أفقر مخيمات اللاجئين في لبنان، وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.
تشكل البطالة فيه نسبة عالية، دفعت الكثير من شبابه إلى المغادرة باتجاه البلدان الإسكندنافية وألمانيا، ويعمل العديد من أبنائه في الأعمال الزراعية. فيما يشهد المخيم تحركات احتجاجية بشكل مستمر ضد سياسات وكالة "أونروا" الإغاثية، للمطالبة بإدراج عائلات المخيم ضمن برنامج العسر الشديد " الشؤون" الذي تمنح الوكالة بموجبه مبالغ مالية للعائلات الأكثر فقراً.
ويعمل النسبة الأكبر من أبنائه كعمال مياومين وعمال زراعيين، لا تتخطى أجورهم اليومية دولا ونصف الدولار. وتشير دراسة اجتماعية صدرت عام 2021 أعدتها جمعية "ديارنا" ونشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، بينت أنّ 62% من أرباب الأسر في مخيم برج الشمالي من العمال المياومين، ﺗﻠيها ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻓﺮاد اللذين ﻟديهم أرباب أﺳﺮ ﻋﺎطﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻌﺪل بلغ%22.4، فيما 7.4% يعملون في الأعمال الحرّة، ونسبة%6 يعملون في قطاع الزراعة.
شاهد/ي.. ماذا تعرفون أيضاً عن مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور اللبنانية؟
- مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين
تأسس في العام 1963 سكانه "27,500"، ويقع على شاطئ مدينة صور من جهة الجنوب، ويبعد عنها نحو 7 كم، على الطريق الواصل إلى منطقة الناقورة الحدودية مع فلسطين المحتلة جنوبي مدينة صور، ويبعد عن حدود فلسطين المحتلّة، مسافة 12 كيلومتراً ما يجعله المخيم الفلسطيني الأقرب لفلسطين.
تأسس المخيم الذي يعتبر الأكبر من ضمن مخيمات مدينة صور على مرحلتين؛ الأولى على يد الاستعمار الفرنسي 1936 لإيواء اللاجئين الأرمن، قبل استئجار وكالة "أونروا" أرضه من الحكومة اللبنانية سنة 1949 وإسكان لاجئين فلسطينيين فيه، ويعرف بـاسم " المخيم القديم"
توسع المخيم في المرحلة الثانية على يد وكالة "أونروا" عام 1963، لإسكان لاجئين فلسطينيين كانوا يقيمون في منطقة بعلبك على نحو مؤقت، وعرفت التوسعة الثانية باسم " المخيم الجديد"، ويمتد بقسميه القديم والجديد على مساحة 2 كيلومتر مربّع، ويقطن فيه 22 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى وكالة "أونروا" بواقع يقارب 5 آلاف عائلة، تنحدر جذور معظمهم إلى قرى الجليل الأعلى وقضاء عكّا في فلسطين المحتلة.
تحيط بمخيم الرشيدية أراض زراعية، ومنها مساحات تعرف بأراضي "الجفتلك" ويعمل العديد من سكانه كمزارعين يعتاشون على زراعة الخضراوات الموسمية، وتشكل مصدر رزق لـ 200 عائلة فلسطينية.
يعاني المخيم كبقية المخيمات من قوانين جائرة، وتتمثل بمنع الدولة اللبنانية إدخال مواد البناء بموجب قانون صدر عام 1996، ما يجعل تأثير القانون على المخيم أكبر من سواه، فموقع المخيم المحاذي للبحر، يجعل 150 منزلاً في المخيم في مرمى المد البحري كل شتاء، وتمنع الدولة اللبنانية الأهالي من بناء سد بحري، بموجب القانون المذكور.
تتولى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مسؤولية الخدمات التعليمية والصحية والبيئية وسواها، من خلال أربع مدارس ومدرسة ثانوية واحدة، ومركز صحي تابع للوكالة، إضافة إلى قسم الخدمات البيئية والنظافة.
من أهم المشاكل التي يعاني منها المخيم، افتقاره لمنظومة صرف صحّي عصرية، ما يجعل العديد من أزقته وشوارعه عرضة للغرق كل موسم شتاء، فيما تتوالى المطالب لوكالة "أونروا" بإيجاد حل جذري لأزمة الصرف الصحي في المخيم.
شاهد/ي.. فيديو جرافيك مخيم الرشيدية.. الأقرب إلى فلسطين
- مخيم البص للاجئين الفلسطينيين
يقع مخيّم البص للاجئين الفلسطينيين على بعد 1.5 كيلومتر جنوب مدينة صور جنوب لبنان، وعلى بعد 27 كيلو متر عن فلسطين المحتلّة/ ويقع على مساحة 80 دونماً.
بدأ اللاجئون الفلسطينيون بالتوافد إلى المخيّم إثر النكبة الفلسطينية عام 1948، وكان المخيّم قائماً منذ العام 1939 بتأسيس من حكومة الاستعمار الفرنسي في لبنان لاستقبال اللاجئين الأرمن.
بدأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتنظيم شؤون المخيّم بعد استئجار أرضه عام 1949، واستقبل لاجئون فلسطينيون من قرى مناطق الجليل (أم الفرج، الزيب ميعار، الدامون، كفركنّا، الجش ولاجئين من مدينة حيفا وقراها."
يعيش في المخيّم نحو 10 آلاف لاجئ فلسطيني مسجّل في سجلات وكالة "أونروا" بحسب أرقام الوكالة، ويضم خليطاً من اللبنانيين والسوريين.
يضم المخيّم عدداً من مراكز وكالة "أونروا" وتشمل أربع مدارس ومركز صحّي، ويعيش سكانه في منازل بعضها من إنشاء الوكالة، وأخرى عمد لاجئيه على بنائها بأنفسهم خلال العقد الأوّل من اللجوء.
يعاني مخيّم البص كغيره من المخيّمات، من القوانين اللبنانية بمنع إدخال مواد البناء والترميم منذ العام 1997، فيما ضيّق القانون (296) الصادر عام 2001، والذي يمنع عمليات البناء داخل المخيّم وترميم المنازل، على حياة اللاجئين وخلق أزمة سكن.
تعاني عدّة منازل في المخيّم من تهتّك كبير، يجعلها آيلة للسقوط، ويبلغ عددها 70 منزلاً، بحسب تصريحات للجنة الشعبية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين حتّى العام 2020، وتتولى "أونروا" مهمة ترميم المنازل، في ظل بطء في عملياتها جراء أزماتها المالية ما يعرض حياة اللاجئين للخطر.
يصنّف مخيّم البص من المخيّمات الفقيرة، حيث يعاني من بطالة مرتفعة جرّاء منع القوانين اللبنانية اللاجئين الفلسطينيين من العمل، ويعمل العديد من أبنائه كعمال مياومين في مهنّ حرّة.
شاهد/ي.. فيديو جرافيك مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في لبنان
المخيمات الفلسطينية في صيدا
- مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين
تأسس في العام 1954، سكانه (4,500): يبعد 4 كيلومترات إلى الشرق من صيدا، واللاجئون عموما في المخيم كانوا قد لجأوا من صفورية والطيرة وحيفا وميرون في فلسطين.
لحق بالمخيم دمار كبير خلال سنوات الحرب الأهلية، وتحديدا في تموز من عام 1991 عندما تم تدمير 15% من مساكنه إلى جانب مدرسة وكالة أونروا ومركز التوزيع التابع لها.
الوضع الاجتماعي الاقتصادي للاجئين في المخيم صعب للغاية، حيث يعمل الرجال كعمال مياومين، دون عمل ثابت في مواقع الإنشاءات وفي البساتين، فيما تعمل النساء في البساتين وورش التطريز.
مؤخرا، جرى العمل على إعادة تأهيل أنظمة الصرف الصحي، وأصبحت كافة المساكن الآن تتزود بالمياه من خلال شبكة مرتبطة بمعمل مياه تابع لـ "أونروا."
شاهد/ي.. بطالة وفقر مدقع في صفوف اللاجئين الفلسطينيين.. شاهد التقرير من مخيم المية ومية:
- مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين
تأسس في العام 1948، ويقع إلى جنوب مدينة صيدا، وتبلغ مساحته رسمياً كيلومتراً مربعاً واحداً. يقيم في المخيم حسب إحصائيات غير رسمية نحو (100) ألف شخص فلسطينيين ولبنانيين، ومن جنسيات متعددة، وقد استقبل المخيم عائلات فلسطينية سورية هجرت من سوريا إثر الحرب منذ العام 2011.
اقرأ/ي أيضاً مخيم عين الحلوة.. عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان
ترتفع نسبة البطالة بين صفوف سكان مخيم عين الحلوة وخاصة الشباب، حيث تقدر مصادر أهلية داخل المخيم أن نسبة البطالة في المخيم تجاوزت الـ(60) بالمئة، ويعمل أبناء المخيم بالتفرغ في المنظمات الفلسطينية والقوى الإسلامية الموجودة في المخيم، إضافة للعمل غير الدائم في قطاعات الزراعة والبناء.
البنى التحتية في المخيم قديمة جداً ومهترئة، كما أن عشرات المنازل تعاني من أوضاع سيئة، ولا تصلح للسّكن، وهي بحاجة إلى إعادة ترميم وإصلاح، وكثيراً ما تشهد منازل في المخيم سقوطاً لأسقفها أو أحد جدرانها نتيجة تقادمها، كما يعاني من تهتك في شبكات المياه ومجاري الصرف الصحي.
يتولى "الأمن الوطني الفلسطيني" المشكل من فصائل منظمة التحرير، مسؤولية حفظ الأمن والحواجز العسكرية عند المداخل الرئيسية الأربعة، إلى جانب ذلك يحظى مخيم عين الحلوة مؤخرا باهتمام على الصعيد الأمني، حيث تجري عدة لقاءات بين قيادات أمن المخيم مع قوى سياسية وأمنية من الطرف اللبناني، ويتم التنسيق من أجل الحفاظ على أمن المخيم، والذي هو مطلب الأهالي، في ظل حملة إعلامية تهدف إلى تأجيج الصراع داخل المخيم بوصفه بؤرة أمنية لجماعات أصولية.
يذكر أن مخيم عين الحلوة يطلق عليه اسم "عاصمة الشتات الفلسطيني"، بحيث أن مصير هذا الشتات يتقرر داخل هذا المخيم الذي بات ساحة صراعات ومساحة لتجاذبات سياسية وأمنية، وتوجَد فيه كل القوى الفلسطينية على الساحة اللبنانية إضافة لبعض الجهات الإسلامية.
شاهد/ي.. شاهد إطلالة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان
المخيمات الفلسطينية في البقاع
- مخيم ويفل- الجليل
تأسس في العام 1948، ويوصف مخيم الجليل في بعلبك بأنه أصغر المخيمات الفلسطينية في لبنان، يقع المخيم عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك وهو عبارة عن ثكنة عسكرية فرنسية لها ثلاثة مداخل، ويطوقها سور عال، تحولت هذه الثكنة إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين عام 1948، يبعد عن مدينة بيروت حوالي (90) كم إلى الشرق منها.
سكن المخيّم لاجئون فلسطينيون من قرى الجليل الأعلى وقرية لوبية المهجّرة عام 1948، وجرى استقبالهم في ثكنة "ويفل" إحدى مخلفات الاستعمار الفرنسي، وسميّ المخيم في سجلات وكالة "أونروا" على اسم الثكنة.
يسكن المخيّم أكثر من 12 ألف نسمة موزعين بين فلسطينيين مسجلين في سجلات الوكالة، ويبلغ عددهم التقريبي 8500 لاجئ، إضافة إلى فلسطينيين مهجرين من سوريا إلى لبنان، فضلاُ عن عائلات لبنانية من أبناء المنطقة.
تقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خدمات تعليمية عبر مدرستين إحداهما ثانوية، ومركز صحّي واحد يقدّم العناية الطبيّة الأولية.
يعتبر المخيّم من أكثر المخيمات الذي به نسبة مغتربون خارج لبنان نسبة إلى عدد سكانه بحسب تقديرات جهات عديدة، وبلغت نسبة المغتربين من مخيم الجليل في الدانمارك نحو 60% من مجموع فلسطينيي لبنان هناك. نظراً لكونه أفقر المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويعيش سكانه ظروفاً اقتصادية طاردة.
يشتكي الأهالي سنويا، من ضعف الخدمات، ولا سيما شبكات المياه والصرف الصحّي، والتي يعود بعضها لحقبة الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى ضعف شبكات الكهرباء. ويتأثر كثيراً بالشتاء، نظرا لوقوعه في منطقة باردة، تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في معظم موسم الشتاء، ما يرفع الحاجة لمواد التدفئة وخصوصاً مادة المازوت.
يضم المخيم عدداً كبيراً من المنازل التي تحتاج إلى ترميم إنشائي ومهددة بالانهيار، وأكبرها مبنى الثكنة الفرنسية الذي تسكنه 60 عائلة، فيما بلغ عدد طلبات إعادة الترميم التي قدمها الأهالي لوكالة "أونروا" 160 طلباً خلال العام 2021.
تأثر أهالي مخيّم الجليل إلى حد بعيد بأزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني منذ العام 2019، وانخفاض قيمة الليرة، وهو ما أنهى قدرتهم الشرائية لمواد التدفئة ودفع اشتراك فواتير الكهرباء والحصول على الخدمات الأساسية، ما يجعلهم في حالة احتجاج مطلبي شبه دائمة للضغط على وكالة أونروا لتقديم المزيد من الإغاثة المالية والعينية.
شاهد/ي.. فيدو جرافيك مخيم الجليل "ويفل" للاجئين الفلسطينيين في البقاع اللبناني