كشفت شهاداتٌ أدلى بها طالبو لجوء عن انتهاكات مروعّة يرتكبها عناصر تجندها السلطات اليونانية للإيقاع بالمهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون الحدود من تركيا باتجاه اليونان، وشملت عمليات اغتصاب للنساء وضرب وتعذيب.

وعُرضت الشهادات خلال "بودكاست" بثّه الناشط في "مجموعة الإنقاذ الموحد" المعنية بمراقبة الهجرة غير النظامية عبر المتوسط إيهاب الراوي، تحدث فيه مهاجرون شهدوا الانتهاكات المروعة التي ارتكبها عناصر حرس الحدود اليوناني وأشخاص "مرتزقة" تعتمد عليهم السلطات اليونانية للتضييق على المهاجرين.

اغتصاب نساء

وتحدث مهاجر مصري "هيثم" عن اغتصاب هؤلاء العناصر لإمرأة مهاجرة وأخرى انتزعوا ملابسها، فيما تعرض الشبان الذين قاموا بسترها بملابسهم للتعذيب وإطفاء السجائر في أجسادهم.

وقال "هيثم" في شهادته: إنّ عناصر الشرطة اليونانية أمسكوا بهم عند وصولهم إلى الحدود اليونانية قادمين من "إدرنة" التركية، وظنّ المهاجرون أن الشرطة ستأخذهم إلى مخيم اللجوء، إلّا أنّه جرى حبسهم في مكان وصفه المهاجر بأنّه "غير صالح لإقامة البهائم" وجرى تسليمهم لعناصر ليسوا من الشرطة ولا من الجيش اليوناني، وانما مرتزقة.

وتحدث "هيثم" عن انتهاكات كبيرة شملت نزع ملابس النساء واغتصاب إحداهنّ، والاعتداء على الشبان بوحشية من خلال ضربهم بقفازات حديدية، كما شهد على إلقاء امرأة وطفلها بالماء.

وأشارت الشهادات، إلى أنّ عناصر المرتزقة بعضهم من الجنسية الأفغانية وآخرين من الجنسية السورية، ويقومون بارتكاب انتهاكات، تؤدي إلى موت مهاجرين، كضربهم بالسكاكين وتشريح أجسادهم.

الجدير ذكره، أنّ عمليات تجنيد السلطات اليونانية لمرتزقة من أجل الإيقاع بالمهاجرين، بدأت تتكشف منذ عام 2022 الفائت، حيث كشفت وقائع أدلى بها طالبو لجوء، تجنيد حرس الحدود لسكان يونانيين محليين، للتصدي لعبور المهاجرين.

وكان أحد اللاجئين السوريين ممن حاولوا العبور إلى اليونان عبر نهر "ايفروس" الفاصل بين اليونان وولاية إدرنه التركيّة الحدوديّة، أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين في وقت سابق عن تعرضه والمجموعة التي كان معها لاعتراض من قبل قرويين يونانيين عند نجاحهم في عبور النهر، وقاموا بتسليمهم إلى السلطات التركيّة.

وقال اللاجئ حسن أبو زيد: إنّه انطلق من تركيا مع مجموعة من طالبي اللجوء السوريين والفلسطينيين في شهر تموز/ يوليو الفائت لعبور اليونان عبر نهر "ايفروس" والانتقال عبر البرّ اليوناني باتجاه دول اللجوء الأوروبيّ، إلا أن مجموعة من الرجال المسلحين ببنادق صيد ومسدسات، قاموا باعتراضهم والتعرض لهم بالضرب قبل تسليمهم لدوريّة شرطة قدمت فور إبلاغها.

وأشار اللاجئ، إلى أنّ التضييق على طالبي اللجوء، لا يقتصر على الشرطة وحرس الحدود وخفر السواحل، إنما دخل على الخط منذ فترة بشكل كبير، مدنيون يونانيون يبدون وكأنهم "يتصيّدون أي شخص تظهر عليه سمات مهاجر يمر من المنطقة."

ويعتبر الطريق الواصل إلى اليونان عبر تركيا، " نقطة نهر ايفروس" من أكثر الوجهات التي يقصدها المهاجرون من سوريا، فيما تشهد طرق الهجرة عدداً من حالات الغرق والفقدان لشبّان فلسطينيين ومن جنسيّات متعددة، ولا سيما بعد تشديد السلطات اليونانية إجراءاتها عبر حدودها البريّة والبحريّة، وازدياد حالات الإعادة القسريّة إلى داخل الأراضي التركيّة.