فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تحدّثت مصادر إعلامية خلال الساعات الأخيرة، عن نتائج انتخابات حركة حماس الجاريّة، وكشفت بعض المصادر، انتخاب الأسير المحرر يحيى السنوار، مسؤولاً للحركة في قطاع غزة، خلفاً للقيادي إسماعيل هنيّة، والقيادي خليل الحية نائباً له، فيما يدور الحديث عن قرب هنيّة من منصب رئيس المكتب السياسي خلفاً لخالد مشعل.
وذكرت بعض المصادر، أنّ الثقل الأكبر في الانتخابات الداخلية لحركة حماس، بدا في ساحة غزة، إذ تصدّر النتائج القياديان في الحركة، من غزة إسماعيل هنيّة، ومروان عيسى الذي يُعتبر من المجلس العسكري للحركة، ومن بين الفائزين بعضوية المكتب السياسي في غزة، الدكتور محمود الزهار والمهندس عماد العلمي، وصلاح البردويل وعطا الله أبو السبح، كما أعيد انتخاب أحمد بحر لرئاسة مجلس شورى الحركة في القطاع.
ومن المقرر أن تستكمل حركة حماس انتخاباتها الداخلية، في الضفة المحتلة وخارج فلسطين، قبل انتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف آذار القادم.
القيادي يحيى السنوار أفرج عنه الاحتلال في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، التي تم خلالها استبدال الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط، بـ 1027 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال.
وتم تعيينه فور الإفراج عنه مستشاراً لهنيّة، كما أصبح مسؤولاً عن ملف جنود جيش الاحتلال الأسرى لدى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة.
وُلد السنوار عام 1962، وتعود جذوره الأصليّة إلى عسقلان المحتلة، عاش في مخيّم خانيونس جنوبي قطاع غزة مع عائلته، وأنهى دراسته في مدارس المخيّم، ليلتحق بعد ذلك بالجامعة الإسلامية بغزة لاستكمال تعليمه الجامعي، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وعمل في مجلس الطلاب لخمس سنوات.
اعتقلته قوات الاحتلال في المرة الأولى عام 1982، لمدة 4 شهور إداري، وفي عام 1985 اعتقل8 أشهر، بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس، الذي عُرف باسم "مجد"، وعام 1988 اعتقله الاحتلال إدارياً، قبل أن يُنقل للتحقيق مجدداً، ويُحكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات، إلى أن تمّ الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى.
يحيى السنوار شقيق محمد السنوار، الذي تعرّض لعدة محاولات اغتيال، اتهمه الاحتلال بأنه جزء من عملية اختطاف شاليط، وقالت أنّه أصرّ خلال مفاوضات الصفقة، على الإفراج عن شقيقه يحيى، وأنه لا يُمكن إتمام الصفقة بدونه، ويُعتبر محمد من القيادات البارزة في كتائب القسام، وأصبح مؤخراً، المسؤول عن المنطقة الجنوبية في قطاع غزة، بديلاً للقيادي الشهيد رائد العطار الذي اغتاله الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
إعلام الاحتلال يعتبر السنوار "الأكثر تطرّفاً"
من جانب الاحتلال، فما صدر حول انتخاب السنوار اقتصر على الإعلام العبري، وتحدّث في وقتٍ سابق مكتب منسّق الأعمال الصهيوني في المناطق، مُحذّراً الأسبوع الماضي من تداعيات تعزيز مكانة الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، وجاء في موقع المنسّق أنّ مصادر في القطاع أفادت بأن "ازدياد قوة النعرة المتطرفة في الحركة قد تجر الساحة الفلسطينية بأسرها إلى مغامرات هدّامة."
صحيفة "معاريف" العبرية كتبت "حتى حماس ترتعش منه.. من هو يحيى السنوار"، واعتبرت أن ما حققه السنوار، يعد مفاجأة كبيرة صدمت قيادات حماس نفسها، بعد أن أصبح يترأس الحركة شخصية جديدة بعد سنوات طويلة، مُعتبراً أن انتخاب السنوار انتصار مدوّي للجناح العسكري للحركة، متمثلاً بقائده محمد الضيف، وأشار تقرير الصحيفة إلى أنّ مواقفه متشدّدة ضد السلطة ودولة الاحتلال وله أيديولوجيّة خاصة، وأنّ الكثير من قيادات حماس يخشونه، و"إسرائيل" تُدرك خطورة هذا الرجل، ما يدفع بالسؤال "هل سيدفع باتجاه حرب قريباً؟".
موقع "يديعوت أحرونوت" العبري، يقول أنّ يحيى السنوار تحوّل من وزير للدفاع في حماس إلى الزعيم الأول فيها، مشيراً إلى أنّه سيفرض سيطرة كبيرة لصالح الجناح العسكري، في قرارات المكتب السياسي مستقلاً، واعتبر الموقع أنّ انتخاب السنوار، سيجعل حماس أكثر تطرّفاً، مُذكراً بتصريحات السنوار بعد الإفراج عنه، التي دعا خلالها لخطف جنود من جيش الاحتلال.
إذاعة "ريشت بيت" العبرية، وصفته بالشخصيّة المتطرّفة، مشيرةً للتحذيرات "الإسرائيلية" من خطورة انتخابه زعيماً للحركة.
موقع "واللا" العبري اعتبر انتخاب السنوار، بأنه انتصاراً لـ "معسكر الصقور" في حركة حماس، مشيراً إلى صلابة الرجل، وشدّته حتى داخل سجنه، وحسب الموقع فإنه سيكون له الكلمة الأولى والأخيرة في الكثير من القرارات مستقبلاً.
موقع القناة العبرية الثانية، تحت عنوان "زعيم حماس الجديد.. صعب ومتطرّف"، أشار إلى أنه لا يُحبّذ الظهور الإعلامي، ويملك جرعة من الكاريزما والصفات القيادية الكبيرة، ويستخدم عقله دون أن يرفع صوته عالياً.
وأشار موقع القناة، إلى تقرير محلل الشؤون الفلسطينية ايهود ايعاري، بأن السنوار سيُركّز على المعركة المقبلة، وسيحُث عناصر القسام على الاستعداد جيداً لها، واستخدام الكثير من البدائل في الهجمات وليس فقط الصواريخ وتحسينها.
فيما تطرّق تقريراً لصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى العلاقة الجديدة بين حركة حماس ومصر، التي فيما يبدو أنها ستعجل الحكم العسكري في مصر، مستعداً الآن لدراسة تسوية في العلاقات مع الحركة، وفي الوقت الذي تُقارب الانتخابات الداخلية لحركة حماس على الانتهاء، تطلب دولة الاحتلال تسريع المفاوضات لإعادة جنودها المأسورين لدى الحركة.
وتحدّثت الصحيفة أيضاً عن وعد السنوار، الذي أطلقه في غزة بعد إطلاق سراحه أنه لن يسكت حتى يُطلق سراح كل أسرى الحركة لدى الاحتلال بالقوة.
وحسب معلومات مسرّة بشكلٍ غير مباشر، وفقاً للصحيفة، فإن السنوار وأصدقاءه يسعون إلى انتزاع تنازلات ثقيلة نسبياً من الاحتلال، بدايةً بإطلاق سراح 56 أسيراً من محرري صفقة شاليط في الضفة المحتلة، والذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
في بداية الشهر الجاري، ذكرت وسائل إعلام، أنّ حماس رفضت مؤخراً اقتراحاً "إسرائيلياً" جديداً، كان من المفترض أن يؤدي إلى تقدّم في المحادثات.
وقالت الصحيفة أنه حسب فلسطينيون التقوا بالسنوار، "فهو متطرّف حتى بموجب مفاهيم الحركة ويتحدّث بمصطلحات مروّعة عن حرب أبديّة ضد إسرائيل."