تشهد مدينة مالمو جنوب السويد يوم غد السبت  27 أيار/مايو افتتاح أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا، بنسخته الـ 20، وسط هجوم من حركة فتح ومنظمة التحرير، بزعم محاولته شق الصف الفلسطيني، وهو ما ينفيه القائمون عليه.

وينعقد المؤتمر الذي انطلق في العاصمة البريطانية لندن عام 2003 تحت شعار "75 عاماً وإنّا لعائدون"، بعد توقف دام 3 أعوام بسبب جائحة كورونا، حيث يتوقع المنظمون مشاركة نحو 20 ألفاً، خاصة أن السويد تضم ثاني أكبر جالية فلسطينية بعد ألمانيا.

ونفى رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا أمين أبو راشد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن يكون هدف المؤتمر ضرب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف أن المؤتمر على مدار عقدين من الزمن، دعا كبار المسؤولين في منظمة التحرير للمشاركة بالمؤتمر، وشارك سفراء دولة فلسطين معنا".

لا خصم لنا إلا الاحتلال ومنظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني

وقال أبو راشد "لا نرفع في كل مؤتمراتنا إلا علم فلسطين، ولا نتبنّى إلا قضيتنا، وحقنا في العودة، ولا خصم لنا إطلاقا إلا الاحتلال الإسرائيلي المسؤول الأول والمباشر عن نكبة شعبنا".

وأضاف "أزيدك من الشعر بيتين ربما، وليس بيتاً واحداً، بأنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي إنجاز وطني سُطّر بدماء الشهداء، ولا نسعى إلى أن نكون بديلاً عنها أبداً، ولا إلغاء دورها، والاتهامات كلها التي سيقت ضدنا لا أساس لها من الصحة.

وتابع أن "نجاح المؤتمر في مرحلة التحضير ربما هو ما دفعهم إلى التهجم عليه، ونحن مصدومون حقيقةً من هذه الهجمة؛ لأنهم كانوا شركاء حقيقيين لنا في المؤتمر، لم يكونوا ضيوفاً بقدر ما كانوا أصحاب المؤتمر ونجوم المنصة، وكثيراً ما كان لسفراء فلسطين في النسخ السابقة كلمات مهمة في الافتتاح، ولكنهم هذا العام انقلبوا فجأةً على هذه الزمالة، ولم يصلنا سبب واحد نقتنع به، الأسباب كلها التي قدموها هي عبارة عن تهم جاهزة مُغلّفة لا تسمن ولا تغني من جوع".

أما عن تمويل المؤتمر لفت أبو راشد إلى أنه يشهد العديد من الأسواق والمعارض التي يعود ريعها له، إضافة إلى دعم المؤسسات الفلسطينية الرديفة، وإلى أن المؤتمر أصبح منصة مهمة يستفيد من الشركات الداعمة لتسويق منتجاتها على المشاركين والضيوف، أما المشاركون فهم يدفعون نفقاتهم الشخصية من تذاكر طيران وتكاليف.

دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية: المؤتمر خطوة انشقاقية

بدوره اعتبر رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير فيصل عرنكي أن مؤتمر فلسطينيي أوروبا يمثل خطوة انشقاقية وغير مباركة، مشيراً إلى أنه "لا يخدم الوحدة الوطنية، ولا أهداف الشعب الفلسطيني في العودة.

وقال عرنكي في اتصال مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "رغم هذا الحراك السلبي، إلا أنه لن يؤثر في المنظمة ووحدانية تمثيلها وشرعيتها، المستمدة من النضال الوطني ضد الاحتلال، ومن دماء الشهداء على مدار عقود من الزمن.

وأضاف أن "استعمال الاسم المقدس، وهو حق العودة لـ7 ملايين فلسطيني، من قبل انشقاقيين وهدفهم ضرب منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا رسميا وشعبيا، فهذا المؤتمر خطوة غير مباركة".

كما أكد عرنكي أن "حق العودة مكفول ومضمون بقرار مجلس الأمن 194، وأن المنظمة لم ولن تتنازل عنه، ولا يحق لأي إنسان أن يزاد عليها، وأن يستغل اسم العودة بغرض زيادة الشرخ بين أبناء الشعب الفلسطيني".

منظمة التحرير مهمشة ويتم استحضارها عندما يحتاج مختطفوها مهاجمة طرف آخر

من جهته اعتبر فوزي إسماعيل رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية إنه "من حق أي جهة تنظيم النشاط والفعاليات بالطريقة التي تراها مناسبة، ولنا الحق بالاتفاق والاختلاف مع أي طرف ضمن إطار الثوابت الوطنية، ولا يحق لأي طرف وضع فيتو على عمل الآخرين.

وأضاف اسماعيل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن "منظمة التحرير مهمشة، ويتم استحضارها عندما يحتاج مختطفوها مهاجمة طرف آخر، ولا يوجد طرف يمثل الفلسطينيين في أوروبا، لكن بالتأكيد منظمة التحرير المختطفة هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين كلهم في كل أماكن وجودهم".

وتابع "نحن ضد إقصاء أي طرف فلسطيني، وندعو للشراكة مع الجميع وصولا إلى الوحدة، ومن يتحمل مسؤولية عدم وجود مرجعية في أوروبا هي منظمة التحرير ومن يختطفون المنظمة".

كما لفت إسماعيل إلى أن محاولة الاتحاد منذ عام 2018 حتى 2020 العمل على لم شمل المؤسسات الفلسطينية في أوروبا ضمن لجنة تنسيقية، لكن الطرفين من مؤتمر فلسطينيي أوروبا والمحسوبين على منظمة التحرير لم يساعدوا على ذلك، فالخلاف بين فتح وحماس انعكس على فلسطينيي أوروبا، مؤكداً مواصلة العمل على تحقيق الوحدة الفلسطينية إيماناً بأهمية العمل الموحد".

ورغم الجدل الدائر حول المؤتمر وتمثيل فلسطينيي أوروبا، إلا أنه لا توجد جهة فلسطينية، تملك عدداً دقيقاً للفلسطينيين المقيمين في القارة العجوز، حيث يقدر مؤتمر فلسطينيو أوروبا العدد بين 750 إلى 800 ألف، بينما تشير تقديرات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء لكون أعدادهم تبلغ حوالي ٢٩٠ ألف فلسطيني، وذلك حسب ما تضمنه إعلان الجهاز حول أعداد الفلسطينيين في العالم في العام ٢٠١٩، وهو عدد أقل من معظم الإحصاءات والتقديرات الخاصة بأعداد الفلسطينيين في أوروبا قبل الأزمة السورية، وقبل تدفق موجات اللجوء الجديدة من مخيمات الفلسطينيين في سوريا ولبنان وقطاع غزة.

وتجدر الإشارة هنا، رغم تعدد الجهات الفلسطينية المعنية بشأن الفلسطينيين في أوروبا لم يكفل هذا بتوافر تعداد دقيق، وكل ما هو معلن مجرد تقديرات متعددة ومتباينة تفصل بين بعضها هوة شاسعة، وتطرح إشكالية حول حقيقة التمثيل والانتشار الفلسطيني في القارة العجوز.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد