تمر الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني، فيما يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا يعيشون معاناة توزعهم الجديد، سواء داخل الجغرافية السوريّة أم خارجها، وهو توزّع طرأ بفعل أحداث الحرب السوريّة منذ العام 2011 التي طالت العديد من المخيمات بشكل مباشر، وضربت بتداعياتها الاستقرار المعيشي للمخيمات التي لم تتحول الى ساحات لها، فازدادت الكثافة السكانية لبعض المخيمات التي تلقّت نازحين ومهجرين، فيما دمّرت أخرى وتحول سكانها الى نازحين داخلياً، سواء الى مخيمات أخرى أم إلى تجمعات ضمن الأحياء والمدن السوريّة.

40% من الفلسطينيين في سوريا بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" نازحين داخلياً، وهو رقم لم يتغيّر منذ تقرير "النداء الطارئ استجابة للأزمة السورية" الصادر في العام 2020، الّا أنّ "أونروا" اعادت التأكيد عليه في آذار/مارس 2023 الجاري، ووصفت نزوحهم بـ " المطوّل."

لا تغييرات ملموسة على خارطة التوزع الفلسطيني داخل سوريا وخارجها منذ العام 2019، وهو تاريخ اعداد ورقة حول " بانوراما اللجوء الفلسطيني في سوريا والانتشار الجديد"، فمنذ انتهاء العمليات العسكرية في معظم المناطق السوريّة، واستعادة النظام السوري سيطرته على معظم المناطق، لم تصدر الوكالة ارقاماً جديدة على ضوء "الاستقرار" الذي تحقق في مخيمات درعا جنوب سوريا، وكذلك مخيم اليرموك الذي جرت استعادة السيطرة عليه عام 2018، وهو ذات العام الذي "استقرت" فيه مناطق درعا وريف دمشق، وقبلهم مخيمات حندرات في حلب، وسبينة والحسينية وخان الشيح بريف العاصمة دمشق.

مخيم اليرموك، الذي يعتبر الخزان البشري الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ما يزال مدمراً، يفتقد للعمران السكني الملائم بعد أن احاله القصف الى سابع منطقة دمار في سوريا، والغالبية الساحقة من سكانه مازالوا نازحين، وكذلك مخيم درعا الذي كان احدى ساحات الصراع في منطقة الجنوب، ورغم انّه لم يتعرض لذات الدمار الذي طال اليرموك، وهو مخيم صغير نسبياً، الا انّه لم يسجل عودة واسعة لسكانه، وذلك للضعف الشديد في عمليات إعادة الاعمار وتأهيل الخدمات، وسط انعدام قدرة الأهالي على الترميم. وهنا تشير معطيات " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ أقل من 20% من سكانه عادوا اليه فيما يتوزع البقية في احياء درعا ومناطقها.

أمّا مخيم حندرات في مدينة حلب، فيتشارك واقع الحال مع مخيم اليرموك منذ "استقرار" الأوضاع الأمنية في المخيّم اثر استعادته من قبل النظام، حيث لم تُسجّل أيّة عمليات جديّة لإعادة إعمار الأحياء المدمّرة، بحسب ما رصد "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" منذ العام 2016، باستثناء بعض الترميمات الفرديّة لعائلات عادت ولم تتخطَّ أعدادها 200 عائلة، بينما تعيش 100 عائلة من أبنائه واقع نزوح صعب في مدينة اللاذقية.

أمّا مخيم سبينة بريف دمشق، فقد 80% من عمرانه صلاحيته للسكن، إثر تعرضه عام 2013 قصف واشتباكات عنيفة، ما دفع العديد من سكانه للنزوح الى مخيمات أخرى كخان دنون وجرمانا، قبل أن يُسيطر عليه النظام بتاريخ 17/11/2013، ويسمح بعودة جزء من سكانه إليه في نهاية آب/أغسطس 2017. كذلك الحال في مخيم خان الشيح الذي توقفت العمليات الحربية فيه عام 2016 بعد تهجير العشرات من سكانه، فيما حافظ التوزع السكاني فيه على ذات المعدل، لعدم قدرة المهجرين على العودة لأسباب أمنية، وأخرى تتعلق بضعف الخدمات والمقومات المعيشية. وكذلك مخيم الحسينية في ريف دمشق الذي سجّل عودة جزئية لسكانه كما تشير الورقة ادناه.

فواقع توزع اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، لم يتغيّر كثيراً. فما دُمّر من مناطق ومخيمات فعلياً بقي على حاله، ومع ازدياد التردي المعيشي في سوريا وتحوّل اللاجئين الفلسطينيين إلى ما دون خط الفقر بنسبة تفوق 90% بحسب وكالة "أونروا"، فإنّ ذلك جعلها بيئة طاردة، وما يزال شبّانها وأهلها يفكرون ويبحثون عن الهجرة خارج البلاد.

أمّا عن ارقام الهجرة والنزيف خارج سوريا، لا شك أنّها ارتفعت، ولكن لا جهة فلسطينية ولا أممية تتتبّع حركة الهجرة وارقامها، باستثناء ما صدر عن بعض المراصد قبل سنوات، وهو ما ورد في ورقة الحقائق التي نشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، وما تورده وكالة "أونروا" من ارقام حول اعدادهم في دول المحيط، كلبنان مثلاً حيث تقول الوكالة انه يأوي 29 ألف لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا في اخر ما صدر عنها العام 2023 الجاري، فيما نلحظ ان الرقم كان قبل 4 سنوات يشير الى 28 الفاً، فيما تؤكد المعطيات والمتابعات الصحفية، أنّ الحضور فلسطينيي سوريا ملحوظ في مراكب الهجرة التي تنطلق باتجاه دول اللجوء الأوروبي، وكذلك طرق التهريب عبر شمال سوريا ما تزال تشكل مقصداً ترتفع وتيرته.

في الذكرى 75 للنكبة الفلسطينية، يعيد "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نشر ورقة حقائق سابقة، حول "توزع اللجوء الفلسطيني في سوريا وانتشارهم الجديد"

 

لقراءة وتحميل الورقة اضغط هنـا

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد