مأساة الغرق تمت تحت أنظار الاتحاد الأوروبي..

 المركب المنكوب كان مراقباً ولم يهرع خفر السواحل إلا لحظة انقلابه

الخميس 15 يونيو 2023
صورة من طائرة دون طيار التقطت للمركب المنكوب
صورة من طائرة دون طيار التقطت للمركب المنكوب

روت الناشطة المغربية الإيطالية نوال صوفي، وهي ناشطة في مجال حقوق الانسان، شهادتها حول حادثة غرق المركب الذي انطلق من السواحل الليبية وغرق قبالة السواحل اليونانية أمس الأربعاء 14 حزيران/ يونيو، وعلى متنه 750 شخصاً، وقضى على متنه عشرات طالبي اللجوء فيما تتواصل جهود البحث عن عشرات المفقودين، فيما أفادت معلومات نشرتها منظمات حقوقية ووسائل إعلام يونانية، أنّ المركب كان مراقباً من الجو والبحر قبل غرقه، ولم يهرع خفر السواحل اليوناني إلّا حين انقلب المركب في الساعة 2 من فجر الأربعاء.

وقالت الناشطة في شهادة أدلت بها لوسائل إعلام يونانية: إنّها كانت أوّل من تلقت نداء الاستغاثة من المركب المنكوب يوم الثلاثاء 13 حزيران/ يونيو، حين اتصل بها طالبو لجوء في ساعات الصباح الأولى، وأخبروها عن وضعهم بعد 5 أيام من السفر، وكان على متن الركب 750 شخصاً.

توضح صوفي: "أخبروني عن وضعهم. بعد خمسة أيام من السفر، نفد الماء، وتركهم قبطان المركب في عرض البحر، وكان هناك أيضًا ست جثث على متنه، لم يعرف المهاجرون مكانهم بالضبط، ولكن بفضل التتبع الفوري لهاتف ثريا، تمكنت من معرفة موقعهم بالضبط وإخطار السلطات المعنية".

محاولة إنقاذ "غير جدية" وسط رعب تملك طالبي اللجوء على متن المركب

وأشارت الناشطة صوفي، إلى أنّ إحدى محاولات الإنقاذ التي جرت، قد أشعرت المهاجرين على متن المركب بالخوف من أن تتسبب بغرقه، حيث اقتربت إحدى سفن الإنقاذ وقامت بربط حبال بجزأين من المركب، فيما شعر المهاجرون بخطر كبير من أن تتسبب الحبال في انقلاب المركب، لذلك قاموا بالابتعاد عن السفينة لتجنّب الغرق، وخصوصاً أنّ المياه كانت تدخل إلى المركب.

وخلال الليل أصبح الوضع على متن القارب أكثر مأساوية، "فقد كان المهاجرون مرتبكين ولم يفهموا ما إذا كانت عملية إنقاذ أو وسيلة لتعريض حياتهم لخطر أكبر" حسب قول صوفي.

 وأضافت أنها بقيت على تواصل مع المهاجرين، حتى الساعة 11 مساءً بتوقيت اليونان، محاولةً طمأنتهم ومساعدتهم في إيجاد حل، وقالت: "ظلوا يسألونني عما يجب عليهم فعله وظللت أخبرهم أن المساعدة اليونانية ستأتي".

وأكّدت الناشطة، أنّ المهاجرين حين ابتعدوا عن السفينة، لم يكونوا ينوون متابعة مسيرهم نحو إيطاليا، لأنهم لم يعرفوا كيفية الإبحار إلى المياه الإيطالية، نظراً لكون القبطان الحقيقي للسفينة قد غادر وتركهم، واحتاجوا إلى المساعدة في المياه التي كانوا فيها، فيما أخبرها الرجل الذي كانت تتحدث إليه بأنّه شعر أنّ هذه الليلة ستكون الأخيرة لهم.

وتساءلت الناشطة: "هل من الممكن أن تكون السلطات اليونانية قد فسرت هروب المهاجرين من الوضع الخطير الذي كانوا فيه على أنه هروب من الإنقاذ؟" إلّا أنّ الناشطة أكدت، أنّ المهاجرين على متن المركب كانوا يبحثون عن إنقاذ، وظلّوا يسألونها عما ينبغي عليهم فعله.

وقالت: "طوال فترة ما بعد الظهر وحتى الساعة 11 ليلاً، لم أفعل شيئًا سوى طمأنة الأشخاص المتصلين من القارب، وأوضّح لهم أن السلطات كانت تتابع وضع القارب لعدة ساعات وأنها ستصل بالتأكيد المساعدة. وأنّ كل ما كان على المهاجرين فعله هو إدارة حالة الذعر على متن المركب."

وكانت صور جوية قد التقطت لقارب الصيد المنكوب الذي حمل اسم "ادريان" بواسطة طائرة بدون طيّار، تظهر تكدّس المهاجرين على متنه، وخطورة وضعه، ما يشير إلى أنّه كان في حالة مراقبة من قبل السلطات في الدول الأوروبية.

المركب كان متابعاً من خفر السواحل اليوناني ولم يتم إنقاذه من الغرق

ونقلت منظمات معنية بمراقبة الهجرة، أنّ القارب شوهد منذ ظهر الثلاثاء 13 حزيران، وجرى رصده على الرادار، وبواسطة طائرة من دون طيار من منطقة " فرونتكس" وكذلك من قبل سفينتين كانتا تبحران باتجاه الشمال من الساحل الإفريقي إلى البحر الادرياتيكي.

ونقلت وسائل إعلام يونانية تابعها بوابة اللاجئين الفلسطينيين عن خفر السواحل، أنّ المركب لم يطلب المساعدة، لا باللغة اليونانية ولا بالإيطالية، ولم يجر الإبلاغ عن مشكلة أو عن عدد الركاب.

وتابع قارب المهاجرين مساره بسرعة منخفضة خلال فترة الظهيرة، فيما سجّل اقتراب سفينة شحن منه، وزوّد الركاب بالمياه والطعام وبعض الإمدادات، واقترب منه خفر السواحل في وقت متأخر من الليل وشاهده في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط.

وتعرض المركب للانقلاب عند الساعة 2 فجراً من يوم الأربعاء 14 حزيران/ يونيو، فيما هرع خفر السواحل اليوناني إلى مكان غرقه، بعد أن كان في حالة تأهب، عقب تلقيه بلاغاً قبل يوم، من خفر السواحل الإيطالي بأنّ المركب مهدد بالغرق.

واستطاعت سفينتان من خفر السواحل اليوناني إنقاذ 104 أشخاص فور غرق المركب، فيما تمّ تأكيد وفاة 79 شخصاً، وتتواصل جهود البحث عن ضحايا ومفقودين حتّى هذه اللحظة.

6-1.jpg

 

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته من حادثة غرق المركب، حسبما نقل الناطق باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، اليوم الأربعاء.

وقال دوجاريك في تصريح صحفي له: إن غوتيريش يؤكد على أحقية الجميع في أن يعيش "حياة كريمة وآمنة" مشدداً على أنه صار من الضروري "تعاون الدول المصدرة والمستقبلة للاجئين، في الحيلولة دون سقوط المهاجرين ضحايا في طرق اللجوء".

وأضاف قائلاً: "هناك حاجة ملحة للقيادة القوية والشجاعة السياسية من أجل الحيلولة دون مصرع المزيد من المهاجرين".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد