يحل عيد الأضحى على اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية المحتلة محملاً بكثيرٍ من الألم والحزن مع استمرار جرائم الاحتلال اليوميّة بحق المخيمات وارتقاء شباب فيها شهداء وإصابة واعتقال المئات خلال الاقتحامات "الإسرائيلية" شبه اليومية المتصاعدة.
الحال هذه، يترافق معها أوضاع اقتصاديّة صعبّة، وآثار إضراب اتحاد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي لم تنته بعد وألقت بظلالها على جميع المخيمات الفلسطينية، ما جعل اللاجئ الفلسطيني في المخيمات يفتقد الأجواء الحقيقية لعيد الأضحى.
يأتي عيد الأضحى وسط أجواء حزينة ونسبة فقر تزداد يوماً بعد يوم
يقول رئيس اللجنة الشعبيّة لمخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين عاصم صبح لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ المخيمات الفلسطينية هي مناطق دائمة التوتر، سواء من ناحية اعتداءات الاحتلال أو من جهة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وتعيش حالة يُرثى لها ومغايرة ومخالفة للأعراف الإنسانيّة السائدة، واليوم يأتي عيد الأضحى وسط أجواء حزينة، ووسط وضع اقتصادي منهار ونسبة فقر تزداد يوماً بعد يوم في المخيمات.
ويُضيف صبح: رغم كل هذه المنغصّات، إلّا أنّ أهل المخيم أناس بسطاء، وأجواء العيد تشدّهم ويتفاعلون معها، لا سيما وأنّ أغلبهم فلّاحون و80% منهم لجؤوا من شمال فلسطين وتحديداً من حيفا، لذلك يحاولون على بساطتهم الاندماج مع أجواء العيد ويسعون إلى صنع البسمة بأيديهم مع أنّ لحظات الفرح معدودة في المخيم، وهذا بفعل تدمير واجتياحات الاحتلال اليوميّة.
حذر دائم
يحتار المرء عند الحديث عن ظروف المخيمات وخاصّة مخيم بلاطة مع قدوم عيد الأضحى، لأنّ المخيم حزين ولا يستقبل العيد ببهجةٍ وسرور كما العادة وجميع اللاجئين الفلسطينيين داخله في حالة حذرٍ دائم وتخوّف من اقتحامات الاحتلال في أي وقت.
يقول القائد الكشفي في مركز يافا الثقافي الناشط رائد الخطيب: إن الحزن هو المسيطر على المخيم، حتى أنّ الحركة الشرائية في الأسواق ضعيفة بشكلٍ واضح، وهذا بفعل قلّة العمل وقلّة نسب الرواتب التي تنعكس على أوضاع سكّان المخيم بشكلٍ مباشر.
لم نسمع أصوات الخراف في المخيم.. ونساء المخيم لديهن أولويات
تصف سهير سجدية -وهي صاحبة صالون تزيين نسائي في مخيم الدهيشة- أوضاع المخيم وخاصة مع قدوم عيد الأضحى بالقول: الحركة الشرائيّة معقولة إلى حدٍ ما، ولكن العمل في الصالون ونسبة الإقبال تختلف كثيراً عن الأعوام السابقة لأنّه وفي ظل هذه الظروف هناك أولويات لدى نساء المخيم وهي احتياجات العيد وكسوة الأطفال، لكنّ الوضع العام يبيّن أنّ هناك حالة من التراجع الواضح في حركة البيع والشراء.
وبعفويّةٍ تامة، تتابع سجدية: لم نسمع أصوات الخِراف في المخيم هذا العام، لأنّ حال اللاجئين هذا العيد تختلف عن العيد الماضي، فالأوضاع الاقتصاديّة سيئة خاصّة وإضراب موظفي وكالة "أونروا" الذي انتهى مؤخراً أثّر بشكلٍ كبير على المخيمات وكافة جوانب الحياة، كما أنّه لا يوجد أموال مع السكّان لشراء الأضاحي وتوزيعها مع العيديات على الأقارب والأرحام.
الاحتلال ينغّص حياة أهالي المخيمات
في مخيم العروب شمال الخليل المحتلة يقول رئيس اللجنة الشعبيّة في مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين أمجد الطيطي: لا يوجد أي فرحة حقيقيّة للعيد في مخيم العروب إلّا بشكل محدود جداً، وهذا سببه تأثير اعتداءات الاحتلال المتكررة.
يضيف الطيطي: من لديه المقدرة على ذبح الأضاحي وتوزيعها على أهالي المخيم هو عدد قليل جداً من السكّان، أمّا فرحة العيد الحقيقيّة تكون بعيداً عن الاحتلال ومنغّصاته، لكن الواقع يقول عكس ذلك.
يؤكد الطيطي: أن الاحتلال ينغّص حياة أهالي المخيم بمعنى الكلمة، ولا يستطيع الشبّان وحتى الأطفال التحرّك والتنقّل بأريحيّة تامّة كما بقيّة الناس في العالم، والحركة الشرائيّة معدومة بفعل الوضع الاقتصادي المعروف للجميع، وأقل أضحية تكلّف الشخص من 2000 إلى 3000 شيكل بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، وحتى محلات الملابس تشهد إقبالاً ضعيفاً على غير المعتاد.